رأي ومقالات

منظر النفايات منتشرة على جوانب الطرق أخف على بصرى من مناظر الراساتات ونصف العرايا

نظافة الشارع…. وثقافته
قال :
ألا يزعجك منظر الشارع وإفتقاره ألى النظافة و انتشار النفايات والقذورات قي كل مكان؟
قلت:
بلى…. يزعجني أشد الأزعاج ويشعرني بالخزي والإنفضاح أن تكون عاصمة بلدي بهكذا حال.
قال:
وضع مؤسف ومزري بالفعل.
قلت:
ما يزعجني أكثر من نظافة الشارع هو ما صار إليه المشهود الظاهر من ثقافة الشارع.
قال:
وماذا تقصد بثقافة الشارع ؟
قلت:
ما يفعله الناس في الشارع وكيف يتصرفون وما يظهرون به من مظاهر وما يتكلمون ويجاهرون به من كلام والطريقة التي بها يعبرون عن مشاعرهم وخياراتهم.
قال:
وما الذي يقلقك ويزعجك من ذلك؟
قلت:
يزعجني مفارقة الشارع لأعراف لأهل بلدي الفاضلة الراسخة وذلك في مظهر الشباب وفي تصرفاتهم وخلاعتهم و إنخلاعهم من ثقافتهم السودانية إلى ثقافة الهيب هوب.
قال:
وما هي ثقافة الهيب هوب؟
قلت:
هي ثقافة نشأت أواخر السبعينيات والاسم يشار به لنوع من الرقص الذي انتشر في الشوارع وهو رقص الهيب هوب فهي ثقافة الحواري والأزقة في البرونكس وهارلم في نيويورك . وقد إرتبطت أول أمرها بعصابة من عصابات نيويورك عرفت بأسم الاسبيدس سيطرت على الشارع في البرونكس. وعرفت بغناء الراب المشحون بالعبارات و المعاني البذئية . وكما عرفت بإدمان المخدرات. ومن البرونكس انتشر الراب والهيب هوب والإستبس والرقص الهستيري ومويسقى الدي جي الصاخبة التي يختلط مع أصواتها العالية الصراخ المجنون والرقص بالصدور العارية وخلع الملابس أو تمزيقها.
قال:
لكن هذه مظاهر عندنا لا تزال محدودة العدد والأثر والمكان .
قلت:
لم أقل أنها تمثل الأغلبية لكنها المظهر الطافح على سطح المرائي . ومنظر النفايات منتشرة على جوانب الطرق أخف على بصرى من مناظر الراساتات ونصف العرايا ….وإختلاط حابل الصبايا بنابل الصبيان يزحم بصري…. و العبارات السخيفة و التافهة والبذيئة تخرق سمعي… وكل أنواع القبح وأشكاله التي تعرض رمزا للعالمية وللمعاصرة…. وأي عالمية هذه التي هي عالمية حثالة الحضارة في أحياء نيو يورك البائسة.
قال:
وما هو طريق الخروج من هذا المأزق الضيق؟
قلت:
الخروج هو مقابلة هذا العرض البائس بعرض يتلاءم مع ثقاقتنا الأصيلة وديننا القويم وأخلاقنا السمحة.
قال:
وكيف يحصل ذلك ؟
قلت:
أولا:
لايجب أن نترك هؤلاء المساكين للآيس وحياة الغيبوبة و توهان الفكر ومنطق القرود في محاكاة أسوأ منتجات نيويورك.. لابد من حملة أنقاذ يقودها شباب من أمثالهم وأعمارهم ليس فقط بالموعظة الحسنة بل بفقه البدائل لتلبية الحاجات وبعرض فنون بارعة تنسي الفنون التافهة… وجمال وضيء يغطي على القبح المتسربل بالغرابة والتمرد والمجون.
قال:
وماذا بعد ؟
قلت:
لابد أن يفهم شبابنا من أهل الإستقامة أن الطرائق القديمة في عرض الأفكار لم تعد ذات فائدة ولا عائدة كافية فلابد لهم أن يدخلوا الباب على هؤلاء المنتشين بالوهم والمخدر….. يدخلون عليهم من كل ناحية وكل وسيط…. وكل صورة ثابتة وأخرى متحركة وثالثة مركبة…. ولابد من فنون موسيقية رزينة تزيح الدي جي الصاخب اللاهب المثير للشهوات والرغائب والهستيريا…..ولابد من أزياء جميلة منسقة تسر الناظرين ولا تفتنهم. أدخلوا عليهم الباب بالفنون الجميلة واللحون الأصيلة و الإبداع الخلاق الذي يسبح لله أحسن الخالقين.
قال :
ثم ماذا بعد؟
قلت:
ثم ينظر الله إلينا فيسره حالنا فيرضى عنا فيجعل من بعد القبح جمالا ومن بعد العسر يسرا ومن بعد الفوات لحاقا وسبقا وما ذلك على الله ببعيد ولا على أهل السودان بكثير فهم لا يزال الخير فيهم وفي عقبهم الى يوم القيامة بإذن الله.
#عجائب_الزمن_القحتي

د. أمين حسن عمر

تعليق واحد

  1. يادكتوراذا كان مولاناالقاضي القحاطي
    مشاطو زي (حبوبة النايرة)فماذا
    تنتظرمن باقي الشباب (جلاس الضللة)
    والخنداكات البكتبن في الحيط(عزريتي ليست شرفي شخصيتي هي شرفي)
    *انظرحيطة مقابرمقابرمقابر بري!!؟
    فاي القمامتين اسوأيادكتور!