مقالات متنوعة

عبد الله مسار يكتب: المُواجهة بين روسيا وأمريكا (2)

قلنا في مقالنا المواجهة بين روسيا وأمريكا (1)، إنّ الدولتين عظميين وانهما يمتلكان سلاحاً نووياً، وأنهما عضوان دائمان في مجلس الأمن، ويتمتّعان بحق النقض الفيتو، وانهما لديهما احلاف وانتشار واسع في العالم، وانهما الأولى والثانية في العالم من حيث التسليح.

ومعلوم أن امريكا سيدة العالم الأولى وينافسها في الصدارة دولة الصين وتتبعها روسيا، وان أمريكا تتدخّل في كل شأن بالعالم وهي شرطي العالم، بعكس روسيا.

ان الحرب التي قامت بين أوكرانيا وروسيا هي حرب قامت لأسباب كثيرة، أهمها بالنسبة لروسيا الحفاظ على امنها الوطني، وواضح ان هذه الحرب قد تتطور الى حرب نووية، وننظر ذلك في هذه المقابلة التي تمت مع الرئيس الروسي بوتين، حيث سأله المذيع (سيدي الرئيس ماذا ستفعل في حال شنت حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة هجوماً شاملاً نووياً على روسيا)؟

أجاب الرئيس بوتين لماذا تحتاجون للعيش في هذا العالم اذا لم تكن هنالك روسيا العظمى في حال شنت الحرب بإشارة واحدة مني سيتم تدمير العالم بأسره، هذا يعني أن نعيش جميعاً بسلام أو توافق الولايات المتحدة على جميع شروط روسيا العظمى.

هذا التصريح من الرئيس بوتين يدل على أنه مصمم لخوض الحرب مهما كانت كلفتها حتى لو أدّت الى فناء العالم بأسره.

أيضاً واضح انّ الرئيس بوتين يمكن أن يستعمل السلاح النووي حال لم يُستجب لشروطه، وأمريكا تدرك ذلك، ولذلك الحذر في الصدام المُباشر مع روسيا.

إذن هذه الحرب حرب إرادات، والخطير في الأمر أن الصين في صمت تنتظر أمريكا في الدور الثاني.. ومعلومٌ بمثل دارفوري محلي (دواس التيران قاصد بيت العجوز).

إذن مآلات الحرب بين روسيا وأوكرانيا لم تحدد بعد، خاصة وأنّ أوروبا تحتاج للغاز والبترول الروسي، وغياب هاتين الموردين سيكون أثرهما بالغاً على الدول الأوروبية وخاصة الغاز بالنسبة لألمانيا، حيث إن روسيا تمد أوروبا بـ 40% من احتياجاتها من الغاز، وان روسيا تنتج 7 ملايين برميل يومياً وهي الدولة الثانية في انتاج البترول في أوبك، بهذا الفهم أن مآلات الحرب بين روسيا وأوكرانيا خطيرة، وأثرها على العالم سيكون بالغاً.

عليه، أمر الحرب النووية متوقعٌ من روسيا حال الأمر تعدى الحرب غير المباشرة وهي تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا الى قتال مباشر أو إقامة حظر جوي على أوكرانيا.

أعتقد، أن أمر هذه الحرب لم يصل مرحلة الخطورة، ولكن وارد تجاوز الخطوط الحمراء إلى نهاية الكون.

نسأل الله تعالى اللطف.

صحيفة الصيحة