عبد الله مسار يكتب: أم المؤمنين حفصة بنت عمر
سيدنا عمر بن الخطاب كان رجلاً معروفاً عنه القوة والشدة والعدل والبأس ولا تأخذه في الحق لومة لائم حتى ولو كان ذلك على نفسه، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو الله بنصرة الإسلام بأحد العمرين.
وهو والد أم المؤمنين حفصة.
عرض سيدنا عمر بن الخطاب ابنته حفصة للزواج على سيدنا عثمان بن عفان وقال بعد يوم لا أريد الزواج الآن.
ثم عرض الأمر على سيدنا أبو بكر. فلم يتكلم ومضى.
فحزن سيدنا عمر بن الخطاب وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بالأمر.
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تحزن يا عمر فإن الله سيزوج عثمان من هي خير له من حفصة .. وستتزوج حفصة من هو خير لها من أبو بكر.”
فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم.
وسيدنا أبو بكر لم يتكلم واعلم سيدنا عمر أنه ما كان يمانع ولكنه كان يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم تكلم في أمرها ويريد أن يتزوجها. وما أراد أن يفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعاشت أم المؤمنين حفصة وكانت صوامة وقوامة ولكن النبي صلى الله عليه وسلم طلقها لما أفشت سره للسيدة عائشة فلما نبأها الرسول صلى الله عليه وسلم قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير. ورُوي أنه لما طلقها بلغ ذلك عمر فوضع التراب على رأسه، وجعل يقول: ما يعبأ الله بعمر وابنته. وحزن حزناً شديداً فأرجعها النبي صلى الله عليه وسلم بأمر من الله فدخل سيدنا عمر بعد مدة على السيدة حفصة تبكي لعل رسول الله طلقك قال لقد طلقك من قبل ورجعك من أجلي وايم الله وان طلقك ثانية لا أكلمك كلمة أبداً.
وكان سيدنا جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم عندما طلقها فقال يا محمد ان الله يأمرك أن تراجع حفصة فإنها صوامة قوامة وهي زوجتك في الجنة.
وقيل إن السر الذي أفشته للسيدة عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرها أن من يتولى الخلافة بعده أبو بكر وليس سيدنا عمر بن الخطاب.
وظلت السيدة حفصة بالمدينة على الطاعة والعبادة وهي الصوامة القوامة إلى أن توفيت في عهد سيدنا معاوية بن أبو سفيان وزكتها السيدة عائشة وقالت إنها ابنة أبيها وكلنا نعرف من هو الفاروق بن الخطاب.
رحمهم الله جميعاً والحقنا بهم على خير مثال.
صحيفة الصيحة