مقالات متنوعة

استفادة السودان من التصدير لمصر- ما هو المطلوب

د. عادل عبد العزيز الفكي
adilalfaki@hotmail.com
تم الاتفاق بين وزارتي النقل في كل من السودان ومصر على استكمال الربط بالسكة حديد بين البلدين كما فصلنا بالأمس، وبالتالي ستكون هناك عدة طرق لنقل التجارة بين البلدين، عبر معبرين بريين في أرقين وحلفا، وعبر البحر الأحمر، ثم عبر السكة حديد، وستكون الأخيرة هي الطريقة الأرخص.
الربط السككي يحقق الفائدة الاقتصادية للطرفين السوداني والمصري، لكنني أرى أن استفادة السودان ستكون أكبر بحكم أن السوق المصري هو سوق استهلاكي ضخم جداً، لسلع يملك السودان فيها ميزات نسبية، على رأس هذه السلع سلعة القمح التي تستورد منها مصر من الخارج 12 مليون طن سنوياً كأكبر مستورد لهذه السلعة على مستوى العالم. و80% من استيراد مصر من القمح هو من روسيا وأوكرانيا.
في إمكان السودان تغطية احتياجات مصر من هذه السلعة المهمة والأساسية، بمجهود بسيط يبذل في استثمار أراضٍ زراعية شاسعة متوفرة في أماكن مختلفة من السودان.
السلع الأخرى التي يمكن للسودان تصديرها لمصر عبر السكة حديد تشمل المواشي الحية، ويعتبر تصديرها عن طريق السكة حديد طريقة اقتصادية فعالة لمنع تهريبها عبر الحدود الواسعة بين الدولتين، ذلك لأن من يقوم بالتهريب براً عبر الحدود سيحسب كلفة تحرك مواشيه من غرب السودان، عبر طريق الأربعين، شاقاً الصحراء الكبرى في ثلاثين يوماً أو تزيد، مع تكلفة الأكل والشرب للمواشي، وتكلفة الرعاة المرافقين، ويقارن هذا مع تكلفة ترحليها بالقطار من نيالا في أقصى غرب السودان إلى أي نقطة داخل مصر في ثلاثة أيام فقط، وسيجد أن تكلفة الرحلة الأخيرة قليلة جداً، وبالتالي تتحقق له مكاسب وعوائد أفضل من التهريب.
من ناحية أخرى فإن تصدير القمح والمواشي الحية عبر السكة حديد لمصر سيضمن نظامية التصدير عبر المستندات الرسمية، وإعادة عائد الصادرات لبنك السودان، مما يحقق الفائدة على مستوى الاقتصاد الكلي.
أما فيما يلي الاستيراد؛ فمن السلع التي يستوردها السودان وتشكل تكلفة النقل فيها فارقاً مهماً سماد اليوريا، الذي تعتبر مصر مصدراً مهماً له، إن انخفاض سعر ترحيل السماد عبر السكة الحديد سيعود بنفع كبير جداً للمزارعين في مختلف أنحاء السودان بخفض تكلفة الزراعة.
يعتبر القطن السوداني من المنتجات التي ستستفيد من استخدام السكة حديد في نقلها للمصانع المصرية، وبالتالي ستنافس الأقطان المستوردة من بوركينافاسو والباكستان وغيرها للمصانع المصرية.
على حكومة السودان السعي بجدية نحو تنفيذ مخطط الربط السككي بين السودان ومصر، وعليها عدم سماع الأصوات النشاز التي تدعو لمحاربة هذا المشروع دون مبررات اقتصادية أو استراتيجية. والله الموفق.

صحيفة اليوم التالي