قام اتعزز .. عشان بالغنا في ريدو الليمون .. سلوك الثمرة المفاجئ يصدم المواطن
القطعة الواحدة تكلفت (50) جنيهاً، هكذا تعزز الليمون، وأفلت يده من كف البسطاء، بعدما وضع ديباجة أسعار غالية تعد مجنونة، ولم تصل إلى هذا المستوى الخرافي طوال تاريخه الناصع! قبل أن يدخل السوق السوداء والتحق ببعض السلع التي تمردت على جيب المواطن الملقب ب”محمد أحمد” ..
وقبل أيام قليلة لم يظهر سوق الليمون الذي يعد ضمن قائمة فاكهة المساكين، هذه السطوة، ولكن بعد دخول رمضان – الشهر الكريم – ترك السوق الأبيض خلفه وقطع المسافة ب”الدرداقات” ودخل السوق الأسود وجلس جوار التفاح، البرتقال، العنب والأناناس، هذا السلوك المفاجئ لليمون صدم المواطن الذي كاد أن يقطع علاقته به رسمياً بسبب غلائه؛ حيث تباع قطعتا ليمون حجم متوسط ب 100 جنيه، وقد يرتفع عددها إلى ثلاث قطع للزبائن فقط، وهذا الوضع جعل الكثيرين يصرفون النظر عن الليمون رغم أهميته في إعداد العصائر والوجبات في إفطار رمضان.
وقال “آدم” بائع ليمون داخل سوق ستة بالحاج يوسف : إن سعر شوال الليمون ارتفع وكاد يصل إلى 10 ملايين جنيه، حسب الحجم، وهذا بدوره رفع السعر على مستوى البيع بالقطاعي، كما كشف (آدم) معاناتهم اليومية للحصول عليه، والتي تبدأ من مزارع الإنتاج القريبة من العاصمة إلى جانب الترحيل..
وعن غمر السوق بالليمون الأخضر واختفاء الأصفر؛ قال “آدم” : حاجة السوق هي التي لا تنتظر حتى ينضج لذلك يتم قطعه أخضر،، ومع ذلك مطلوب..
وأضاف العوض – بائع خضار متجول في بوكس : إن ارتفاع الطلب، قلة المنتج وعدم دخول الموسم ساهم بشكل كبير في صعود الأسعار التي أتوقع أن تزيد مع خلال شهر رمضان الذي يزداد فيه الطلب.. وعن المناطق التي تغذي العاصمة بالليمون يقول: أكثر المناطق التي تغذي أسواق الخرطوم بالليمون هي المزارع حول العاصمة خاصة منطقة شمال بحري والفكي هاشم..
وبعيداً عن المؤثرات التي أدت إلى ارتفاع ديباجة الأسعار ينسب الليمون إلى أسرة الحمضيات، وله من الأهمية بمكان لأنه يتمتع بخصائص ذات فوائد عظيمة لذلك تعتبر العائلات والأسر أن وجود الليمون في البيت ضروري ومهم؛ نسبة لما يتمتع به من فوائد صحية كثيرة، كما يدخل ضمن مكونات الأطعمة، والمحدقات، كما يستعمل ضمن مكونات السلطات ، ويستخلص منه عصير يهدئ الأعصاب..
واحتج عدد من المواطنين على الغلاء الفاحش لليمون واستنكروا سعره بعدما أصبح سعر القطعة منه تساوي نصف تفاحة، وقال – حسن – أعمال حرة : لم أتوقع أن يصل سعر الليمون إلى هذه الدرجة، زمان المائة جنيه تملأ كيس كبير ليمون يمكث معك أكثر من أسبوع، لكن اليوم تساوي حبتين فقط لذلك تخلينا عنه رغم أهميته..
أما حافظ إبراهيم قال ضاحكاً : قام اتعزز الليمون عشان بالغنا في ريدو.. عشان كدا سنقطع علاقتنا بيه، كان الليمون رخيص في المتناول نحتاجه في السلطة والشطة، ويمكن تعمل منه عصير ساهل وسريع، ولكن اليوم تمرد علينا وعلى عادتنا لذلك تراجعت شعبيته..
وكلما جاء ذكر الليمون يستدعي الخاطر عدد من الأغنيات الشهيرة التي ارتبطت به؛ نسبة لمكانته الاجتماعية الكبيرة وسط السودانيين، وتعد أغنية (قام يتعزز الليمون) التي تغنى بها الفنان – محمد سلام – وذاع صيتها مطلع الثمانينات الأشهر بين قريناتها من الأغاني، وبعدها تأتي أغنية (ليمون بارا) رائعة الفنان عبدالقادر سالم، كما تفرعت شجرة الليمون وأثمرت أغنيات شعبية وسط البنات أشهرها (الليمون الجوة قلبي مشتولة) التي تكشف درجة الحب وقيمة الثمرة (الحامضة) عند المجتمع السوداني..
علي الطاهر
صحيفة اليوم التالي