في السودان يبدو اننا متجهين بقوة لحكم العصابات والمافيا الإجرامية
( عهد العصابات والفيروسات )
يبدو اننا في السودان متجهين بقوة لحكم العصابات و المافيا الإجرامية .. و ذي ما اي مشروع في الدنيا بيبداء صغير لحدي ما يصبح كبير جدا” ح نلقى نفسنا لقدام في مواجهة مع عصابات و مافيا بتفرض على المواطن و التجار أتاوات عشان تحميهم من شرها و ح تصبح الخرطوم (كيب تاون ) رقم ٢ و اذا المواطن اتنهب بعد الساعة ستة مساء الشرطة ح تقول ليهو انت الطلعك شنو بعد ستة مساء .
قبل ما ندخل في الموضوع لازم نوضح للناس حاجات مهمة جدا” .. خلونا نعتبر انو جهاز الشرطة هو جسم الانسان .. و الراس هو قائد الشرطة او رئاسة الشرطة البتحرك اطراف الجسم .. و الكرعين هم قوات العمليات و الاحتياطي المركزي و اليدين هم قوات النجدة و الجنايات البتقبض .. و المباحث هي العيون البشوف بيها الجسم .. و من خلال الشرح البسيط ده يبقى لازم نعرف انو الجسم مهما كان قوي و معضل و بيمتلك قوة خارقة ما ح يكون عندو فايدة اذا كان فاقد للبصر .. ممكن يصمد لفترة محددة و هو بيدافع لكن مصيره يسقط بقوة .. ح يكون ذي الزول العميان بيتخبط في كل شي و بيضرب في مواقع و اتجاهات غير صحيحة لو اصابت مرة ح تخطئ الف مرة .
و حاليا” كل البنشوفو من تخبط و فشل و سيولة امنية غير مسبوقة هو نتاج طبيعي جدا” لغياب ( العيون ) و هي المباحث المركزية .. انا على قنااااعة تاااامة بانو في نافذين داخل الدولة اشتغلوا على تفكيك المباحث المركزية لانهم عارفين تماما بانو جهاز الشرطة بدون مباحث قوية و فاعلة ح يكون ما عندو اي قيمة و ح يسقط و بسقوطه ح تسقط كل المنظومة و يخلو ليهم الجو تماما .
لا يمكن باي حال من الاحوال انو الجرائم الحاصلة في السودان دي تكون نتيجة للوضع الاقتصادي المتردي .. ابدا والله .. ده شغل منظم جدا” بيقوموا بيهو قيادات و عناصر امنية و عسكرية سابقة او حالية ما معروف .. المهم انهم عندهم الخبرة و الدراية الكافية بتضليل الشرطة و التلاعب بيها و معرفة ثغراتها .. لازم نعرف يا جماعة انو اخطر مجرم في الدنيا هو رجل الامن لامن يتحول لزعيم عصابة .. بكون اخطر من زعيم العصابة البتحول لرجل امن .
و اذا كنا شرحنا بانو الشرطة هي جسم الانسان و انو المباحث هي العيون البشوف بيها الانسان يبقى لازم نعرف كمان انو جسم الانسان قادر من خلال العيون و الكرعين و اليدين انو يضرب و يتحرك و يهجم و يدافع و يقاتل اي خطر ماثل امامه .. لكن كمان في اخطار و مهددات ما بتتشاف بالعين المجردة .. ذي الفيروسات تماما” بتخترق الجسم و تهدمه من الداخل عشان كده ربنا سبحانه و تعالى خلق لينا جهاز المناعة في اجسامنا عشان يحمينا من المخاطر الماممكن نشوفها بعيونا .. و جهاز المناعة ده بالنسبة لجسم الشرطة و جسم الدولة هو ( الامن الداخلي ) .. الجهاز القادر انو يشوف الفيروسات و يهاجمها بعمليات نوعية و ضربات استباقية وده هو ( الأمن الوقائي ) القادر انو يشوف المستقبل و يصنع الحاضر الآمن .
واقعنا حاليا” بيقول انو جهاز المناعة عندنا متعطل و نائم تماما” عشان كده دخلت عندنا الانشطة الهدامة و الخلايا الإجرامية و دي كلها فيروسات إجرامية منظمة ح تظل تنشط بقوة و تتكاثر لحدي ما تضرب الدولة و اجهزتها القتالية كلها .
فما نستغرب ابدا” لامن نسمع خبر بيقول ( عصابة تطارد الشرطة ) .. ده اكبر و اخطر خبر في تاريخ السودان و شرطته .. و ذي ما بيقولوا اهل الصحافة بانو ( الكلب عض رجلا” ) ليس بخبر و ان ( الخبر ) هو ( الرجل عض كلبا” ) .. و لامن نسمع انو عصابة طاردت الشرطة معناها لازم نقيف وقفة كبيرة جدا قدام الخبر ده لانو بيأكد لينا انو الشرطة اصبحت ضريرة و انو الدولة فقدت جهاز مناعتها .
و جسم الانسان لامن يضعف جهاز مناعته ممكن فايروس نزلة شتوية يقضي على الانسان و الدولة لامن يضعف جهاز امنها الداخلي ممكن عصابة من ( كرور ) او ( ابو ريال ) تقضي على الدولة تماما” .
نزار العقيلي