هاجر سليمان: يا مدير الشرطة.. هؤلاء مظلومون
(١)
هذه الادارة الشرطية مشهود لها بالكفاءة والانضباط والمهنية، وتؤدى واجباتها وفق ما يمليه عليها الضمير. وطبعاً هذه الادارة المتخصصة جل كوادرها من الحقل الطبي وخبراء الكيمياء، وهذه الادارة تعرضت خزانتها لحادث سطو مجهول فقد خلاله بعض المال بما يقارب مليون جنيه.
ولما لم يكن هناك مواطن مدني يجرؤ على دخول مؤسسة شرطية وتنفيذ سطو بداخلها، لذلك كان الاحتمال الوارد ان تكون السرقة داخلية وقد تكون نتيجة الاهمال او تصرف فردى او.. او.
(٢)
وعلى خلفية الامر تم ايقاف شخصيات بارزة احيل بعضها للايقاف، ولكن هؤلاء المسؤولين جل ذنبهم انهم يعتلون هرم الادارة المالية التى فقد المبلغ من احدى خزاناتها، وتلك السيدة لا نعرفها جيداً ولا عن قرب، ولكن نجزم بما سمعناه عنها هى وذينك الضابطان من انضباط وكفاءة، ونعتقد بانهم بريئون تماماً، ونعى تماماً ان الامر قضاء وقدر رغم وجود اهمال، ولكن يجب ان يحسم امر لجنة التحقيق سريعاً، وان تعرف مكامن الخطأ والا تكون العقوبة مشددة، لأن اختفاء مبلغ مالى من خزانة ليس أهم من حياة انسان.
(٣)
ونستميحكم عذراً وليس من حقنا التدخل فى الشأن الداخلي، ولكن ما شدنا الى ذلك انكم تشددتم فى سرقة مبلغ مالى بسيط وتعاملتم بسرعة وهمة، فى حين ان الامر حينما يتعلق بسرقة المواطن لا يتم بنفس الهمة والحماس.
وقد تُعاقب رتب رفيعة لا ذنب لها فى هذه السرقة ولا يعاقب اشخاص يقصرون فى واجبهم ازاء تأمين المواطن، حتى يفقد البعض ارواحهم جراء التعرض لحوادث نهب مسلح او غيره.
وفى اعتقادى ان الامور بحاجة لوزنة، ونعلم تماماً مدى الاحباط الذى تشعر به القوة ازاء المواطن لما تعرضوا له من هجمات واساءات، ولكن يجب ألا يؤخذ الكل بفعل البعض، وما وجدته الشرطة من اساءات من مجموعات بسيطة لا تمثل الشعب ولا تمثل الرأى العام، ولكن ان تأخذ الشرطة كل الشعب بجريرة البعض فهو امر مرفوض البتة.
(٤)
هل أتاكم نبأ شرطة شرق النيل يا مدير عام الشرطة، هذه الشرطة التى استطاعت ان تخلق قاعدة جماهيرية من خلال برامج مجتمعية تهدف لتحسين الصورة الذهنية لدى المجتمع، وحققت هذه القوة نجاحاً منقطع النظير من خلال افطاراتها فى احياء الشعب، وهى تستمع لمشكلاتهم وتمتص غضبهم، ثم انها حينما تغادر يهتف الجميع باسم الشرطة عالياً ويعلنون تضامنهم الكامل مع الشرطة، بل ويذهب الامر لاكثر من ذلك حينما تنقلب حالة الاحتقان الى حالة احترام، بفضل الله ثم بفضل قادة اكفاء قادرين على الوصول الى مبتغاهم من خلال خلق حالة رضاء وسط المواطن.
واستبق العمل الرمضانى الجيد الذى قامت به شرطة شرق النيل عمل مجتمعى قبيل رمضان نفذته شرطة محلية الخرطوم، واستطاعت من خلاله ان تكسب تعاطف الشعب، حتى ان الكثيرين قرروا دعم الشرطة، وكذلك من قبلها شرطة امبدة، وتحذو حذوهم شرطة جبل اولياء، وفى النهاية الشرطة قائد، والقائد القادر على خلق التواصل وقلب الطاولة لصالحه وكسب ود المجتمع هو الاقدر والاجدر بادارة الشرطة.
عزيزى سعادة الفريق حسين الجعلي.. شفت كيف القادة بيكسبوا ود المجتمع حتى لو كانوا أعداءهم.. نأمل ان تحذو حذوهم.
صحيفة الانتباهة