محمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب.. الكاردينال من (داليا البحيري) الى رعاية (هيئة علماء السودان)!!


اختيار قناة (البلد) قناة الهلال سابقا الممثلة المصرية داليا البحيري لزيارة السودان والتسجيل معها هو قرار موقف ، ليس في ذلك شك ، وشيء يحسب للقناة وادارتها في ظل التنافس المحموم بين الفضائيات ، وقد كان من اهم دواع الاستضافة في احدى برامج القناة التى سوف يبث ضمن برامج عيد الفطر المبارك ان النجمة المصرية داليا البحيري عاشت مرحلة من مراحل حياتها في السودان ولها ذكريات جميلة عن السودان. كذلك لا احد يستطيع ان يقلل من نجومية داليا البحيري واسمها الكبير في الدراما المصرية غير ان (التنمر) الذي حدث عليها في مواقع التواصل الاجتماعي اعتقد انه كان نتاج الافراط في الاحتفاء بها. هو تنمر على الجانب السوداني وليس على النجمة المصرية.
فما انتج من (سيلفي) في هذه الزيارة يفوق ما يمكن ان ينتج من سيلفي في بطولة كاس العالم القادمة والمنظمة هذا العام في دولة قطر.
كان يمكن ان يتم الاحتفاء بها بعيدا عن كل هذا الضجيج والتنافس الذي يبدو في استقبالها ودون استفزاز الناس بهذا الاسراف في الاستقبال وفي الوداع.
عندما تتقدم (المظاهر) والشكليات على (المضمون) يحدث مثل هذا الذي حدث من تنمر وسخرية من زيارة داليا البحيري للسودان. مراعاة مشاعر الناس والوضع العام وشهر رمضان المبارك امر كان يجب ان تضع له الجهة التى دعت داليا البحيري للسودان اعتبارا. لكن كيف لنا ان نطلب ذلك اذا كان المقصود من الزيارة (الضجة)؟ الكثير من الاشياء في السودان تجرى على سياق (المكاواة).
غريب ان تحدثوا الناس عن الغلاء والتفلتات الامنية وتمنح قناة البلد لذلك حيزا كبيرا في برامجها للنقاش والنواح وتأتي وتحتفي بزيارة داليا البحيري للسودان بهذا الشكل.
النقطة الايجابية المضيئة في زيارة داليا البحيري للسودان والتسجيل معها ان القناة قدمت عبر داليا البيحيري الثوب السوداني والحنة وهي امور يمكن ان تعكس عن طريق داليا البحيري خارجيا بصورة اكبر.
غير ان الابتهال والإنبهال الذي حدث في استقبال داليا البحيري يجعلنا نشعر بالدينونة الثقافية والسودان وثقافاته دائما محل فخر واعتزاز وكبرياء.
(2)

رئيس نادي الهلال السابق اشرف سيد احمد الكاردينال كان ايضا بين (جوقة) المستقيلين لداليا البحيري الى جانب الفنان الكبير كمال ترباس الذي لم يترك سانحة لم يشك فيها عن الاوضاع الاقتصادية حتى ظهر في استقبال داليا البحيري في صورة تظهر عكس شكواها.
بعد الابتعاد عن الهلال وجد الكاردينال ان الاضواء قد انحسرت عنه وفقد الرجل مكانته (الجماهيرية) التى كان يتمتع بها بسبب الهلال عندما كان يظهر في قناة الهلال تارة يغنوا له وتارة في حوار يمتد لأكثر من ثلاث ساعات في حضرة جميع مذيعي القناة ، لهذا اتجه الكاردينال بعد ان حرم من ذلك الى كيان الشمال حتى يحظى بشيء من الاضواء التى انصرفت عنه بعد الهلال ، فلم يشف كيان الشمال ما به من عوز للأضواء.
الكاردينال الذي يبدو واضحا انه عاشق للأضواء وانه لا يعرف ان يعيش بدونها عندما كان تيار الثورة غالبا وجارفا ابتدع ما اسماه بـ (خروف الشهيد) ، الثورة التى يعمل ضدها الآن ، اضافة الى رعايته لبرنامج عن الشهداء على قناة الهلال كان يقدمه المذيع محمد يوسف الذي كانت تنهمر دموعه وهو يحاور اسر الشهداء ، حتى ظهر للناس مبتهجا وهو يقدم برامج جماعة الميثاق الوطني المعروفة بمجموعة (اعتصام الموز).
ظل الكاردينال يلهث وراء الاضواء منذ ان كان يرقص مع الرئيس المخلوع ووالي ولاية الخرطوم وقتها عبدالرحيم محمد حسين في افتتاح استاد الهلال الى قوافله التى كان يرسلها في مواسم الخريف وفي شهر رمضان المبارك للمتضررين والمحتاجين ، حتى الظهور مع النجمة المصرية داليا البحيري بعد ان اصبح غير متاح له الظهور مع المحترفين الذين كانوا يسجلهم للهلال ..فلا يكون لهم وجود غير الصورة التى تلتقط لهم مع رئيس نادي الهلال وقتها اشرف الكاردينال. كنا نشاهد المحترفين مع الكاردينال اثناء التوقيع في كشوفات الهلال ولا نشاهدهم بعد ذلك إلّا في صور اخرى مع الكاردينال لإنهاء التعاقد معهم.
انتقل بنا الكاردينال فجأة الى (داليا البحيري) ، ثم قفز بنا الى (هيئة علماء السودان) مرة واحدة حيث اختارت هيئة علماء السودان بجلالة قدرها أشرف الكاردينال راعياً رسمياً لبرامجها ومشروعاتها بعد ان لبت قيادات هيئة علماء السودان دعوة الافطار الرمضاني الجماعي الذي نظمه أشرف سيد أحمد الكاردينال بمنزله بضاحية قاردن سيتي.
لو الامر اقتصر على داليا البحيري لما تحدثنا عنه فقد وجد هذا الحدث كفايته في مواقع التواصل الاجتماعي من نقد وتقريح، لكن الامر وصل هيئة علماء السودان!!
ويأتي الافطار حسب الخبر في إطار التواصل واللقاءات التي يقيمها أشرف سيد أحمد الكاردينال خلال شهر رمضان المبارك مع قطاعات المجتمع المختلفة. وجري خلال برنامج الافطار تكريم الكاردينال من قبل الهيئة بدرع فاخر واختياره وتكليفه برعاية الهيئة ليصبح راعيا رسميا لها. كما تناول خلال اللقاء طرح مبادرة لحل الازمة السودانية حيث تم التوافق عليها وعرض بنودها لتقود السودان لبر الامان تحت إشراف ورعاية الكاردينال الذي اكد على العمل والشروع في تنزيلها على أرض الواقع خلال الأيام القادمة.
ان كنت تملك المال فيمكن ان تكون شاعر وملحن وعالم ونجم ..يمكن ان تكون كل شيء بالمال.
لا اعرف ان كان الكاردينال قد تناول مبادرة لحل الازمة السودانية مع داليا البحيري ام انه اكتفى بهيئة علماء السودان التى بحث معها حل الازمة السودانية؟ الكاردينال الذي لم يحل ازمة الهلال بل عقدها بعد ان كان يقول وهو رئيسا للهلال (نحن القوة المالية الضاربة) و (نحن القروش العندنا الحكومة ما عندها) و (لوعاوزين ميسي بنجيبو للهلال) يريد ان يحل الازمة السودانية. وفي عهده فقد الهلال البطولة الممتاز التى حققها في الملعب بسبب خصم (6) نقاط من رصيد الهلال عبر المحكمة الرياضية الدولية.
الاكيد ان الازمة السودانية لن تحل عبر داليا البحيري.
(3)

في السودان وربما في العالم كله رجال الاعمال عندهم (هوس) بالشهرة وعقدة (نجومية) مستفحلة ،وهم على قناعة انهم يمكن ان يصبحوا نجوم بأموالهم طالما هم قادرون على شراء النجوم وعلى خلق هالات اعلامية لهم عن طريق امتلاكهم لآليات اعلامية مختلفة.
انصار (حزب السيلفي) في السودان هم وحدهم الذين يملكون ان يصنعوا لك من اللا شيء شيء – هؤلاء تجاوزا (عبقرية) الذين يصنعون من الفسيخ شربات.
اذا اردت ان تصبح نجما فلن تفقد اكثر من كرامتك.
رجال الاعمال دائما هم في حالة سعى نحو النجوم لتكون صورهم معهم عرضة للتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
اذا كان الكاردينال (مهوس) بذلك ما حاجة كمال ترباس بالظهور مع داليا البحيري ، وهو اكثر نجومية وأثرا منها.
(4)

بغم /
الاكيد ان الكاردينال يشعر او يشعره الذين حوله ان كل الذين ينتقدونه على (ابتهالاته) تلك يحسدونه لأنه ظهر مع داليا البحيري في صورة.
دعكم من الكاردينال ان كان هناك شخص يحسد على صورته مع داليا البحيري فان ذلك دليل كاف على ان قيمته متدنية ونجوميته تحت الصفر حتى يحسد لأنه ظهر في (سيلفي) مع داليا البحيري.
هذا امر يدعو للشفقة والحسرة وليس للحسد.
لا احد يمكن ان يحسد احد على سطحيته.
اسوأ من ظهور الكاردينال مع داليا البحيري ظهور السوباط مع حميدتي.
وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).

صحيفة الانتباهة