رأي ومقالات

عيساوي: شجاعة والي

في وسط حريق دارفور نرفع القبعات للوالي الهمام الذي لم يهرب من الولاية كما فعل سلفه من قبل. ثم لشجاعته بالقول: (قوة بقيادة لواء يتبع لحركته خالف التوجيهات وخاض الحرب بالجنينة). وأخيرا لاعترافه بأن الأمر خرج عن سيطرته ليتدخل المركز. وللذين لا يعلمون أن المعركة بدأتها حركة الوالي عندما خرجت الحركة عن سيطرته الكاملة. وقد أشار إلى أن منسوبي الحركة اتجهوا لقتل المواطنين بالطرقات العامة بجانب هجومهم لبعض مواقع القوات النظامية. يأتي هذا انتقاما لقائدهم الذي خاض الحرب بمحلية (كرينك). ومن ثم حول الصراع لداخل الجنينة ليلقى مصرعه أمام مستشفي الجنينة. الآن المعركة حامية الوطيس ما بين الدعم السريع والتحالف السوداني كما نقل موقع الزرقاء. وإزاء هذا الوضع يجب الجهر بقول الحقائق بالرغم من مرارتها. وتتمثل في التالي:
الأولى: المثقف الدارفوري أس البلاء. ولم يكن في يوم من الأيام نصيرا لأهله. بقدر ما كان تاجرا بقضاياهم.
الثانية: انتفاء نظرية المؤامرة (المركز والجلابة وعمر البشير). اليوم كشفت الحقيقة عن ساقها تماما.
الثالثة: سلام جوبا غير مؤهل لحل قضايا دارفور. وكيف يكون طريقا لحلحة قضايا السودان ككل؟.
الرابعة: العنصرية المتجذرة في دارفور ليس لها مثيل في العالم.
وبحثا عن الحل يجب مناشدة هؤلاء:
أولا: حزب الأمة القومي الذي حمل الإنقلابيين (كما يتصور) أحداث كرينك. يا هذا نحن نبحث عن حل. ولا نريد تحميل زيد أو عبيد الآن المسؤولية. وإن كان هناك جاني. فأنت أول من سلحت القبائل العربية ضد الإفريقية بالإقليم (ذاكرة التاريخ محفوظة).
ثانيا: قيادات دارفور بالمركز: يجب التوجه فورا لمناطق الحدث لتهدئة الأمور. ولستم بأفضل من الوالي خميس أبكر المتواجد هناك.
ثالثا: شباب دارفور بالمهجر: تجاوزوا الخلافات. فالأمر أكبر بكثير من القتل.
رابعا: الجامعات بالإقليم: آن الأوان للتدخل لغرس الوعي. وهو أهم من الرسالة الأكاديمية.
خامسا: الطرق الصوفية والإدارات الأهليه بالإقليم: الهروب من المسؤولية المجتمعية قد ولى زمانه. واليوم أحوج ما نكون لصوت العقل.
سادسا: المركز: إن تكليف وفد سيادي للوقوف على الأحداث بولاية غرب دارفور. لا يتناسب وحجم المصيبة.
وخلاصة الأمر رسالتنا للجميع. إن لم تكن لك رؤية حل. خير لك أن تصمت. لأن نيران الحقد مازالت مشتعلة. وإن المتاجرة بالدماء وقضايا الهامش لهي تجارة كاسدة. وبضاعة المفلس. اللهم أحفظ دارفور والسودان من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الثلاثاء ٢٠٢٢/٤/٢٦