بكري المدني: نميري و (قاش)المرحلة !
من قبل ان يقول السيد محمد حمدان دقلو مقولته حول الرئيس الراحل جعفر نميري والتى لم يقلها -في رأي – إلا توسلا للكثير من الشباب الذين أصبحوا في الآونة الأخيرة ينشرون الكثير من المنشورات والصور التى توثق للرئيس نميري بكثير من الإعجاب وأراد السيد حميدتى القول (نتفق معكم ونحن زاتو نميري عاجبنا وكان قام من قبره بنمسكوا البلد)وذلك لأن نميري كان (كارب قاشو)!
كانت رسالة حميدتى في بريد الذين يمجدون نميري ويتمنون عودة فترته التى اتسمت بالحزم والحسم ولم تكن رسالة في بريد رفاق حميدتى اليوم في المكون العسكري لكن الرجل من حيث لم يقصد ولم يرد وضع فترتهم الجارية بمقارنة مع النميري بما يشبه الشهادة على النفس !
الحقيقة المرة ان التجربة الحالية وفي نسختها العسكرية لا تشبه فترة جعفر نميري ولا أي من فترات الحكم العسكري من لدن حكم الفريق ابراهيم عبود وحتى الرئيس السابق المشير عمر البشير مرورا بالنميري وسوار الذهب بالطبع ولا مقارنة حقيقة لا من حيث الحكم ولا كثير من الحاكمين إذ ان الحزم والحسم يرتبط وثيقا بحازمبن وحاسمبن
قد تكون الظروف والأحوال مختلفة وقد نجد للحالة السائلة اليوم ألف تبربر وتفسير ولكن أليس إختلاف الظروف والأحوال نفسه يتطلب مزيدا من الحزم والحسم ؟!
انظر لضابط عظيم واحد مثالا في المكون العسكري في مقام عضو المجلس السيادى اليوم مثل الفريق ياسر العطا وهو يشعل الأسافير والمجالس بحديث غير متماسك ولا مترابط ويناقض نفسه بنفسه ويضعه في خانة المسؤول المهزوز ان لم يكن المهزوم ويمضى الرجل بعد ذلك القول الفطير لممارسة مهامه ك(رئيس جمهورية) ممثلا للقوات المسلحة وكأنه لم يقل شيئا وكأن شيئا لم يكن بل ولم يسمع أحد من بعد بأي محاسبة أو مساءلة للرجل أما رجاء ان يتقدم باستقالته بعد ضبطه بالقول والمواقف المتناقضة فهو حلم المنتظرين تحقيق شعارات الحرية والسلام والعدالة !
لقد قلتها من قبل ان هناك اختلالات كبيرة في المكون العسكري والمعالجات تكون بالمراجعات وهذه مسؤولية القوات المسلحة التى تقدم بعض عناصرها لتحمل المسؤولية في الفترات الإنتقالية وفق التراتبية المحفوظة لهذه القوات والأمر لا يخضع لإنتخابات أو إختيارات ولكن هذى الترابية نفسها ليست حقا مقدسا فمن لا يكون قدر الخانة التى يشغلها من المفترض ان يخلي المساحة للذي يليه في التراتبية العسكرية بالاستقالة أو الإقالة فلا كبير على البلد.
بكري المدني