منوعات

شطحات الـ”سوشيال ميديا”… مشاهير راحلون ما زالوا “على قيد الحياة”

بعد سنوات عديدة على الإعلان عن وفاة عدد من المشاهير، تعود أسماؤهم لتتصدر العناوين وتنتشر أخبارهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فيتم التداول بفيديوهات وروايات تزعم، بل وتؤكد، أنهم لا يزالون على قيد الحياة، وأن أخبار الإعلان عن وفاتهم كانت في الواقع زائفة.

مايكل جاكسون وآيمي واينهاوس وتوباك شاكور وبول والكر، وغيرهم من المشاهير قبلهم، أحاطت بهم الروايات المتعلقة بخبر موتهم، الذي اعتبر مزوراً، مثل مارلين مونرو وجون لينون وبروس لي وإلفيس بريسلي والأميرة ديانا. فهل لهذه الأخبار المتداولة أساس من الصحة؟ أم أنها مجرد شائعات يتداولها معجبو هذه الشخصيات، لعدم رغبتهم بتصديق خبر وفاة نجمهم المفضل، ولشدة رغبتهم برؤيته على قيد الحياة، خصوصاً في وجود وسائل التواصل الاجتماعي، التي تحولت إلى مساحة يسهل فيها التداول بأخبار زائفة، ونشرها وسرعان ما تتحول إلى حقيقة؟

آيمي واينهاوس

في بعض الأحيان تبدو قصة وفاة النجم غير منطقية أو صادمة لمعجبيه، ما يزيد من صعوبة تصديقها. بخاصة في حالات الانتحار أو موت مشاهير شباب، مما يؤدي إلى انتشار الشائعات والروايات والفيديوهات، التي تدعي أنهم لا يزالون على قيد الحياة.

هذا ما حصل مع المغنية البريطانية آيمي واينهاوس (27 سنة)، التي أكد خبر وفاتها في عام 2011 أنها ماتت بسبب جرعة زائدة من المخدرات. وتواصلت التحقيقات لمعرفة ظروف وفاتها، التي بقيت غامضة، بعد أن عثر عليها جثة هامدة بمنزلها في لندن.

ويستمر معجبو واينهاوس حتى اليوم بنسج روايات وتصوير فيديوهات يحللون فيها ما إذا كان من الممكن أن تكون على قيد الحياة. تلك التحليلات تنشر أسئلة كثيرة حول وفاتها لم تتوافر الأجوبة عليها، ما يجعل ظروف وفاتها غامضة. حتى إنه يحكى أن البعض حاول إقناع والدها بأنها ادعت قصة وفاتها وهي ليست صحيحة، وإن كان الوالد يرفض هذه الفكرة تماماً.

وتشير الشائعات إلى أن واينهاوس، التي تعتبر قصة وفاتها بعيدة من المنطق، مختبئة في إحدى الجزر مع نجوم آخرين لا يعتبر موتهم منطقياً أبداً.

توباك شاكور

مغني الراب الأميركي، توباك شاكور، الذي لقي مصرعه بعد عملية تبادل لإطلاق النار في ظروف غامضة عام 1996. وكان حينها يحضر مباراة ملاكمة بـ”لاس فيغاس”، وأطلق بعدها مجهولون النار على سيارته، فتوفي متأثراً بجراحه بعد مرور سبعة أيام من الحادثة. كثرت الروايات حول وفاته، وقيل إن خبر موته قد يكون زائفاً وقد اختلقه حتى يبتعد عن أعدائه أو حتى لا يشتبه فيه في حادثة قتل حصلت قبل فترة.

وتنتشر اليوم الفيديوهات التي تشير إلى هذا النوع من التحليلات المتعلقة بموت شاكور. ووفق ما يدعيه معجبوه فإن أغنيته الأخيرة حملت الكثير من التلميحات، التي تؤكد أن حادثة وفاته مفبركة، ويعود هذا الخبر إلى الواجهة من خلال فيديوهات يتناقلها البعض ويقارنون فيها بين تفاصيل معينة في جسمه، كالوشم الذي على ذراعه، وذاك الذي لوحظ لدى شخص شوهد وهو يشبهه. تم تداول صوره عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما خلق بلبلة حول الموضوع.

هذا إضافة إلى تفاصيل تقرير وفاة شاكور، التي بدت للبعض مخالفة للواقع. لذلك يبقى سر وفاته لغزاً يحير معجبيه، وترافقه حتى اليوم نظرية المؤامرة المتعلقة بموته المزور، وتعتبر تلك الرواية من الأكثر شيوعاً بين تلك التي رافقت مشاهير. فلا يزال محبوه على قناعة بأنه على قيد الحياة بعد مرور 26 عاماً على وفاته، خصوصاً أنه لم يتم العثور على من أقدموا على قتله أبداً. وما يثير ريبة معجبيه أكثر إطلاق سبعة من ألبوماته الـ11 بعد الإعلان عن وفاته.

ملك البوب

عندما توفي ملك البوب مايكل جاكسون في عام 2009 أحدث خبر موته بذبحة قلبية، صدمة لعشاقه في مختلف أنحاء العالم، وكثر التداول حينها بفيديوهات تؤكد أنه لا يزال حياً يرزق، وها هي ذي الرواية تعود اليوم إلى الواجهة من جديد مع فيديوهات يتناقلها محبوه. فمنذ ذاك الوقت، لم يتقبلوا فكرة فقدان نجمهم المفضل، ولا تزال الروايات والفيديوهات التي تؤكد أنه على قيد الحياة متداولة وبشكل متزايد، حيث تنتشر حالياً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً عبر “تيك توك”، لتؤكد أنه ادعى أنه مات حينها.

وتكثر الروايات من مختلف أنحاء العالم لأشخاص يؤكدون أنهم رأوا ملك البوب حياً بعد إعلان وفاته، إضافة إلى من ادعوا رؤيته في المقعد الخلفي من سيارة ابنته وأماكن أخرى، ما يدفع البعض إلى استبعاد فكرة أنه قد توفي فعلاً. وقد يكون لجوء البعض إلى اعتماد أزيائه الشهيرة أحياناً ما يسهم في إطلاق المزيد من الروايات حوله.

بول والكر

خبر مقتل الممثل الأميركي بول والكر في حادثة سيارة عام 2013 كان صادماً أيضاً لمعجبيه، فلم يصدقوا أنهم فقدوا بطل فيلم THE FAST AND FURIOUS بهذه السرعة. وانطلقت التحليلات والروايات حول تفاصيل الحادثة وملابساتها. وقد لاحظ البعض أن رقم السيارة، التي كان فيها، لم يكن رقم سيارته، فيما انتشرت بعدها الفيديوهات التي تؤكد أنه تم إنقاذه وأنه لا يزال على قيد الحياة.

يستمر تداول الفيديوهات والروايات حول هؤلاء المشاهير بعد سنوات عديدة من وفاتهم، وتدعي أنهم لا يزالون على قيد الحياة لأسباب متفاوتة.

وكانت الشائعات قد طالت أيضاً مشاهير آخرين سبقوهم في مراحل سابقة، وعلى رأسهم إلفيس بريسلي، الذي توفي في عام 1977 بسبب جرعة زائدة من المخدرات، وطرحت علامات استفهام كثيرة حول وفاته. حيث اعتقد البعض أنها خدعة، وتم تشكيل لجنة خاصة للبحث في تفاصيل وفاته عام 1992 وقد توصلت إلى أنه لم يفارق الحياة في ذاك التاريخ، خصوصاً بوجود خطأ في طريقة كتابة اسمه على قبره. وقد قيل إن نجم الروك أند رول أراد الابتعاد عن الأضواء والوسيلة الوحيدة ليحقق ذلك كانت في فبركة قصة وفاته هذه.

مارلين مونرو

أما بالنسبة إلى مارلين مونرو فقد قيل إن سبب وفاتها في عام 1962 لم يكن الانتحار كما أعلن، إنما جريمة قتل وراءها أسباب سياسية. وعلى الرغم من أن انتحارها بدا واضحاً، فإنها لم تترك أية رسالة خلفها.

وفي السبعينيات ظهرت حقائق جديدة نشرها أحدهم، وأكدت صدور أوامر من البيت الأبيض بتبديل جثة النجمة الشهيرة فيما نقلت هي إلى سويسرا وعاشت سنوات طويلة بعدها.

مما يبدو واضحاً أن الشائعات التي تلاحق النجوم في حياتهم قد لا تفارقهم حتى بعد مماتهم. والدليل على ذلك أنه بعد مرور سنوات طويلة على وفاة كل هؤلاء النجوم، تنتشر فيديوهات تزعم أن خبر موتهم كان زائفاً، ويصر معجبوهم على أنهم لا يزالون على قيد الحياة، رافضين فكرة خسارتهم.

ويستند أصحاب تلك الادعاءات إلى صورة ما، أو شبه محتمل بين ملامح نجمهم وأشخاص شوهدوا في مكان ما في العالم. إنما حتى اللحظة، لم يثبت فعلياً ما إذا كان في هذه الروايات شيء من الواقع، أم أنها من نسج خيال المعجبين ليس إلا.

إندبندنت عربية