مقالات متنوعة

هاجر سليمان تكتب: فولكر وحرب العصابات

فولكر بيرتس او كما تحلو لى تسميته بـ (هتلر) رجل المخابرات الالمانى الذى حضر الى السودان محملاً بأجندة المخابرات وملوك الدسائس، يمارس نشاطاً هداماً بالخرطوم تغفل عنه حكومة الخرطوم الغائبة او المتغابية عمداً .
الرجل دعا لحوار وطنى يجمع اهل السودان ظاناً انه أتى بما لم يخطر على قلب بشر، ومتوهماً انه الحاكم العام لإمارة السودان، ومن حقه تقرير مصير أهلها واقتيادهم كالقطيع أمامه، حتى يتسنى له تنفيذ خططه الاستحمارية التى أتى لأجلها، ثم ان الرجل طالع ونازل ويجرى اتصالاً مع هذا ويستضيف ذلك بمكتبه ويعقد اجتماعاته، حتى اعتقد ان اهل السودان التفوا حوله. ولكن نبشر هذا الرجل بأن كل جهوده ضاعت سدى وتبخرت وذهبت أدراج الرياح، وما لا يعلمه فولكر ان اجراءات (٢٥) اكتوبر التى فشل البرهان فى اكمالها قسمت الشعب الى جماعات وفرق، وحتى الذين ساندوا البرهان فى اجراءاته وأيدوها اليوم يعادون البرهان ويرفضون كل الخطوات التى اتخذها أخيراً .
وما لا يعلمه فولكر ان فريقاً من الشعب رفع شعار اللاءات الثلاث (لا تفاوض لا شرعية ولا حوار)، وهؤلاء تحديداً حاول فولكر الجلوس اليهم ولكن كانت مواقفهم ثابتة، وكلما خرجوا من عنده اعلنوا عن مواكب .
وهنالك فريق آخر لا يستعدى العسكر ولا يمانع فى ان يحكم العسكر، ولكنهم الآن لا يرون فى البرهان صفات فارس احلامهم، بل يرون ان البرهان خانهم حينما لم يمض فى اجراءاته وتوقف وعاد خطوة للوراء .
وهنالك فريق الكيزان وهؤلاء يستخدمون الساتر الآن، اما فريق الحركات المسلحة وموقعي سلام جوبا فهؤلاء يخططون لنقل الحرب من اقليم دارفور الى الخرطوم، كما جاء في تصريحات مناوى الذى حذر من انه فى حال انسلخوا فستدب الحرب في العاصمة. وسبق أن حذرنا الرئاسة من هذه الخطوة ولكن السيادى لا يعى الدرس، وحتى مستشاريه ليسوا في مستوى الكفاءات والمحللين القادرين على تصور المشهد ووضع فروض وتوقعات استباقية .
والموقف الآن بحاجة الى وزنة، فاطراف المعادلة ملتهية، واية اخطاء ستقلب طاولة الوطن وتحيلها الى الوجه الآخر من الحرب والدمار والتشريد والنزوح وشتى انواع الفتن .
سبق ان قلنا ان هنالك ارتباطاً وثيقاً بين عصابات الخرطوم والحركات المسلحة ولكن لا احد يرفض، والآن ارجعوا للشرطة فهى تمتلك الخبراء القادرين على التحليل، وعودوا الى معطيات الجرائم والجناة فحتماً ستجدون نسبة مقدرة منهم من حملة السلاح، وما يحدث بالخرطوم الآن حدث بنفس التفاصيل قبيل اندلاع حرب دارفور، ووقتها بدأت شرارة عمليات النهب المسلح و (تسعة طويلة)، ثم ما لبث ان تحول المشهد الى حرب، واليوم ذات العصابات التى نفذت مخطط تفكيك دارفور تنفذه الآن بالخرطوم لتفكيكها. والملاحظ انه بعد ظهور النهب المسلح بالعاصمة وحتى ايام الاعتصام لم تكن هنالك عصابات نهب مسلح، وظهرت عقب توقيع اتفاق جوبا ووصول وفود الحركات المسلحة الى الخرطوم، حيث بدأت عمليات النهب بنهب مجمعات استضيفت فيها عناصر بعض الحركات الذين غدروا بالضيف ونهبوا بيوت الضيافة، ثم جماعات مسلحة اخرى مارست النهب المسلح في احياء الاندلس وغيرها من احياء جبل اولياء، ومن يومها اختلط الحابل بالنابل، خاصة عقب التحاق عصابات متفلتة بتلك الحركات والانضمام اليها وحمل بطاقاتها وسلاحها وارتداء ازيائها العسكرية .
وهنالك الكثير المثير، ومبادرة حوار فولكر فاشلة.. وستشهد شوارع الخرطوم في الايام القادمة تظاهرات كبيرة رافضة لحكم الفئة الحاكمة الآن والكثير الكثير.. وتابعونا.

صحيفة الانتباهة