شكا منها كثيرون انتهاء شحن الكهرباء على غير المعتاد .. الأزمة الجديدة
ناشطون يثيرون القضية عبر الأسافير
مواطنون: نفس الكيلوات التي كنا نشتريها في السابق الآن لا تكفينا
مهندس: يوجد تدنٍ في مستوى الإنتاج والجودة
مراكز توزيع: الكمية تعتمد على سيستم ومرهونة بالمناطق السكنية
مصدر: أزمتي الغاز والماء وراء زيادة الاستهلاك
على من تأكد بأنه مسروق التقدُّم ببلاغات
شكاوى متكررة شهدتها الفترة الماضية، دفع بها عدد من المواطنين لـ “الصيحة”، بسبب الصرف الزائد في استهلاك الكهرباء، وارتفاع قيمة الشراء مع زيادة التعرفة الكبيرة .
كشفت الشكاوى عن مشكلة حقيقية تحتاج التناول الإعلامي، ومعرفة الأسباب وتقديم توضيح من الجهة المختصة، شركة الكهرباء.
تحدث كثيرون عن انتهاء الرصيد من عدادات الكهرباء بعد يوم أو يومين من الشحن، بعكس ما هو معتاد في السابق، مع عدم وجود استهلاك جراء برمجة القطوعات التي تتعدى 4 ساعات، في اليوم.
شكك البعض، في حجم ” الكيلو واط “، وقالوا: “لم يعد هو نفسه الكيلو واط” الذي كان يكفيهم لأسابيع قبل ثلاثة أشهر.
وقال مهندس كهربائي في وسائل التواصل الاجتماعي: إن فرق الجهد الكهربائي يفترض يكون 220 فولت، وأن الكيلو واط، الواحد يحتاج لـ 4.55 أمبير، وبهذه الطريقة:
1000 واط ÷ 220 فولت = 4.55 أمبير.
لكن لو أن شركة الكهرباء نقصت من فرق الجهد من 220 فولت لـ 170 فولت مثلاً، ولأن أغلب الأجهزة الكهربائية المنزلية تشتغل بـ 220 فولت_ 240 فولت، في هذه الحالة وهي الحاصلة للأسف يحتاج الجهاز الكهربائي أن يعوِّض انخفاض الفولت بزيادة استهلاك الأمبير.
1000 واط ÷ 170 فولت = 5.88 أمبير. والعداد يرجع يحسبها بفرق الجهد القديم 220 فولت.
5.88 أمبير * 220 فولت = 1300 واط تقريباً.
يعني الكيلو واط الواحد = 1.3 كيلو واط.
ليضيف تلك اسمها الكهرباء المغشوشة، يعني ممكن تستهلك 3 كيلو واط، حقيقي، العداد يسحب 5 كيلو واط، وهذا غير مشكلة انخفاض فرق الجهد يؤثر في انخافض أداء الأجهزة الكهربائية بشكل كبير.
وهذه اسمها الكهرباء المغشوشة، (وفرق الجهد عندنا ضعيف منذ أسابيع أقل من 220 فولت.
1
أكد آخرون تضرُّرهم من ارتفاع قيمة الصرف على الكهرباء، فأصبح هذا الأمر يشكِّل هاجساً كبيراً بالنسبة لهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والغلاء الذي طال كل شيء، وتوقعوا أن يكون هناك تخفيض في كمية ” الكيلوواط ” .
انتشرت مؤخراً عبر الأسافير أعداد كبيرة من الشكاوى والاحتجاجات من قبل رواد التواصل الاجتماعي، هناك من وصف المشكلة “بسرقة الكهرباء”، فيما اعتبرها البعض مشكلة في الشبكة، الأمر الذي دعا الكثيرين من المستهلكين يهدِّدون بفتح بلاغات .
2
المواطنة رشيدة علي، قامت بتغذية العداد بحوالي مائة كيلو واط، بمبلغ عشرة آلاف جنيه، بتاريخ 28 رمضان، تفاجأت بانتهاء الشحن ثاني أيام عيد الفطر المبارك فاستغربت ذلك، نظراً لأنها لا تستخدم أجهزة كهربائية كثيراً.
راجعت إدارة الكهرباء بالحي الذي تقيم فيه، فلم تجد إفادة مقنعة، التقت هناك بعدد من المواطنين يشكون ذات المشكلة.
وصفت خلال حديثها لـ(الصيحة) المعاناة “بأزمة الكهرباء المغشوشة”، وطرحت تساؤلاً، كيف تتحصَّل شركة الكهرباء مبالغ دون وجه حق رغم أنها ضاعفت التعريفة أضعافاً.
3
عبَّر المواطن سيف الريح، عن غضبه جراء الصرف على الكهرباء بالقول: ” أكل أموال الناس بالباطل دون تقديم مقابل يعد حراماً” .
حسب حديثه أنه عانى المشكلة وأبلغ عنها المسؤولين في مكاتب إدارة الكهرباء بمنطقته السكنية، فطلبوا مراجعة الأجهزة الكهربائية المتوفرة بالمنزل.
لفت إلى أنه يمتلك أجهزة ومعدات كهربائية من عشر سنوات، وكان يكفيه الرصيد من الشحن وتكفيه لشهر، وذات الكمية يقوم بشرائها الآن ولا تكفيه لأسبوع مع صرف مبالغ إضافية.
مشيراً إلى أنه عانى جراء الغياب المتعمد للمعلومة والتجاهل الذي ظلت تمارسه الإدارة .
4
المواطن سعد محمد، أحد المتضررين، قال: إن المواطن أصبح يعاني من فيروس الكهرباء بسبب حاجته الضرورية لها، وبين نارين جراء الارتفاع الجنوني لتعريفة الكهرباء، وعدم توفرها وزيادة ساعات القطع.
لتزيد وتيرة المعاناة
تابع بالقول: “اكتشفت أن هناك سرقة مقننة للكيلو واط، واشتكينا من حجم الاستهلاك الحقيقي مقابل الحجم الذي أقوم بشرائه، فتبيَّن لي أن الصرف الحقيقي أقل كثيراً من حجم الكهرباء التي اشتريتها” .
متسائلاً: عن الفروقات وأين ذهبت؟ لاسيما من المفترض أن يقل الاستهلاك في ظل القطوعات المتواصلة.
وتابع: لماذا يدفع الناس قيمة” كيلوواطات” لم يستفيدوا منها على الإطلاق.
5
أثار ناشطون القضية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، وحقق هشتاق “انتبه شركة الكهرباء بتسرقنا ” أعلى نسبة ” تريندات” ووجد تفاعلاً كبيراً .
قال أصحاب وجعة، هنالك زيادة غير عادية في مبالغ شراء الكهرباء مع زيادة في استهلاك القدرة.
حملت تفنيدات البعض من المهندسين العاملين في القطاع كانوا ضمن المجموعة: لوحظ مؤخراً أن هنالك انخفاض في الجهد “الفولتية” في الشبكة وصل إلى 197 v والتي يفترض أن تكون 220v , ، وفقاً لرأي آخر
أن VAR أصبح عالي جداً، وهو Volt Amper Reaction أو التفاعل بين الجهد والتيار.
6
وأرجع مختصون المشكلة لعدم تخفيض الأحمال، مشيرين إلى انخفاض الجهد إلى 170 تمَّ بفعل لتقليل ساعات القطوعات والبرمجة، وتابعوا: ” إن صح ذلك فهو أمر غير أخلاقي” .
موضحين أنه يعني تخفيض الفولتية حتى تسع الشبكة لأكبر قدر لتقليل القطوعات.
7
طرحت (الصيحة) القضية على المختص في الكهرباء مهندس عثمان حامد، فتبيَّن من خلال حديثه وجود تدنٍ في مستوى الإنتاج والجودة.
وأشار إلى عوامل ساهمت في بروز المشكلة تمثلت في تدهور وتآكل البنى التحتية لشبكة الكهرباء، فضلاً عن ارتفاع درجة الحرارة بسبب التغيُّر المناخي والذي بدوره لعب دوراً في جودة الكهرباء واستهلاكها، ثم الانتشار الأفقي الواسع في إمداد الكهرباء الذي يؤثر سلباً – أيضاً- في توصيل الطاقة الكهربائية للجهات المعنية.
8
دعا حامد، الجهات المختصة إلى ضرورة الإقرار بالحقيقة، والاعتراف بأن هناك فقد في الكهرباء وانخفاض في الجهد جراء عدم تحسين وصيانة الشبكة لسنوات وفترات طويلة.
وقدَّم مثالاً لذلك بوجود محوِّل يعمل في حي من أحياء الخرطوم، هذا المحوِّل عند تركيبه كان عدد المستفيدين منه قليل، الآن زاد عدد المستهلكين وتغيَّرت المباني إلى عمارات وشقق سكنية وعدة أسر ولازال المحوِّل القديم يعمل.
9
اتفق مهندس عمار زين العابدين، مع الرأي السابق، مؤكداً وجود تغيير في مواصفات الكهرباء التي تصل المنازل، من حيث الجهد، لذلك يزيد الاستهلاك لتغيير نمط الاستهلاك للناس من جهة، ولأن الكهرباء لا تصل بالكفاءة المطلوبة من جهة أخرى.
وفقاً لإفادته، يبقى الحل في تحسين الشبكة من حيث الإنتاج والأسلاك والتوصيلات والمواصفات، ومن حيث المحوِّلات بتكبيرها لتلائم زيادة الاستهلاك والجودة، مناشداً وزير المالية تحمُّل هذه المسؤولية باعتباره زاد التعرفة دون تحسين مستوى الخدمة .
وأضاف، في ظل حجب المعلومة عن المواطن عمداً يجوز الاستفهام، أين تذهب هذه الأموال المُحصَّلة دون مقابل؟
10
ربط عاملون في مراكز بيع الكهرباء حجم الكيلو واط بحسب المناطق السكنية
قال أنور الجعلي: الاستهلاك يعتمد على برنامج محدَّد لا يمكن تجاوزه، كما أنه لا يمكن أن يخطئ، شارحاً بأن هناك من يشتري كهرباء بمبلغ ألف جنيه، يكون رصيده 120 كيلو، وآخر يشتري بنفس المبلغ وتأتيه 30 كيلو واط، لأنه يسكن في منطقة درجة أقل.
11
بالرجوع إلى شركة الكهرباء أوضح مصدر مختص في الطاقة المتجدِّدة ولصيق بالشركة، فضَّل حجب اسمه، أن المشكلة في الزيادة التي شهدتها أسعار الكهرباء مؤخراً الأمر الذي لم يستوعبه 90% من المواطنين، لذلك يشعرون بأن الشركة تقوم بسرقتهم.
وأشار إلى أن تغذية العدادات تعتمد على برنامج مؤمَّن تمت برمجته على حساب الاستهلاك، وعلى مستوى من الدقة يصعب اختراقها والتلاعب في أرصدة المواطنين أو التحايل عليهم.
12
دعا كل المستهلكين بتقديم بلاغات لدى الجهات المختصة حال تم التأكد فعلياً بأن هناك تخفيض أو تغيير طرأ على الكيلو واط .
منبِّهاً إلى دخول العديد من الأجهزة الكهربائية إلى المنازل مازاد من حجم الاستهلاك اليومي مع ارتفاع درجات الحرارة، معتبراً أن أزمتي الغاز وقطوعات الماء سبب مباشر وراء الاستهلاك الإضافي، حيث اعتمد المواطنون على استخدام أجهزة صرف عالية مثل ” السخانات – المايكرويف- الأفران – الهيترات في الطبخ وغيرها من الأجهزة والمعدات، مع ذلك تظل موتورات المياه تعمل لساعات خلال اليوم لسحب المياه ومكافحة العطش ما يؤدي إلى انتهاء الشحن قبل فترته.
وأكد أن هذه الأجهزة تستهلك رصيد عالٍ من الكهرباء محذِّراً من إبقاء شواحن الهواتف الذكية في الكهرباء طوال النهار والليل لدورها في سحب الرصيد، مشيراً إلى عدد كبير من المواطنين لا يدركون خطورة ذلك.
الخرطوم: انتصار فضل الله
صحيفة الصيحة