عزالدين الجعلي يكتب.. فضيحة بجلاجل
عزالدين الجعلي
..
والجلاجل لمن لا يعرف هي أجراس صغيرة تُعلق على الدواب لتحدث صوتاً أثناء سيرها… والمثل( فضيحة بجلاجل) مرجعه إلى مَنْ كان تعاقبه الشرطة من المجرمين قديماً كما يُقال بمصر قديماً حيث يُجبر على ركوب الحمار مقلوباً بأن يتجه رأسه إلى ذيله وظهره إلى عنقه مواكباً لأصوات أجراس تُعلق على عنق الحمار التي تدق عالياً معلنة عقوبة المجرم الذي يشاهده كل الناس في طرقات المدينة جزاءً له على ما اغترف من جرم..
وما دعاني إلى الكتابة هو لقاء إعلامي تم إجراؤه بمكة المكرمة يستطلع المعتمرين في البيت الحرام عن الخدمات التي تقدمها المملكة لهم، وما لفت النظر العام على مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب إشادة معتمر سوداني من أمدرمان بما تقدمه المملكة من خدمات متميزة ومريحة للمعتمرين والحجاج ومن خلال اللقاء أكد أن الخدمات في البيت الحرام تتطور من سنة إلى أخرى وقارن ذلك بماشاهده من خدمات جيدة في العام 2018 وتواصلت إلى خدمات أكثر تطوراً في هذا العام 2022 .. وأثنى كثيراً على دور الحكومة السعودية واهتمامها بالأراضي المقدسة من إعمار وخدمات وطرق راقية وفاجأ الإعلامي السعودي الذي أجرى اللقاء بطلبه بالصوت العالي بأن تعطي السعودية الأمير محمد بن سلمان لمدة سنة واحدة ليقوم بتعمير بلده السودان في إشارة حزينة وقاسية ولافتة منه لعجز حكومات ووزراء ومسؤولي وطنه على مر العصور من القيام بدور فاعل وبناء في تطوير السودان الذي يتميز بمقومات الدولة الغنية المتطورة، ولكنهم انهزموا وتراخوا في أداء واجبهم الوطني السبب الذي أدى إلى الوضع المتأزم الذي يعيشه الآن…
وفي ذات السياق الذي يحز في أنفسنا كسودانيين ونعيش مأساة وطن من أكثر الأوطان نعمة وخيراً ومعطيات ومياه وأراضٍ خصبة وأمطار وأنهار ومعادن وذهب وغيرها من معطيات الإنتاج إضافة إلى الأيدي العاملة والعقول المفكرة ولكن كل ذلك يضيع سدى في ظل هذا الفشل الذريع من الحكومات المتعاقبة دون أدنى نجاح أو تنمية تحتية أو فوقية مما استفزني بالإشارة في مقال سابق إلى أن أدعو إلى استعارة وزراء وإداريين متمرسين من دول متقدمة كما يتم عادة استعارة لاعبي كرة القدم المتميزين من الخارج ليقوموا مقام وزرائنا وإداريينا في الإنتاج والتطور والذين احتار شعبنا في أمر فشلهم المتواصل…
……………..
… الرياض
صحيفة التحرير