صباح محمد الحسن تكتب: المقاومة الفورة مليون
جددت لجان المقاومة عهدها من القضية الوطنية، وأكدت تشبثها بمطالبها المطروحة من أجل الوصول الى تحقيق أهدافها لبناء دولة ديمقراطية حرة تلك التي تحلم فيها بتحقيق شعارات الحرية والسلام والعدالة ،يأتي ذلك عبر إعلانها عن مواصلة مشوارها الثوري اليوم الذي لم ينقطع منذ انطلاقة ثورة ديسمبر المجيدة. وتوقع المقاومة على دفتر الحضور الثوري أفقياً عبر مواكب اليوم في ظل التحركات الرأسية للآلية الثلاثية للبحث عن حلول الازمة السياسية التي دخلت فيها البلاد بسبب الاجراءات الانقلابية التي قام بها قائد الجيش، والتي خلقت مناخاً سياسياً ملوثاً تسبب في عدة امراض مزمنة لهذا الوطن الذي عانى من فتنة وفساد الحكومات الديكتاتورية التي عطلت حركة النمو والتقدم والتطور والازدهار. وتدفع المقاومة في هذا اليوم بالتحديد عبر مليونياتها برسالة في بريد الآلية الثلاثية ، وغيرها من الجهات السياسية والاحزاب الداعية لخيار التفاوض مع العسكريين ، كقضية آنية يتم تداولها يومياً في أروقة ودور الاحزاب السياسية ، رفضاً او قبولاً ، ترسل أن جميع الحلول التي تقفز على رغبة ومطالب الشارع قد تجني ثمار الخيبة والفشل وتكون الطريق المؤدية الى أنفاق اكثر متاهة وغسقاً ، حتى وإن كان الهدف منها والقصد بداية مشوار سياسي جديد ينشد فيه السالكون الخروج الى بر الأمان. وقالت تنسيقيات مقاومة الخرطوم: أننا نخرج للشوارع مرةً أخرى شاهرين هتافنا وحاملين سلميتنا منجاةً لنا من بحر الطغاة.، سنخرج في مليونيةٍ جديدة، مواصلةً لمواكبنا المعتادة التي أخافت الدكتاتور وجعلته مضطرباً وحائراً، وأن مشوار الحرية ليس بقصير، ومعبدٌ بالمتاعب والصعاب، ولكنا عاهدنا من قدموا الأرواح أننا سنمضي في ذات الطريق مهما كانت التكلفة. سنتجه نحو قصر الطاغية، صاعدين سلماً في درجٍ متواصل، واضعين نصب أعيننا أهدافاً لن نتراجع مالم نحققها، ونصل لمبتغانا وغاياتنا المجيدة. سنخرج ونحن متسلحين بالعزم وحب الوطن، متمسكين بسلميتنا، ومتحدين صلف الانقلابين وجبروتهم ،وسنرسل من خلالها رسالة للقوات الأمنية بمختلف مسمياتها، بأن حماية الأفراد والسلطة لن تنجيهم من السقوط، ولهم في من قبلهم عبرة، كما أنها لن تنجيهم من الحساب الفردي والجماعي على كل ما أرتكبوه بحق الشعب السوداني تحت دفوعات التعليمات، فاتخذوا جانب الشعب تنجوا وينجوا الوطن، ونؤكد أن مواكبنا وحراكنا مستمر ومتنوع وبه العديد من المفاجآت التي تربك السلطة وتفرح صدور الثوار وأننا على العهد باقون الثورة ماضية وقطار التغيير بالغٌ محطته الأخيرة مهما طال أمد الرحلة مادمنا صامدون ومتحدون. كما قالت تنسيقية لجان مقاومة أحياء الخرطوم شرق، ان الخروج في مليونية اليوم ، يؤكد أنّه لا رجعة من العهد ، وأضافت كلمتنا قلناها داوية ومسموعة البلد دي حقتنا لا رجعة من القول والفورة مليون. وكانت تنسيقيات المقاومة التي قدمت طرحها للآلية المشتركة أكدت انها دفعت بمقترحاتها فقط للآلية ولكنها ترفض الحوار مع اللجنة الأمنية وتتمسك بشعارات الثورة. والقارئ الجيد لهذه البيانات يدرك مايطلبه الثوار ، الذين قدموا مئات الشهداء من اجل الوصول الى غاياتهم السامية ، واجهوا الموت بصدور عارية وشهدت لهم ميادين وساحات النزال معارك ضارية ومواجهات مباشرة مع الاجهزة والسلطات الأمنية التي أصبحت تتعامل مع الثوار كعدو يهدد أمنها ويزلزل عرش سلطانها، فمنذ اعلان الانقلاب وحتى اليوم صفحات دفاتر الحاضر بين العسكر والثوار، تشبه صفحات الماضي التي بها كثير من القصص والاحداث المؤلمة ، فالجراح تنزف والدماء مازالت على الاسفلت ، ومقتل العشرات من الثوار بعد اعلان الانقلاب لم يتم فيه تحقيق واضح ، ولا نتائج للجنة البرهان بل لا عمل ولا وجود لها، تلك اللجنة التي قال انها تعمل للتحقيق في قتل المتظاهرين بينما ملفات القتلى في القوات النظامية وصلت الي المحاكم. وهذا يؤكد ان العسكريين مازالوا في طغيانهم يعمهون، فطلقاتهم لم تتوقف حتى في آخر موكب واستخدام العنف مازال هو الاسلوب الرخيص، فآلية تعمل تحت سماء السودان التي يغطيها دخان البمبان الكثيف، وترى بأم عينها كيف تتم اصابة الثوار وكيف تسببت هذه الاصابات لهم بالكسور بغرض تعطيلهم حتى لا يتمكنوا من الخروج مرة أخرى ، ومع هذا لم تكف السلطات عن مواصلة القنص والقتل ، فآلية تعمل في هذا المناخ السياسي ، لن يكون حصادها إلا الخسران ، مالم تعيد حساباتها وتعمل على مراجعة خطواتها ، وتضع الشارع أولاً، ستذهب كل جهودها أدراج الرياح. سيقول الشارع اليوم وغداً كلمته ، ولن يمل النضال والكفاح من أجل قضيته حتى يتحقق مايصبو اليه وحتى يصل الى هدفه ومبتغاه ، تدفعه رغبته وشغفه للحرية والمدنية ، فالشوارع لاتخون ، والفورة مليون . طيف أخير: ماتدي قفاك للعسكر
صحيفة الجريدة