هاجر سليمان تكتب: حكاية المريض التركي والشرطة
في جبل اولياء سقط أجنبي أرضا دون ان يدلي بأقوال وكان في حالة مرضية يرثى لها، بحثت الشرطة عن اي مستند يثبت هويته إلا انها لم تجد ولكن إفادات بعض الذين يعرفونه أكدوا بانه مواطن تركي ..
نقل الرجل الى المستشفى لتلقي العلاج وتوصل الأطباء الى ان الرجل بحاجة لنقله الى العناية المكثفة، وترك وحيدا يصارع الموت .
اتصل بعض المتعلمين بالإعلامية القديرة سيدة البر والإحسان المذيعة الاستاذة اميرة ميرغني كروري مقدمة البرامج المعروفة بإذاعات الرياضية وبلادي، وتلقت الأستاذة الخبر وكعادتها بهمة ونشاط أجرت اتصالا هاتفيا بمجموعة من معارفها وهي تبحث بهمة عن أرقام هواتف للسفارة التركية وكنت انا من بين الذين اتصلت بهم الأستاذة أميرة مستنجدة وهي تسعى لتطبيق مبدأ الآية الكريمة (وَمنْ أَحياها فكأَنما أَحيا الناسَ جميعا) .
قمت بالاتصال بشرطة جبل اولياء والتي بدورها سارعت بهمة ونشاط وقامت بزيارة للمريض ووقفت على عملية إسعافه وأجرت الشرطة اتصالا هاتفيا بالمستشفيات حتى عثرت على سرير بالعناية لمستشفى بالخرطوم وقامت بنقل المريض مباشرة الى المستشفى وإسعافه .
مازالت الشرطة السودانية بخيرها ومازالت المروءة بين ضباطها وضباط الصف والجنود ومازالت الشرطة تقدم لنا يوميا درسا مجانيا في الأخلاق والشهامة، وتؤكد لنا بانها كمؤسسة عريقة قد تمرض بعض أجزائها ولكنها لا تموت بل وتعود أقوى،فرغم ما واجهت الشرطة إلا انها ما زالت تبذل الغالي والنفيس ولا تألوا جهدا في توفير الخدمات وإعانة المحتاج وإغاثة الملهوف وإسعاف المريض دون تفرقة بين ان كان الشخص سودانيا او أجنبيا فهمها الأساسي هو انقاذ روح آدمية .
الموقف الذي وقفته الشرطة يستحق بجدارة ان نقف الى جوارها ولا ننسى ايضا سرعة استجابة البروف أسامة تجاه الموضوع وتحركه العاجل ازاء ذات الموضوع ايضا ولكن القدح المعلى للشرطة التي سارعت وأسعفت وقامت بالنقل .
من هنا تبرز أهمية حمل المستندات الثبوتية التي تتيح تحديد هويتك كشخص ومن هنا نطلق نداء للشعب بان يكون لدى اي فرد منا سودانيا كان او أجنبيا بطاقة شخصية تثبت هويته وتسهل الاتصال بأهله وأقاربه فالظروف ليست دائما في صالحنا وقد يأتي أمر الله ونحن في غفلة لذلك لابد من حمل الأوراق الثبوتية التي تكشف هوية الشخص وتسهل عملية الرجوع لأقاربه وان كان أجنبيا تسهل الوصول الى سفارة دولته .
من هنا مازالنا نؤكد على ضرورة إقبال المواطنين على مراكز السجل المدنى وعلى كل مواطن ليس لديه رقم وطني ان يسارع الى أقرب مركز ويحصل على رقم وطني وما لا تعرفونه فانه حتى الآن مازالت هنالك أعداد ضخمة من الشعب ليس لديهم أرقام وطنية ويجهلون أهميتها ومازال هنالك نسبة مقدرة من أولئك الذين ليست لديهم أرقام وطنية يتجولون بالعاصمة الخرطوم ونناشد وزارة الداخلية بإطلاق حملات تسجيل بأطراف العاصمة لتسجيل المواطنين .
كسرة ..
هذه دعوة منا لسعادة وزير الداخلية الفريق اول عنان حامد بان يكرم منسوبيه من عناصر شرطة جبل أولياء وكذلك تكريم مستحق لقوة مباحث فرعية شرق النيل وجهودها الكبيرة التي بذلتها مؤخرا بضبطها لعتاة المجرمين …
صحيفة الانتباهة