محمد أحمد الكباشي يكتب: طريق الأبيض ــ النهود.. الخطر الماثل
في عام 2016م قادت الهيئة العامة للطرق حملات عمليات صيانة وإعادة تأهيل واسعة استهدفت من خلالها عدداً من الطرق القومية من خلال خطة وميزانية تم رصدها لذات الغرض مع التبشير بإنفاذ الخطة. وكان من بين الطرق المستهدفة طريق الإنقاذ الغربي قطاع كردفان الأبيض ــ الخوي ــ النهود.
ولعكس هذا النشاط قدمت الهيئة الدعوة لعدد من الصحف بغرض التغطية وعكس الإنجاز المنتظر.
وكنت ضمن الزملاء لتغطية قطاع كردفان، ومع بداية العمل بالطريق واجهنا عدداً من المهندسين بسيل من الأسئلة على شاكلة التزام الجهة المنفذة بالمواصفات، وطبعاً يعجبوك الجماعة بالإجابات المطاطة.. المواصفات عالية جداً بدءاً من الطبقة الأولي والثانية، أما مادة الاسفلت المستخدمة فهي عالية الجودة، وطبعاً ما قصروا في الشرح والتفصيل، وأكثر من ذلك فقد عرضت علينا مادة الأسفلت.
وفي تلك الأثناء كانت عملية الصيانة تتم على غير ما متوقع أو مخالف لتصريحات من كانوا بالموقع، إذ تتم عمليات ترقيع للحفر، ومن الواضح أن عمرها لن يكون طويلاً، وهذا ما حدث للطريق الآن، فقد زالت آثار الصيانة الفاشلة وعاد الطريق أكثر رداءةً واختفت معالم الاسفلت إلا من بعض البقع السوداء، بينما ازدادت الخطورة بتعمق الحفر وازدياد عددها.. والمسافة بين النهود والأبيض تتجاوز مئتي كيلومتر بقليل، وتوجد عبر هذه المسافة بادية كردفان الخصبة والغنية بإنسانها ومواردها التي تحكي عن اقتصاد متكامل وبناء دولة الغد لو أحسنت الدولة إدارة هذه الموارد وتوظيفها التوظيف الأمثل، حتى تصبح داعماً للوطن ومن قبل لإنسانها الذي فجر كل هذه الثروات المتنوعة ما بين إنتاج حيواني من الإبل والبقر والضأن وزراعي يتمثل في الصمغ والكركدى والتبلدي والذرة والدخن والفول السوداني، والاهتمام بالمرعى الخصب وتوفير المياه للحيوان والنقية للإنسان، وبنيات تحتية تتيح للناس فرص العلاج والتعليم وغيره من الاحتياجات التي يجب أن توفرها الدولة أو تسعى من أجل توفيرها للمواطنين في غرب كردفان.
الطريق القومي الرابط بين النهود والأبيض الذي يتجاوز طوله (200) كيلومتر ويربط ولايات كردفان مع بعضها ومع ولايات دارفور والوسط والعاصمة، تقارب أعداد المطبات والحفر فيه (1000) حفرة ومطب، وفقد الطريق في بعض أماكنه خاصيته في السير، وتتخذ بعض المركبات الطرق الترابية والرملية والقيزان سبيلاً للسير فيه، وزاد هذا التردي زمن السير فيه، والمسافة التي كان يقطعها مستخدمو الطريق في ساعة ونصف الساعة أضحت تأخذ أكثر من أربع ساعات سيراً.
فيا وزارة الطرق الاتحادية لا نريد أن نحدثكم عن أهمية هذا الطريق الحيوي الاقتصادي المهم الذي تعلمون أهميته قبل غيركم وخطورة السير فيه، بل نقول إن صيانة هذا الطريق الذي يستفيد منه كل السودان باتت أولوية، وان يتم ترقيع الحفر عاجلاً قبل أن تضعوا برنامجاً لصيانته لاحقاً عبر ميزانية الدولة والطرق.
واليوم نمر على الطريق ونتذكر ما صرف من أموال لصيانته, ولكنها صارت هباءً منثوراً.
صحيفة الانتباهة