هاجر سليمان تكتب: الحملات المشتركة
للأمانة والتاريخ فإن الجهد الذى بذلته الشرطة خاصة والقوات النظامية مجتمعة كان له اثر كبير فى كبح جماح التفلتات الامنية واعادة الامن الى وضعه الطبيعى، ولكن للأمانة لاحظنا ان كل الحملات التى نفذت بمشاركة القوات النظامية الاخرى رغم انها كانت ذات صيت عالٍ وقوات كبيرة، الا ان نتائجها لم تكن بالمستويات المطلوبة، بمعنى ان ضبطياتها ضعيفة، فعلى الرغم من ضخامة القوات وبثها الرعب والارهاب ذي الاثر الوقتى بالشارع العام، ولكنها لم تسفر عن ضبط رؤوس عصابات ولا مسجلين خطرين من الشخصيات المعروفة ولا فارين من العدالة.
فالملاحظ انه كلما كبر حجم القوات النظامية المشاركة فى الحملات وتنوعها وعددها، تسربت المعلومات بقصد او دون قصد الى العصابات وزعماء الاجرام، وبالتالى يتخذون التحوطات اللازمة ويفرون الى جهات اخرى، ويتعذر على الشرطة الوصول الى الهدف المنشود وتحقيق الغاية من ضبط الجناة والمتفلتين وتقديمهم للعدالة.
وقبل انطلاق أية حملة وابان كل تجمع للقوات خاصة القوات المسلحة، نلاحظ أن الاخبار تنتشر بسرعة فائقة وتنسج الشائعات وتنتشر الاخبار الكاذبة، وعندها ينبرى بعض المقربين من القوات النظامية لدحض الشائعات والتبرع بافشاء سر الحملة ووجهتها، وبالتالى تصبح غير فعالة، لأن العصابات المقصودة عصابات متمكنة ولديها اجهزة هواتف نقالة وتتابع الفيسبوك والواتساب وكل وسائط التواصل، ولها القدرة على التفاعل مثلما فعل الزعيم (باكوبي) الذى خرج فى (لايف) مكذباً وداحضاً كل التهم التى يواجهها، ومكذباً روايات بعض المتضررين والضحايا.
زعماء العصابات تلك بالاضافة لامتلاكهم المال واهتمامهم بمتابعة اخبار القوات النظامية وتحركاتها، الا اننا نجدهم ايضاً تربطهم صلات وطيدة، وربما كانوا نظاميين سابقين ولديهم علاقات ويتلقون اتصالات هاتفية تمكنهم من الهروب قبل الحملات، وبالتالى يصعب الوصول اليهم بسهولة، لذلك دائماً ما تكون السرية مطلوبة وعدم التبرع بالمعلومات.. ومصادرة هواتف القوات المشاركة قبل تنفيذ اية عملية او اخطارهم بوجهتها امر مهم حتى لا تُفسد الخطط.
وبصراحة لو تركت الشرطة وحدها لحققت نتائج ضخمة، وبالامكان للقوات ان تبقى بعيداً ولا تتدخل الا حينما تتم الاستعانة بها ان دعا الامر، فالشرطة لوحدها وفى حملات صغيرة تحقق نتائج باهرة وكبيرة، وتضبط الآليات والمعدات وتتخذ الاجراءات وتوقف زعماء العصابات، خاصة أن الشرطة لوحدها تعتمد مبدأ السرية ولا تفشي بوجهتها الا لقائد المجموعة، وتكون أرتال القوات خلفه لا يعلمون الى اين ستكون وجهتهم، لذلك تأتى النتائج جيدة، اما الجعجعة والضجيج بغير طحين فهو امر مرفوض، واحسب انها تسهم كثيراً فى هروب العصابات من قبضة الاجهزة النظامية، وبالتالى يصبح الامر كأنك يا أبو زيد لا غزيت ولا شفت الغزو.
ومن المفترض ان توضع استراتيجية وخطط لمشاركة هذه القوات ويتم اختيار عناصرها بعناية، كما ينبغى الا تسرب اليهم اية معلومات حول وجهة القوة او المناطق المراد ضرب طوق امنى حولها لتجفيفها من الجريمة، وان يعتمد اسلوب خداع افراد القوة، وان تتبع اجراءات صارمة بجمع هواتفهم قبل ان يعرفوا وجهة المتحرك ومن ثم التحرك الى الجهة ثم تكون مهمة القوات تطويقها من الخارج، على ان تمارس الشرطة عملها دون تدخل وتقوم بعمليات التفتيش المطلوبة بعناية، بمعنى ان ينحصر دور القوات فى حماية الشرطة وتسهيل مهمتها، وليس مشاركتها التفتيش والعمل، لأن تأمين المدن حق اصيل للشرطة وليس اية جهة سواها.
صحيفة الانتباهة