مقالات متنوعة

محمد عبد الماجد يكتب: (كرتي) محروق


(1)

 هل وصلت الوقاحة بقناة النيل الازرق ان تعرض على شاشتها تسجيلات ومقاطع من حوار الطاهر حسن التوم مع علي كرتي؟ عمار شيلا مدير القناة (المكلف) على طريقة كل المناصب (المائلة) في حكومة الانقلاب اراد ان يواصل انزلاقاته للعسكر بشكل مخز، وذلك بعرض تلك المقاطع التى يتحدث فيها كرتي عن الفريق اول عبدالفتاح البرهان باعتباره ضابطاً وقائداً عظيماً. هذا هو الجزء الذي اراد عمار شيلا الترّبح منه.

 انهم يتكسبون من مواقف غيرهم!!

 ان ينافق علي كرتي فهذا شيء من طبيعته ومن اساسيات تنظيمه .. لماذا يفرض ذلك النفاق على المشاهد السوداني ؟ بنفاق اخر يمارسه مدير قناة النيل الازرق (المكلف) عمار شيلا .. الذي يبدو (التكليف) واضحاً عليه من خلال ادارته لقناة النيل الازرق وبرمجتها التى تخدم الكيزان والعسكر. هو مكلف في كل شيء حتى في (ابتسامته) الصفراء.

 كنت لا اؤمن بصناعة (مديري القنوات الفضائية) من (الفطائر) و(المعجنات) إلا عندما شاهدت عمار شيلا بهذه السيولة الاعلامية مديراً لقناة النيل الازرق.

 الآن اعرف لماذا استمر عمار شيلا في ذلك المنصب الذي لا يملك له مقومات ، او مؤهلات او حتى (خرباشات) غير انه يحسن (النفاق) السياسي والتلون مع السلطة باللونية التى تكون عليها (ستائر) مكتب الحاكم؟

 هم لا يملكون اكثر من ان يكونوا في لون (الستائر).

 عندما كان حسن فضل المولى مديراً لقناة النيل الازرق رغم انتماء حسن للإسلاميين كانت قناة النيل الازرق تقدم برمجة ممتازة وكانت نسبة مشاهدة القناة هى الاعلى بين القنوات السودانية، الآن قناة النيل الازرق لا توجد إلّا في مثل هذه المواقف المخزية التى تستفز فيها قناة النيل الازرق الشعب السوداني.

 من اخطاء حكومة حمدوك (الكارثية) غير المغتفرة ، انها تركت مثل هؤلاء (المتلونين) يعبرون عنها وهم يحملون لها كل البغض.

(2)

 عندما رحل الشاعر والإعلامي الكبير السر احمد قدور مقدم برنامج (اغاني واغاني) اشهر البرامج الرمضانية في الفضائيات السودانية على مدى سنوات طويلة لم تكلف قناة النيل الازرق نفسها بتسجيل حلقة واحدة بعد وفاته تتحدث فيها عن السر قدور باعتباره رحل من هذه الفانية بعد ان تم تسجيل كل حلقات البرنامج قبل وفاة السر قدور، ورأت ادارة القناة ان تسجيل حلقة جديدة تتحدث فيها عن (وفاة) السر قدور الذي ادخل للقناة المليارات امر يكلف القناة كثيراً – لأن اعادة المطربين والموسيقيين من جديد للاستوديوهات بعد انتهاء تسجيل حلقات البرنامج امر يكلف القناة الكثير.

 بخلوا على السر قدور بذلك وفضلوا ان يتحدثوا عنه في الحلقات الاولى من البرنامج حديثاً عاماً يفتقد حتى للترحم عليه.

 تحدثوا عن السر قدور باعتباره (مريضاً) لتبث الحلقات بعد رحيل السر قدور وتكتفي القناة من باب التكسب بالسر قدور ان تضع صورته اعلى الشاشة اثناء بث البرنامج على قناة النيل الازرق.

 قناة تدار بهذه الكيفية وتفتقد الوفاء لأشهر الذين صنعوا شهرتها ماذا تنتظرون منها غير هذا التملق والانبطاح؟

(3)

 حوار الطاهر حسن التوم مع علي كرتي لا قيمة فيه.. وهو لا يستحق التعليق عنه إلّا في الجزئية التى اظهرت علي كرتي وهو بهذا الضعف والهوان، كنت اظن ان علي كرتي يمكن ان يكون له دور في تنظيم الاخوان بعد سقوط نظام الانقاذ، لكن بعد ان شاهدت اجزاء من البرنامج تأكدت ان علي كرتي اضعف من ذلك وان تنظيم الاخوان انتهى اذا كان علي كرتي هو من يعبر عنه.

 كانوا يقولون ان علي كرتي يقود (كتائب الظل)، بعد ان شاهدت الحوار تأكدت ان تلك (الكتائب) لم يتبق منها غير (الظل) فقد ظهر كرتي في صورة (الظل) الذي لا حول ولا قوة له.

 لقد ظهر علي كرتي في صورة (هزيلة) تثبت ان شجاعة وتجمّل هذه القيادات كانت مستمدة فقط من السلطة .. اما عندما يبعدون عنها فلا قيمة ولا وزن لهم.

 حاول علي كرتي كعادته عندما قفز من منسق للدفاع الشعبي الى وزير خارجية ان يتملق البرهان وهو يتحدث عنه بأنه قائد وضابط عظيم ليبدو (النفاق) اوضح ما فيه.

 فعل نفس الشيء الذي فعله مع البشير عندما كان رئيساً .. وكان هو منسقاً للدفاع الشعبي.

 تحدث علي كرتي عن انقلاب 25 اكتوبر وأشاد به واعتبره خطوات تصحيحية ليؤكد للجميع ان انقلاب 25 اكتوبر لم يخدم إلّا مصالح النظام البائد.

 انقلاب يشيد به علي كرتي يبقى ما هو فرقه من انقلاب 30 يونيو الذي يحاكم الذين خططوا له من قبل السلطة التى قامت بنفس الجرم.

 الكيزان رغم مقتهم للبرهان وحميدتي لا يستطيعون ان ينتقدوهما او ان يقدموا لوماً لهما – هم اعتادوا على هذا النفاق ولا قدرة لهم على الدخول في صدام مع (العسكر) إلّا من وراء حجاب.

 نحن هنا لا نستطيع إلّا ان نشكر الطاهر حسن التوم على هذه الصورة (الباهتة) التى قدمها لعلي كرتي .. فقد كان بعض الناس يتخوف من هذه الشخصية (اللولبية) ليتأكد لهم ان من يخشون اضحى اضعف من خيوط العنكبوت.

 يخيل لي ان (خيال المآته) فيه روح اكثر من تلك التى ظهر بها كرتي.

 رجل تجاوز السبعين او اصبح قريباً منها لا يختشى وهو يرى شباباً في اعمار احفاده يقدمون كل التضحيات ويضربون اعظم المثل والقيم في نضالهم وحبهم للوطن.

 الذين يحلمون بالعودة من جديد الى ايام علي كرتي عليهم ان يعرفوا ان عجلات الزمن لا تدور الى الوراء.

 كرتي اصبح كرتاً محروقاً .. ابحثوا عن غيره… فهو لا يملك لكم غير حديث (الذكريات).. مثله مثل لاعب كرة القدم الذي اعتزل اللعبة وأصبح مجرد (ذكرى).

 بعضهم طبعاً كان ذكرى سيئة مثل كرتي.

(4)

 بغم /

 هل ما زالت قناة النيل الازرق تواصل بثها من (نايل سات) .. ام ان القناة خرجت من ذلك القمر؟

 لم يعد هناك وجود لقناة النيل الازرق التى اصبحت في فترة عمار شيلا نسياً منسياً.

 رفعنا اقلامنا عن هذه القناة لأننا لم نعد نشاهدها ولا نحس بوجود لها، فليس من المنطق ان تنتقد شيئاً لا وجود له، لكن يبدو ان (كوارث) عمار شيلا سوف تعيدنا للكتابة عن تلك (الخلية) الاعلامية للكيزان .. مع التأكيد ان هناك اسماء كثيرة وعظيمة في القناة مع الثورة وتعمل من اجلها ولم يبخلوا يوماً في تقديم كل ما عندهم من اجل هذه الثورة العظيمة، نحن هنا لا نقصد غير (رأس القناة) الذي يبدو ان السلطات احتفظت به فعلاً في مكان آمن وجعلته مديراً للقناة.

 وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).

صحيفة الانتباهة