مقالات متنوعة

عبد الله مسار يكتب : لقاء بيت السفير السعودي (٢)

قلنا في مقالنا لقاء بيت السفير السعودي (١)، إنه بعد انطلاق جلسات الحوار الوطني السوداني برعاية الآلية الثلاثية وبحضور بعض مكونات سياسية ومُجتمع مدني وبعض لجان مقاومة وغياب الحرية والتغيير المركزي والحزب الشيوعي وبعض لجان المقاومة رفضاً، وغياب آخرين خشية أو مجاملة أو لم تُوجّه لهم الدعوة وبحضور المكون العسكري، وغاب الحزب الشيوعي وبعض لجان المقاومة لرفض مبدئي وهو عدم المشاركة في أي حوار.

أما الحرية والتغيير المركزي كانت على ثلاث فئات، فئة ترفض الحوار، وأخرى مع الحوار ولكن ترغب بعد مُوافقة الفئتين الأولى والثالثة مع الحوار ولكن لم تُوجّه لها الدعوة باعتبار أنها حرية وتغيير مركزي، ولكن هي خرجت وكوّنت أجساما أخرى باسم الحرية والتغيير.

إذن لقاء منزل السفير كان مع الفئة الأولى وهو بطلب منها لمقابلة المكون العسكري واللقاء لا علاقة له بما أعلنته الحرية والتغيير المركزي، ونحن حرصاً منا لتواصل العساكر معها لا نود أن نعلن ما دار في اللقاء، ولكن كما قلنا في مقالنا الأول معلومٌ بالنسبة لنا تفصيلاً.

أيضاً ليس فيه موضوع إيقاف وتأجيل الحوار، ولكن تأجيل الحوار جاء من الآلية الثلاثية لإكمال المشاورات مع طيف سياسي واسع لم تشملهم الدعوة وهم جزءٌ من العملية السياسية، وكذلك آخرون خرجوا من لقاء روتانا.

إذن لقاء منزل السفير السعودي لم يُوقف الحوار ولكن أوقف الحوار لتوسيعه وشموله، وقد تمّت اتصالات ببعض القوى التي حضرت لقاء روتانا من الآلية الثلاثية وأوضحوا أسباب التأجيل، كما لم يكن التأجيل بطلب من المكون العسكري أيضاً ليس بطلب من مُساعدة وزير الخارجية الأمريكية لأنه كما قلنا سفارة أمريكا ايّدت الحوار.

عليه، اعتقد ان تأجيل الحوار لمزيد من التشاور والتجويد ودعوة الكل، ولكن لو فشل الحوار فإن الذهاب الى الخيارات الأخرى هو الذي سيتم، ليس من بين ذلك إرجاع الحرية والتغيير المركزي منفردةً ولا ذهاب المكون العسكري الى الثكنات ولا عزل باقي القوى السياسية والمجتمعية عن الفترة الانتقالية،

وقطعاً باقي القوى السياسية والمجتمعية ومنظمات المجتمع المدني والإدارة الأهلية والطرق الصوفية سوف تصطف في صف واحد من أجل المشروع الوطني لإدارة الفترة الانتقالية بالحوار أو بخلافه، وأعتقد أن هنالك جدية للحوار من قِبل الاتحاد الأفريقي وإيقاد.

إذن، قضية الحوار قائمة ولم يوقف نتيجة لقاء بيت السفير السعودي، واعتقد أيضاً أن هنالك ضرورة لحوار سوداني سوداني من الأغلبية الصامتة والمتحركة.

وكذلك أعتقد أن هنالك موقفاً مهماً يدعم الحوار هو حضور الحرية والتغيير الميثاق الوطني والجبهة الثورية والتي يشذ منها ياسر عرمان، حيث إن مالك عقار رئيس الحركة الشعبية والقائد العسكري لهذه الحركة مع الحوار.

إذن، لقاء بيت السفير أكد على أن لا شرعية ولا شراكة ولا تفاوض لتطمين الثوار في الميدان من لجان مقاومة وغيرها، وكذلك كل ما قيل في التصريحات والمؤتمرات الصحفية ليس له أساسٌ من الصحة وهو مُوجّهٌ لتطمين عضويتهم حتى لا يقال إنّ الحرية والتغيير المركزي باعت القضية والأيام ستكشف حقيقة الأمر وقريباً.

عليه، لقاء بيت السفير، أكد صحة القول إن قضية الحرية والتغيير هي العودة للسلطة، أما الشعارات فهي للاستهلاك السياسي..!

صحيفة الصيحة