هاجر سليمان تكتب: جريمة الردمية
بالأمس أسدلت محكمة جنايات الحاج يوسف الستار حول قضية مقتل تاجر لفة الردمية الذي اغتيل غدراً وأصدرت المحكمة عقوبة رادعة للمدان في القضية التي راح ضحيتها التاجر عبدالله حسن شهيداً فبينما كان يغط في نوم عميق تسلل القاتل اليه وقرر ازهاق روحه بعد ان صورت له نفسه بعض الوساوس جراء تناول الخمر التي لعبت برأسه .
القضية برمتها أرقت سكان الحاج يوسف وخلقت حالة من الرعب والهلع في نفوس سكان المنطقة الآمنة التي لا تألف مثل هذه الجرائم المستنكرة والتي يرتكبها بعض ضعاف النفوس من ذوي الخلفيات الإجرامية .
منذ وقوع الجريمة كان بالإمكان ان يضيع دم القتيل مهدراً دون العثور على القاتل سيما وان الجريمة وقعت في وقت تشهد فيه الشرطة ضغوطا ومؤثرات تجعل من عملية الوصول الى قاتل غامض عملية معقدة، أضف الى ذلك ان القتيل كان حسن السمعة وليس لديه أعداء لذلك كانت امكانية الوصول اليه من الصعوبة بمكان ، إلا ان الجهد الكبير الذي بذلته فرعية مباحث شرق النيل ومباحث شرطة المحلية كان له دور كبير في فك طلاسم القضية خلال ساعات معدودة .
تم القبض على القاتل وفور إحضاره انهار وأقر بارتكابه للجريمة وأعطى وصفاً دقيقاً لجريمته النكراء قبل ان يرشد على ادوات الجريمة ويحكي بالتفصيل الأسباب التي قادته لارتكاب الجريمة والتي لاتخرج عن إطار سوء النوايا .
في كل يوم انجاز جديد وكبير للشرطة والأقسام الجنائية وخاصة مباحث ولاية الخرطوم التي كان لها دور كبير في قبض رؤوس كبيرة والإطاحة بها وإحالتها للمحاكم بجانب توقيف عصابات وفك طلاسم الكثير من القضايا الغامضة، وهذه القضية تحديداً كانت من القضايا الغامضة التي يصعب فك طلاسمها ولكن بالجهد الجبار الذي بذلته المباحث تم فك طلاسم الجريمة .
الشرطة عموماً تعمل في ظل ظروف بالغة التعقيد وفرعيات المباحث والأقسام الجنائية تكاد تنعدم فيها معينات العمل التي تعتبر من اساسيات العمل والتي تسهم في بسط الامن والاستقرار وهنالك الكثير من الإدارات الشرطية التي تنقصها المعينات ومازالت الميزانيات توجه لصالح فئات محددة لتحقيق مكاسب شخصية لهم كان الأولى ان تصرف على العملية الأمنية بالبلاد والشرطة على وجه الخصوص .
الشرطة ستظل تمارس عملها شئنا أم أبينا والغريب في الامر ان بعض الصعاليك يسيئون للشرطة وعند سقوطهم في أول مطب يسارعون لطلب العون من منسوبيها ويجدون أياديهم وصدورهم مفتوحة، ليس مناً منهم ولكنهم فقط يؤدون واجبهم بإخلاص وضمير .
كنا نظن ان السيد وزير الداخلية سيعلن عن جوائز وحوافز قيمة للأقسام الأكثر أداء ومازلنا نعشم في ان يخصص مثل هذه الحوافز تشجيعاً لمنسوبيه في تحسين الاداء، ثم اننا مازلنا نسأل السيد الوزير عن ذلك الشرطي الذي اختطف عنوة من مقر عمله بمركز تأمين امتحانات المدينة الخيرية واقتيد لجهة ما وتم تعذيبه وضربه دون مبرر ودون اي ذنب سوى انه كان شاكيا في جريمة مرتكبيها هم أفراد ينتسبون لتلك الجهة التي قامت باقتياده وتعذيبه فأين المؤسسية مما يحدث وهل أصبح قانون الغاب هو السائد فان كان شرطي تعرض لذلك فعندها وجب علينا حمل السلاح لمجابهة خطر كل من يعترض طريقنا لحماية أنفسنا وكللللو بالقانون .
صحيفة الانتباهة