فولكر : (أجندة جديدة) أم (سقطة سياسية) ؟
قال فولكر بيرتس رئيس اليونتاميس في تصريحات لقناة الحرة ونقلتهاا صحيفة أثير :
– لا نية للحديث مع الإسلاميين أو إشراكهم في الحوار..
– لو لا تظاهرات ومواكب لجان المقاومة لما جلست السلطات للحوار والتفاوض..
– غاب عن الحوار قوي (مهمة وغير مهمة)..
وحجة فولكر في عدم محاورة الإسلاميين نابعة من إحترامه لقوانين البلاد، ولو سايرناه في ذلك فإن الحظر مخصوص به (حزب المؤتمر الوطني) وهذا حزب جامع بين قطاعات مجتمعية واطياف متعددة وليس حزب ديني ، فكيف جاز للسيد فولكر التعميم على كل (الإسلاميين) وهم طيف واسع من قوي سياسية وإجتماعية؟ وكيف جاز له تصنيف المواطنين تبعاً لمعتقداتهم وإصدار (فرمان) حرمانهم من حقوقهم والمساهمة في حمل الإقصاء والإبعاد؟..
إن شأن الدبلوماسية الأممية التدقيق في الأقوال والمهنية في الأفعال، و يبدو ان السيد فولكر أنغمس في تنفيذ أجندة تستهدف مجموعات سياسية إنطلاقاً من معتقداتهم وإلتزامهم وبرنامجهم، ودخل في دورة الصراع السياسي السوداني ما بين التيار السياسي الإسلامي بفئاته وبين اليسار السوداني.. وهذا مأزق كبير.. ومسار لتعقيد الأزمة السياسية في البلاد.. وفوق ذلك ابعد ما يكون عن مهام (التسهيل) و(التيسير).. وأكبر من مجرد (سقطة) سياسية أو زلة لسان..
(2)
وما أكثر الزلل عند فولكر، وهو يفترض (إن جلوس السلطات للحوار رغماً عن أنفهم) ولأن التظاهرات والمواكب مستمرة وهذا مفاده :
– تشكيك في نوايا السلطات والقوى السياسية، كونها) أضطرت للحوار، وليس قناعة بوحدة الصف الوطني أو توسيع المشاركة الوطنية أو تعزيز روح التشاور..
– تحريض فئات معينة لإستمرار التظاهر والمواكب والإحتجاج، فهذا السبيل في عرف الدبلوماسية الأممية (الجديدة ) للدخول في حزمة الرعاية والإهتمام.. و إعتبارهم مفتاح الحل..
– وتجاهل للآخرين، الأغلبية الصامتة، من الذين لم يتظاهروا ولم يغلقوا الطرقات، بأنهم خارج حسابات الحوارات والتفاوض والمعادلة السياسية، ولعل واقع الحال يؤكد ذلك، فالمواطن المطحون وحده يغالب فداحة الأزمة الإقتصادية ومغامرات الدبلوماسيين الأممين المتغطرسين..
(3)
فهناك شريحة، مهمة وأخرى غير مهمة، في عرف السيد فولكر..
مواطن مهم وآخر غير مهم.. نعم هذا منظور جديد ومعيار جديد..
منطق إستعلائي يقسم المجتمع إلى درجات، أقرب إلى مفهوم العصور الوسطى و ممارسات المستعمرين وهم يصعدون على أكتاف أبناء الشعوب (غير المهمة)، و يصدرون التوجيهات وتخضع لهم الرقاب..
إن الحصافة السياسية تختفي لمجرد إحساس بالعظمة أو حين يتنامي الشعور (السادي)، ويتسلل في لحن القول وإنحراف المواقف..
– فولكر أعتذر عن هذا وأعلم ان قامات شعبنا أعلى مقاماً من مغامرات الباحثين عن الشهرة وكتاب سيرة ذاتية وعائد تقاعد في مزرعة بالريف الألماني..
وللسلطات، لن أقول لكم من (أمن العقوبة أساء الأدب) ومن هان كثرت عليه السهام وتطاول عليه سفهاء الأمم..
ولأبناء وطننا أدركوا بلادكم وقراركم قبل أن يحولكم السيد فولكر إلى مجرد (توصيفات) أو يسلب حقكم في الحياة والعيش الكريم.
د. إبراهيم الصديق على