احمد يوسف التاي يكتب: حفارات المتعافي واستثمار حميدتي
حينما كان الدكتور عبد الحليم المتعافي وزيراً للزراعة في عام 2012 تقريباً، ذهب إلى الصين واستجلب حفارات بالتقسيط لفتح القنوات، واستغل وضعيته واستفاد من الميزات التفضيلية تلك، واستجلب لنفسه هو الآخر حفارات بذات الطريقة، وقد أثارت حفارات المتعافي (الخاصة) حفيظة وحنق بعض منسوبي حزب المؤتمر الوطني وقتها، فطفقوا يتحدثون همساً عن استغلال المتعافي نفوذه وسلطته وتوظيفهما للمنفعة الذاتية، وخشي الرجل أن يعبئ خصومه البشير ضده، فذهب الى الرئيس المخلوع واخبره بأنه استجلب لحكومة السودان حفارات بالتقسيط وميزات تفضيلية من الصين، واشترى لنفسه ايضاً حفارات من ذات الجهة، فابتسم البشير وقال له بخفة دم: (ما جبت لي معاك واحدة)…
هكذا وببساطة شديدة انتهت الحكاية بمزحة وقفشة وانطوت صفحة استغلال النفوذ والسلطة عند الوزير ورئيسه ولا مجال لحساسية المنصب الحكومي وضوابطه.
(2)
أمس الأول في عناوينها الرئيسة أوردت صحيفة الجريدة (مينشيتاً) يقول: (والي سنار: حميدتي مستثمر جاد ومقتدر وسوداني وله الحق في أن يستثمر في الولاية)…
هكذا قالها دون حساسية يمكن أن تُثار حول استغلال شركة حميدتي لوضعيته كونه نائب رئيس مجلس السيادة المؤسسة صاحبة السلطة الأعلى في المنظومة المهيمنة حالياً على الحكم، وقائد قوات الدعم السريع ثاني أكبر قوى عسكرية بعد الجيش، ورئيس لجنة الطوارئ الاقتصادية العليا، وصاحب النفوذ والمال والسلطة.. وهنا نطرح سؤالاً لتوضيح المراد… أرأيت لو أن الفريق أول حميدتي صاحب كل تلك المناصب العليا جاء منافساً لمستثمرين أجانب ووطنيين في أية ولاية من ولايات السودان، من ذا الذي يقوى على منافسته؟ وهل سيشعر موظفو الاستثمار بالأمان في مواقعهم إن هم تجرأوا على تفويت الفرصة على المستثمر الكبير ومنحوها لغيره.
(3)
مناخ الاستثمار في أية بلاد يحتاج إلى بيئة تتوفر فيها أجواء المنافسة الحرة الشريفة من غير تأثير ومؤثرات، لذلك يُمنع الوزراء ومسؤولو الحكومة من ممارسة أي نشاط تجاري أو استثماري لقطع الطريق أمام شبهة استغلال النفوذ والسلطة، ولضمان مناخ معافى وحر للمنافسة الشريفة، وأظن أني لست بحاجة لذكر قصة مصادرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إبل ابنه عبد الله لما رآها (بدينة) بينما إبل الآخرين هزيلة، فأخذها بشبهة استغلال مكانته كابن أمير المؤمنين، ورأى أن الناس قد افسحوا لها المجال في المراعي باعتبارها إبل ابن أمير المؤمنين حتى صارت سمينة دون إبل العامة.
اللهم هذا قسمي في ما أملك.
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين
صحيفة البيان