رأي ومقالات

العبيد أحمد مروح: العالم من حولنا يتغير ويتقدم .. ونحن ..؟


أخشى أن تبقى أحلامنا، نحن السودانيين، معلقة على جدار التاريخ، كلما جاءت “أمة” لعنت سنسفيل أختها التي سبقتها، ثم كان إنجازها دون ما رفعته من شعارات، فلمّا مضى من عمر الزمان ما شاء الله له أن يمضي، تهامس الناس (ضيعناك وضعنا وراك)، وبقيت أعناقهم مشرئبة للماضي بدلاً عن المستقبل !!

القدرة على استبصار المخاطر والفرص ليست موهبة فردية ولا تأتي خبط عشواء، وإنما هي فعل جماعي تقوم به مؤسسات راسخة يعمل فيها أهل الإختصاص، ومن خلال ما ينتجون من أفكار ورؤى، يضعون أمام صانع القرار السياسي أشكال المخاطر والفرص المحتملين وخيارات التعامل مع كل واحد منهما، أما نحن – وأقصد أصحاب القرار السياسي- فيبدو أن هذا الأمر برمته غير وارد في حساباتنا، أو هو عندنا نوع من الترف الذهني!!

خلال العقدين الماضيين، مرّ العالم بأحداث مزلزلة، انعكست على واقع حياة الأفراد وسبل كسب عيشهم، وطرائق حِلهم وترحالهم. فالأثر الذي ترتب على أحداث الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١ شكّل فاصلاً تاريخياً لما قبلها، وكذلك فعلت ثورات الربيع العربي، وفعلت الأزمة التي خلّفها فيروس كرونا، وبدون شك ستفعل قضية الحرب الروسية على أوكرانيا، لكننا نحن في السودان ظللنا نتفرج على هذه الأحداث وكأنها تقع في عالم آخر، لا نعيش فيه ولا نتأثر به!!

الآن، الجوع والغلاء يدقان أبواب سكان العالم، زنقة زنقة، وبيتاً بيتاً، والعالم القريب من حولنا وكذلك البعيد، يعيد النظر في سياساته ومواقفه وتحالفاته السياسية، ويحاول قادته أخذ العبرة من جميع ما مضى، فيتصالح المتخاصمون ويعزز الحلفاء علاقاتهم بمزيد من الشراكات ليبنوا لشعوبهم حياة جديدة وأملاً في المستقبل، إلاّ نحن، ما زلنا نعيش في عصر داحس والغبراء !!
في السودان، أرض #الذهب والرجال، وأرض #المياه والنفط، تعجز أنظمتنا التي تحكمنا من أن تنتج كفايتنا من النفط ومشتقاته. ليس مطلوباً منها أن تعلن عن استكشافات جديدة، وإنما فقط زيادة وتيرة استخراج #النفط من الحقول المكتشفة والآبار المحفورة، فيضطر مواطنونا، محدودو الدخل، لشراء #البنزين و #الجازولين و #الغاز بأسعاره العالمية.

وفي السودان الذي تشق أرضه سبعة أنهر، تعجز حكومتنا من أن توفر مياه الرى وقنواته للمزارعين لينتجوا لنا غذاءنا، وتعجز عن توفير مياه الشرب حتى لمن هم على ضفتي النهر !!
العالم من حولنا تتسابق خطاه، لتثبيت دعائم الاستقرار ، ولتأمين غذائه وطاقته ومياهه ودوائه، ونحن لا في العير ولا في النفير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

العبيد أحمد مروح