عمر الشريف
إن عدتم عدنا
الحكومة تراجعت عن عزمها وحلفها بالجلوس مع قطاع الشمال وتراجعت عن عدم مفاوضة المعارضة الداخلية كما تراجعت عن الكثير سابقا . هذا يدل على عدم التخطيط السليم والاندفاع وراء القوة المزيفة والاستشارة التى لا تخدم الوطن بل المصالح الحزبية الخاصة وافتقار الدبلماسية والشعارات الرنانة لحشد الدعم وطول فترة الحكم . لكن نناشد الحكومة مادام هى لبست ثوب الوثبة الابيض ورجعت الى التواضع واقتنعت بأن الوطن للجميع وأيقنت بأن الحق مكفول للكل وأنه لا تقدم بدون إستقرار عليها أن تؤجل إجتماعها مع قطاع الشمال وأن تغير مسودتها المقتصرة على المنطقتين فقط حتى لا يتم تجزئة القضايا ولا يزداد عدد المطالبين بحقوقهم الشخصية ، يجب أن يكون الاجتماع القادم فى الخرطوم او بورتسودان او الابيض مع تقديم كل الضمانات للمجتمعين ويشمل الاجتماع جبهة الشرق والمعارضة الداخلية بكل طوائفها ومناضلين الشمال والوسط وأهل دارفور وكردفان وناشدى سلام النيل الازرق لان حل الخلافات بوجهة نظر عامة وشامله تجسد أن الوطن للجميع وتزيل التفرقة وتزيد من ترابط القبائل مع بعضها .
جدول المباحثات يكون بتكوين لجان للإعادة الأمن والتنمية والمحاسبة وجمع السلاح وحل الخلافات القبلية كل هذه اللجان تخدم من غير حزبية او قبلية لان ما يعانية مواطن دارفور يعانية مواطن كسلا وما ينقص مواطن كردفان ينقص مواطن الوسط وقس على ذلك .. المجهول الذى ينتظرنا قضية أبييى وحلايب وغدا تصبح الكرمك وكسلا إذا لم ننتبه يكثر الصراع ويبدد المال وتقتل الانفس وتشرد الاجساد فقط من أجل السلطة التى غلفوها بالعدل والمساواة .
تقارب المعارضة مع الحكومة وجلوس قطاع الشمال معها كلها بوادر ومؤشرات بأن الجميع مقتنع بأن الوطن أصبح مهدد من كل الاطراف وقد كثر السوس على عودة وأوشك على السقوط الكامل لهذا نحتاج للدعم والتشجيع والتنازل والوقوف معا لتخطى تلك العقبة والاستمرار فى طريق العدالة والاستقرار والتنمية . على الجميع حكومة ومعارضة عدم فرض شروط لانهم لا يمثلون الشعب ولكن خدمتهم الظروف ليصبحوا فوق الشعب ودعمهم الاعلام الداخلى والخارجى ليكون منهم كثبان رملية تخيفك بشكلها ولكنها أجبن من النعامة أمام العواصف الشعبية . يكفى تكرار الاجتماعات والاتفاقيات الفردية او فصيلية والترضيات ويكفى أن عدتم عدنا لنعيد عودتنا مع فصيل او حزب معارض مره أخرى . لكن الشعب يقول إن عدتم عدنا ليذكركم بأنتفاضة إبريل وأكتوبر ولا تفسروا صمته هو جبنا أو فقرا أو إنهاكا ولكن صبره حفاظا على الوطن والدماء…