أبرز العناوينتحقيقات وتقارير

المجاعة في السودان .. حقيقة أم اجندة سياسية وتقارير منظمات؟


توقعت تقارير صادرة عن منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي، الأسبوع الماضي، أن يعاني (18 ) مليون من الجوع من جملة (40) مليون سوداني، أي أن نحو( 50 %) من المواطنين مهددون بالجوع، بينما استبعد مسؤولون بوزارة الزراعة وخبراء زراعيون واقتصاديون، حدوث مجاعة في السودان لما يتمتع به من إمكانيات زراعية هائلة تقدر بنحو (200) مليون فدان زراعي، مع وجود عدد من الأنهار والمياه الجوفية والأمطار الموسمية، فضلا عن نجاح الموسم الزراعي هذا العام وتحقيق إنتاجية عالية من الحبوب الغذائية خاصة القمح والذرة.

وكانت التقارير الأممية، قد أرجعت هذه التوقعات بحدوث مجاعة إلى الظروف الاقتصادية والسياسية التي تعيشها البلاد، بينما وصف خبراء اقتصاديون وزراعيون ومسؤولون حكوميون تقارير المنظمات الدولية عن وجود مجاعة بالسودان، بأنها غير صحيحة، وانما هي تقارير ذات أغراض سياسية، واستبعدوا حدوث مجاعة بالسودان، وانما هنالك عجز في قدرة المواطن السوداني علي شراء احتياجاته الأساسية بسبب تطبيق وصفات صندوق النقد الدولي القاسية ورفع الدعم عن السلع الأساسية خاصة المحروقات والغاز والدقيق والقمح وتحرير سعر صرف الجنيه السوداني وزيادة اسعار الكهرباء والرسوم والضرائب مما زاد معاناة الشعب السوداني.

استبعاد حدوث مجاعة
واستبعد المهندس عمار حسن بشير مسؤول ادارة الأمن الغذائي بوزارة الزراعة، حدوث مجاعة بالسودان.

ووصف عمار توقعات المنظمات بحدوث مجاعة في السودان في شهر سبتمبر المقبل، بأنها تقارير منظمات لها اغراض وأجندة. واضاف عمار: لا استطيع القول ان الأمر سيصل مرحلة المجاعة ونحن الآن لدينا وفرة وليست مجاعة ، كما أن الإنتاج يتطلب من الدولة زيادة المساحة وتكثيف الإنتاج الزراعي بشقيه، وبناء مخزون استراتيجي للدولة بصورة سليمة لتامين الغذاء عبر وجود هيئة مستقلة ذات صلاحيات لبناء مخزون استراتيجي بصورة تضاهي الأجهزة الإقليمية لتخزين المواد الغذائية.

تقارير منظمات تحمل أجندة
وفي السياق ذاته وصف دكتور محمد الناير الخبير الاقتصادي التوقعات بحدوث مجاعة بأنها تقارير منظمات وتحمل أجندة سياسية، وهي تقارير غير دقيقة.

واضاف دكتور الناير : لن تحدث مجاعة بالسودان، ولكن قد يعجز المواطن عن شراء احتياجاته نتيجة لتطبيق وصفات صندوق النقد الدولي القاسية التي زادت الغلاء المعيشي والمعاناة علي المواطنين وزادت الفقر والتضخم وأقعدت قطاعات الإنتاج المحلي..

استهلاك القمح
وأوضح دكتور الناير، أن السودان ينتج نحو 600 إلى 700 ألف طن من القمح ويستهلك نحو مليونين ونصف المليون طن من القمح في العام، وكان يسدّ الفجوة باستيراد القمح من الخارج، من روسيا وأوكرانيا وغيرها.

ويرى الناير أن قضية تامين الغذاء تتطلب تكوين غرفة عمليات وفريق عمل يدير الأزمة ويؤمّن للبلاد احتياطات مقدرة، خصوصاً أن الأزمة الروسية – الأوكرانية غير معلوم متى ستنتهي.
القدرة علي انتاج الغذاء

وفي السياق نفسه يري محمد عثمان السباعي الخبير الزراعي، أن السودان قادر على إنتاج وتأمين غذائه، ولن تحدث مجاعة.

واضاف السباعي: ينبغي ان نحسن استغلال مواردنا الزراعية بتوفير المدخلات والري واذا كانت الدولة عاجزة فلتفتح المجال واسعا للقطاع الخاص الوطنى الأجنبي لإقامة شراكة مع المزارعين في الجزيرة وحلفا والنيل الابيض، وتشجيع الاستثمار القائم الان في الاقليم الشمال، والتوسع في القمح الخريفي وهو لا يحتاج لبنيات ري اى او اسمدة وقد حقق نجاحا مقدرا في شمال وشرق وجنوب دارفور ايام وزير الزراعة الأسبق بروفسور احمد علي جنيف ، والان جربه بعض مزارعي الشمالية كقمح صيفي برعاية البحوث وانتج مابين( نصف طن الي طن للفدان).

التنوع في انتاج الحبوب
ونوه السباعي ، الي أن السودان متنوع في انتاج الحبوب الغذائية غير (القمح مطري او مروي) ، ينتج الذرة غذاء السودان، ويمكن التركيز على ذلك من اجل الامن الغذائي والمخزون الاستراتيجي ولو علي حساب مساحات القطن وهو ماحدث ايام الانقاذ الاولي، تفاديا للحصار.

تقرير: ST