ما يحدث يوم 30 يونيو القادم في السودان هو (..)
⭕ الناس الرِكبوا الطرورة !
الحشرة عندما تطير بقوة نحو ضوء النار وتموت يعني أنها ركبت الطرورة ، قال شاعر قديم : ألقاه في اليم مكتوفا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء يعني أن الذي ألقاه أركبه الطرورة ، إبن سيدنا نوح عليه السلام الذي وصفه الله سبحانه تعالي بأنه عمل غير صالح عندما قال لنوح عليه السلام : سااوي إلي جبل يعصمني من الماء وهلك يعني أنه ركب الطرورة من تلقاء نفسه وهذا هو (جزاء ركوب الراس) ، ( الناس الركبوا الطرورة ) هي اسم مسرحية ألفها الكاتب المسرحي السوداني ذالفقار حسن عدلان واخرجها الرائع قاسم أبو زيد عام ١٩٩٣ ولم تقدم في المسرح القومي لأنها منعت لأسباب سياسية وجاء إليها عدد من الجمهور آنذاك يعني أن الكاتب والممثلين والجمهور ركبوا الطرورة في مسرحية ( الناس الركبوا الطرورة )
اما الذين يركبون الطرورة من السياسين في هذه البلاد والذين يساقون إليها ما أكثرهم ، حمدوك ومن معه من الناشطين اركبوا هذه البلاد الطرورة وأخيرا من تلقاء نفسه ذهب وركبها فاشلا ، فولكر يركب الآن فيها ومعه من يتحاورون ، وأكبر طرورة ركبها الشعب السوداني هو تصفيقه ودعمه للثورة التي ظن أن فيها الخلاص لكنه الآن ايقن تماما أنه ركب الطرورة بعد أن عرف أنها سرقت منه
ما يحدث في الثلاثين من يونيو القادم هو تكرار قديم تعود عليه الشعب السوداني وفيلم قديم مكرر أبطاله أشخاص مكررون ومخرجه واحد ومنتجه معروف والذي ينفق عليه معروف ، مشهده عبارة عن تجمع مئات من المأجورين في نقاط مختلفة يظنون أنهم سوف يدكون حصون الإنقلابيين كما يصفونهم عبر وصولهم إلي باحة القصر الجمهوري ، يدعون أنها سلمية لكنها تتحول إلى هتافات وخراب وقذف بالحجارة تجاه القوات النظامية ويتم الرد من قبلها ويحدث الخراب والقتل وتظهر بيانات لجنة أطباء السودان الهلامية في الميديا وبعدها يولون الأدبار ويقولون أنهم أعلنوا إنتهاء الموكب ولم ينجزوا شيئا غير أنهم ركبوا الطرورة وظلوا يركبونها كل مرة ولا جديد يذكر بل ماض يعاد !!
أكبر طرورة سياسية ركبتها قحت المركزية ومن شايعها هي اللاءات الثلاثة التي إتخذوها مسلكا ظاهريا لكن باطنا هي (نَعَمات) وليس لاءات والشاهد علي ذلك جلوسهم تارة جماعات مع المكون العسكري وتارة أفراد ، هؤلاء لا إتجاه لهم ولا عهد لهم ولا صدق لهم ، هم دائما يتوخون المداهنة والذهاب خلف السراب وهم عطشي ويظنون أنه ماء ، المنحي الذي اتخذوه من قبل هو قيادة هذه البلاد ( بالدقداق) و(الطفشان) بالخلاء دون دليل ولا مقصد
أكبر طرورة أخري ركبها الشعب السوداني هو مايسمي بالفترة الإنتقالية التي لم تحقق ما يتمناه الشعب السوداني من حرية وسلام وعدالة ورفاهية لم يتحقق شيئا من هذه المستحقات ولم يصل الشعب السوداني إلي وزن قطميرا منها ، أسوأ حكم مدني مر علي هذه البلاد في عهدهم والآن يسعون بكل ما أتوا من قوة إعادته مرة ثانية
أقولها : فولكر ومن معه يركبون الطرورة !! ، والذين سوف يخرجون في الثلاثين من يونيو والذين دعموهم والذين يشرفون علي صناعة الآلة الإعلامية لهم والذين يدعون أبناءهم يخرجون فيها والمشاهدين لها من أمام الشاشات البلورية والشاشات التي من تحتها (الكيبورد ) كلهم سوف يركبون الطرورة وحتي انا الذي ضيعت زمني في الكتابة عن ذلك ركبت الطرورة !!.
ياسر الفادني