رأي ومقالات

الوطن تحول فعلاً إلى كوشة بفعل القلة من الشباب المنحرفين الذين يتفننون في تخريب الشوارع وتشويه وجه المدينة

بين الآيس والمرايس !
( نحن عملنا معاكم شنو يا زول، شنو العداوة والكره المبالغ فيهو دا، ياخي موتوا لا بارك الله فيكم، ولا عزاء ليكم، نستثنى القلة فيكم الشوية المؤمنين إنو الشباب ديل ياهم المستقبل، إنتو كلكم جيل ما نافع قضيتوها شراب مرايس وغنا حقيبة وطرب وكلام فارغ عملتو شنو انتو، إذا كان إنتو أفضل مننا كان لقينا وطن، كان لقينا بلد، مش كان لقينا سجم وكوشة، أي واحد مهتم بي نفسو ومهتم ببراءتو يقول ليك الجيل جيل صعاليك، الجيل الصعلوك دا صعلوك ولا ضارب ولا شماشي ولا ما نافع هو المستقبل، إنت اللي حتموت ما فايت ليك عشرة سنين، ليه دايرين تعملوا شرخ بيننا وبينكم ؟ )
◾️ أولاً وقبل كل شئ لا يوجد من الكبار من يصفون جيل الشباب بكامله بأنه جيل صعاليك، بالعكس مجادلتهم تقوم بالأساس على أن الأقلية المنحرفة لا تمثل الشباب، ولا الشعب، ولا يجوز مساعدتها لاختطاف اسم الشباب وتمثيلهم والنطق باسمهم ..
◾️ من مفارقات هذا الحديث، على ما فيه من لامسؤولية، أنه يقر بالحقيقة ويعترف بأنهم أقلية أؤلئك “الكبار” الذين يساندون ( الصعاليك، والضارببين، والشماشة، والما نافعين ) ويرون، مع هذا الشاب، أنهم المستقبل . وهؤلاء ينتمون إلى الأقليات السياسية الفقيرة جماهيرياً والباحثة عن حاضنة شعبية من قاع المجتمع ..
◾️ المفارقة الثانية أن هؤلاء القلة الذين يستثنيهم هذا الشاب من تمني الموت هم بالذات الذين ينطبق عليهم قوله ( قضيتوها شراب مرايس وغنا حقيبة وطرب وكلام فارغ ) خاصةً الذين لم يتوبوا من الشراب بعد، أو تركوه خجلاً ومجاراةً للمجتمع، أو بسبب المرض وعامل السن، لكنهم يتعايشون مع فكرة التعاطي ومع المتعاطين، وخاصةً الذين عملوا بعد وصولهم إلى السلطة على عودة المرايس واختاروا وزير عدل بمواصفات خاصة للقيام بهذه المهمة والمهمات الشبيهة، فهجوم هذا الشاب على هؤلاء هو في الحقيقة حرب في غير عدو ..
🔳 لا يمكن اعتبار الانتقال من المرايس والعرقي إلى السلسيون والآيس والبنقو والكبتاجون وغيرها من مستجدات التعاطي عند القلة المنحرفة من الشباب، لا يمكن اعتباره تطوراً يعطي أفضلية للمنحرفين الجدد، وكذلك أغاني الراستات لا يمكن اعتبارها تطوراً للأفضل من الحقيبة ..
🔳 الموت سبيل الأولين والآخرين، وليس في اقتراب أحد منه ما يعيبه، ولذلك لا يصلح كموضوع للسجال بقدر ما يكشف عن الحقد والشذوذ والكراهية المدمرة، ثم إن الموت لن يستثني الأقلية من الكبار التي يستثنيها هذا الشاب، ستموت هي أيضاً، وسيظل الصعاليك أقلية وسط الكبار والشباب حين يكبر الأغلبية من الشباب الصالحين وينجبون الذرية الصالحة ..
🔳 من يرفضون السلوك المنحرف يريدون الصلاح للقلة المنحرفة من الشباب، وليس في ذلك عداء، ولا في تشخيص الحالة كراهية، وهذا الشاب لم يحاول، مجرد محاولة، إثبات خطأ التشخيص وإنما ذهب مباشرة إلى القول بأن هؤلاء الشباب، كيفما كان حالهم، هم المستقبل، وهذه سفسطة فارغة وأقرب إلى التسليم بالاتهامات ولا ترقى حتى لمستوى الدفاع الضعيف ..
🔳 الوطن تحول فعلاً إلى كوشة بفعل القلة من الشباب المنحرفين الذين يتفننون في تخريب الشوارع وتشويه وجه المدينة، وفي إنتاج القمامة، ويضيفون إلى مكونات القمامة فوارغ الخمور البلدية، وفوارغ تعاطي المخدرات من حقن وغيرها، وفوارغ أخرى ترتبط بالانحرافات ..

إبراهيم عثمان