رأي ومقالات

لو قدر الله ان ينتهي السودان الي مصير سوريا واليمن وليبيا فان الجزيرة لا محالة تتحمل الوزر الاكبر في ذلك


ماتقوم به الجزيرة القطرية هل هو (موقف دولة) أم (خط قناة) ام (اجتهاد مذيعين) !!!
لكي نجيب علي هذا السؤال لابد أن نعرف موقف الدولة القطرية من التغيير الذي حدث في السودان !!

لاتنتطح عنزتان في أن الامارة القطرية كانت من ضمن امارات الخليج والجزيرة العربية /الذين قرروا في مرحلة ما/بانه يجب رحيل حكم البشير/فأوقفوا عنه الدعم وطفقوا يتفرجون علي طوابير السودانيين امام محطات الوقود/ وفي المقابل تناوبت محطاتهم الفضائية في نقل شرارة الثورة بما يشبه التسخين و التحريض

وثمة سؤال اخر يفرض نفسه/فاذا وجدنا مبررا للدور السعودي الإماراتي بحكم العداء التأريخي للاسلاميين/فمابال الدولة القطرية حاضنة الاسلاميين !!

علي الارجح إن الاشارة قد جاءت من وراء البحار/كما أن القفز مبكرا من السفينة الغارقة يمكن أن يضمن لك موطئ قدم في مقبل الايام/فتزاحمت الاجندات عند ملتقي النيلين بالخرطوم /بيد أن هنالك مجموعة ظروف قد خدمت الدور الاماراتي في السودان …

لم يستسلم القطريون /إلا أن صدمتهم كانت بالغة لما اعيدت طائرتهم من المجال الجوي السوداني/بحجة انه لم يكن هنالك ترتيب مسبق لزيارة الوفد القطري !!

غير ان ذلك كان بمثابة ورقة اضافية من الحكام الجدد للامارات /وهم بذلك كما لو انهم يبعدون عن انفسهم اي انتماء اسلامي وصلة باخوان قطر/فضلا عن أن ابوظي كانت الاجدر في تقديم النظام الجديد لواشنطن والغرب

تزامن وصول قطار الثورة السودانية إلي منصة الاحداث/ مع وصول حدة الخلاف الاماراتي القطري الي اوجه/لدرجة اذا اردت ان تعرف موقف الدوحة من اي قضية فانظر اين تقف ابوظبي/فهي علي النقيض تماما/والعكس صحيح/ في تلك الفترة كان من المستحيل ان تجمع بين الاختين/الدوخة وابوظبي

بالمناسبة.. نحن قد مشينا مع ابوظبي الي مشارف التطبيع/ومشيناها خطي/فرضت/علينا ومن كتبت عليه خطي مشاها .. وكانت النتيجة كالمنبته/فلا ارضا قطعنا ولا ظهرا ابقينا/فلماذا و”الحال هذه” لانعيد ترتيب الاوراق من جديد حسب المصلحة الوطنية العليا للبلاد !!

نعود لموضوعنا /فلهذا وذاك/قد اطلقت قطر يد برامج قناة الجزيرة/سيما الجزيرة مباشر ومديرها المصري احمد طه الذي تخصص وتفنن في تقديم الشأن السوداني بأسوأ برمجة تلفزيونية منحازة ومتطرفة/ أحدثت جرحا داميا بين فئات المجتمع وزادت من هوة التباعد بين الاطراف/ والحقت ضررا بالغا بالامن القومي السوداني/ ولو قدر الله ان ينتهي السودان الي مصير سوريا واليمن وليبيا فان الجزيرة لا محالة تتحمل الوزر الاكبر في ذلك …

وعليه/ لا يستطيع مذيع ان يتخطي (خط القناة) ولاتستطيع القناة ان تتخطي (خطوط الدولة الحمراء) .. سيما بعد انكشاف قناع حرية الرأي والراي الاخر./ فقد حرقت حيادية ومهنية الجزيرة علي اعتاب (الايطارات المحروقة) .. وتحطمت رمزيتها مع تحطم ارصفة المدينة المنكوبة/ عندما تحولت الجزيرة من مجرد اداة لنقل الحدث /الي أدوات صناعة الحدث(المحرقة) .. وحسبنا الله ونعم الوكيل

ابشر الماحي الصائم
ابشر الماحي