مقالات متنوعة

احمد يوسف التاي يكتب: مسلسل اللعبات القردية

حركة جيش تحرير السودان: الطريق الأوحد الذي يقود السودان نحو المستقبل هو إسقاط الإنقلاب..

تحت هذا العنوان قالت حركة جيش تحرير السودان في بيان لها أمس ، إنّ مشروع التسوية الذي تقوده بعض القوي الداخلية والإقليمية والدولية لإعادة إنتاج الشراكة والإجهاز على الثورة وأهدافها، مرفوض جملةً وتفصيلاً.

وأضافت، أن الطريق الأوحد الذي يقود السودان نحو المستقبل والسلام العادل والشامل والمستدام هو إسقاط الانقلاب ووأد طموحات الصفوة السياسية التي تقتات على مُعاناة الشعب وعذاباته.

وناشدت الحركة، أصدقاء السودان حول العالم لدعم الثورة السودانية والضغط على الانقلابيين وفرض عقوبات شخصية عليهم..

(2)

الموقف الذي اعلنته حركة عبد الواحد في بيانها وهو دعم الثورة وحث المجتمع الدولي لإسقاط الإنقلاب، هو نفس الموقف الذي أعلنه عبد العزيز الحلو أكثر من مرة ، وهو دعم الثورة والوقوف خلفها لإسقاط الانقلاب..هذا الموقف اشبه بكلمة الحق التي يراد بها باطلاً.. وهو موقف انتهازي تلجأ إليه الحركات المسلحة لتحقيق أجندتها من خلال امتطاء جواد الثورة الأسرع الذي اوصل كل من مناوي وجبريل، وعقار والهادي وحجر لمبتغاهم الذي عجزوا عن تحقيقه بالبندقية، ومالبثوا الا قليلا حتى تنكروا لذات الجواد الوفي، الذي اجلسهم على الكراسي الوثيرة ونبذوه وراءهم ظهرياً..فهل يريد الحلو وعبد الواحد تكرار السيناريو الذي بدأه قرنق مع التجمع المعارض على باب غرفة التفاوض بنيفاشا؟ وهو نفس أبيات الشعر التي يغازل بها الحلو الآن الحزبين الاتحادي والشيوعي..

(3)

بالقاء نظرة فاحصة تأخذ في الاعتبار المواقف التاكتيكية التي ظلت تتعامل بها المعارضة المسلحة من أيام حركة قرنق مع القوى السياسية المدنية في البلاد يدرك المراقب السياسي النظرة الانتهازية، واللعبة التي بدأها قرنق مع حلفائه في التجمع الوطني الديمقراطي المعارض، الذي استقوى به قرنق واستفاد من علاقاته الدولية والإقليمية، وامتطى جواده حتى وصل به محطة نيفاشا، فربط (الجواد الوفي) على باب غرفة التفاوض بنيفاشا ودخل وحده، وترك (الجواد الوفي) قائماً عليها يقبض الريح، وما حدث في جوبا كان تكرارا لماحدث في نيفاشا، من ضرب العزلة على الحلفاء …

(4)

ظلت المعارضة المسلحة من ايام الحركة الشعبية بزعامة قرنق، تتعامل مع القوى السياسية المدنية في إطار التحالفات بشكل تاكتيكي لتحقيق الوصول للسلطة والمواقع، وقد فعلها قرنق مع التجمع،فما ان حانت لحظة القسمة والمحاصصة تنكر لحلفائه، وفعلتها حركات سلام جوبا مع قوى الحرية والتغيير، ويتوق الآن عبد الواحد والحلو لتكرارها، لأن المعارضة المسلحة سابقا ولاحقا قائمة على فكرة محاربة وهم اسمه النخب النيلية، والجلابة ونحو ذلك، لذلك نظرة التحالف لن تكون استراتيحية قومية بأية حال من الأحوال..اللهم هذا قسمي فيما أملك.. نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.

صحيفة الانتباهة