يوسف السندي يكتب.. الانتهازيون والغافلون
في بسالة نادرة يموت الشباب السوداني في الطرقات من أجل سودان الحرية والمساواة، وفي نفس الوقت تجد هناك من يتهكم عليهم!!
الذي يتهكم اما انه فلولي وصاحب منفعة من بقاء نظام القهر والقتل هذا، أو شخص لا يدري ماهي فوائد الحرية والمساواة والعدالة التي يموت من أجلها هؤلاء الشباب.
النموذج الأول الاردولي الفلولي الانتهازي، هذه نماذج يهمها ملء (كرشها ) قبل أي كرامة او نخوة، وهي احط نماذج البشرية ولا فرق بينها والقتلة والطغاة، وهؤلاء يظهرون في عهد الفتن، ويتسلطون على الناس في عهود الظلام والانحطاط.
هذه النماذج التي يمثلها اردول والتوم هجو وجبريل ومن لف لفهم، كلما ارتقت في سدة السلطة كلما كان الوطن وضيعا ممزقا وفاقدا للكرامة، لذلك دوما يسجل التاريخ ازمانهم باعتبارها ازمان انحطاط وفشل وتدهور، يعاني فيها الوطن من ويلات الظلم والارهاب والحروب، وتتفشى فيه أمراض الفساد والجهل والتدهور الصحي والتعليمي، ويصبح الاقتصاد في اسوا اوضاعه، ويتدهور سجل الدولة في حقوق الانسان وفي السعادة والسلام والرفاهية، وتتحول البلاد إلى مقبرة وسجن كبير.
هذا العهد هو ما حدث في عهد البشير وما يحدث الان في عهد انقلاب البرهان وحميدتي ومن معهما من الفلول والانتهازيين، وهو عهد اذا لم ينته، فان تطور ونهضة السودان ستكون من سابع المستحيلات.
النموذج الثاني هو نموذج الذين لا يعلمون ماهي فائدة الحرية والعدالة والمساواة، وهؤلاء في غفلة غريبة، ابسط مثال يمكن أن يقدم لهم هو هذه الاسئلة، إذا منعك شخص ما من الحديث او المشي في الطرقات هل ستكون مرتاحا؟! إذا سطى سارق مسلح على منزلك هل ستتركه؟! إذا أخذ رجل مالك عنوة هل ستتركه؟ إذا شكوت ظالما إلى المحكمة ولم تجد العدل هل ستكون سعيدا؟!
الإجابة الطبيعية لكل شخص عاقل وكريم ستكون ( لا) على كل هذه الأسئلة، وهذه الأسئلة تمثل نماذج عملية لمصادرة الحرية والحقوق وعدم العدالة، وهي كلها مما يقف الانسان بطبيعته كبشر ضدها، وهو بالضبط ما يفعله الشباب في الشارع الان، فهم يثورون ضد من يصادر حريتهم وكرامتهم ويمنع عنهم العدالة والمساواة، فهل أمثال هؤلاء تافهين؟ بل هم الكرام المكرمين، وطال الزمان ام قصر سينتصرون ويعيدون لهذا الوطن كرامته المفقودة.
صحيفة التحرير