هاجر سليمان تكتب: إسقاط انقلاب ولا انتخابات
والرجل ينأى بنفسه ويتراجع نحو الأحراش ويحمل متاعه وزاده وينصبون الخيام فى تلك الولاية الواقعة على الشريط الحدودي، ثم انه اختار تلك الولاية تحديداً لانه فيها يكون بمأمن وبالقرب من عشيرته وأهله وعلى مرمى حجر ممن ناصروه ثم انه بالامكان في أي لحظة ان يدلف الى تلك الدولة التي تربطه بها صلات طيبة ولن ترفض ان يكون هو أحد أعيانها وبالله هي لاقية ؟! .
والتصرف لم يأت من فراغ فقد جاء بعد عدة تداولات واقتراحات باتخاذ قرارات ستؤلب الشعب ولن ترضي أحداً حتى من هم (جوة الجك)، ثم يتم التراجع عنها وتارة تصدح أصوات متخذي القرار باتخاذ تلك الخطوة وتارة أخرى تهمد الأصوات وعندها قرر الرجل مخارجة نفسه والنأي عن خوض غمار أي خطوة من شأنها ان تقضي على سمعته فالرجل آثر السلامة .
ورجل آخر غادر وثالث قلب الفكرة يمنة ويسرة فرأى انه ان حدث ما حدث فسيكون هو أول المغادرين واول من يطرد الى الشارع وتستقبله السخانة والغبار بالأحضان وعلى ايه الرجل كان عايش في نعيم معقولا فجأة يلقى نفسو في الشارع وهنا حاول ان يلعب لعبتين إحداها لعبة التمسك بالكرسي والأخرى لعبة اللعب على دقون الشعب المسكين فقرر ان يرتدي ثوب الحمل الوديع ويدعي البراءة ويقول اني لكم من الناصحين ثم (يضرب السكليب) ويقول للناس اطلعوا كلكم انصروا ثورتكم، معتقداً بان هنالك شخصا عاقلا سيستجيب له لكن آآآآآآه وين ياااااااااااا، وسرعان ما يتخلى الكل عن الفكرة وتقوم الثورة ولا تقعد وينقسم الثوار الى اعتصامات، فيهدأ الجماعة ظناً منهم ان تلك (الكويمات) غير مؤثرة وطالما انها خارج نطاق المواقع الاستراتيجية فهي غير مؤثرة ولا تضرهم حتى لو مضى عليها أشهر ويراهنون على ان المواطن المتضرر حتماً سيصل الى مرحلة الغبن والرفض لذلك السلوك والسعي لأخذ الحقوق باليد بالاعتداء على الصبية وفتح الشوارع حتى يتمكنوا من تسيير أحوالهم .
ما لايعلمه الجميع وما سيفاجأون به ان الخطة التالية هي اعتصام كبير يستهدف موقعاً استراتيجياً وقد يكون مطار الخرطوم فمن السهل تسلل المعتصمين من الجودة وشق طريقهم للمطار كما انه من السهل تسيير مواكب غير معلنة بالاتفاق من داخل الثوار وفجأة تتجه الحشود من ارض كل اعتصام من الاعتصامات الأربعة وتتوجه للمطار او أي مرفق هام آخر فالشعار هو (ما ينووووم ما ينووووم( .
المشهد يحوي شريحة كبيرة من المتفرجين والمغلوبين على أمرهم ويشعرون بالاستياء البالغ جراء ما وصلت اليه من اعتداءات سافرة وقتل وحرق ولو جينا للحقيقة وقول النصيحة الكل غلطان ماكان ينبغي ان يقتل الثوار فقط لانهم تظاهروا ولكن الدلائل تشير الى ان متفلتين تشاكسوا واستفزوا العسكر واعتدوا قاصدين وتفلتوا رغم توجيهات لجان المقاومة وقادة الثورة بالسلمية وعدم التحرش وفي الآخر الكل غلطان وين المطاطي البيكسر العظم بدل القتل والسحل وسفك الدماء المحرمة شرعاً.
وما ننسى شيطان بدر القاعد بعيد ويصفق ويشجع في الموت والسحل ويؤلب الطرفين ضد بعضهما البعض ليكسب هو حفنة دولارات تمكنه من احتساء الويسكي بمزاااااج وإرسال الدولارات لأسرته الكادحة لتتمكن من شراء خروف العيد بالله انت مسكين مسكنة …
صحيفة الانتباهة