مقالات متنوعة

صباح محمد الحسن تكتب: البديل لخطاب التنحي !!


قدم الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس الإنقلابي خطاباً أجوفاً فارغاً، يكشف مدى حجم الإرتباك في المؤسسة العسكرية الذي ظهر واضحاً وجلياً في تفاصيل الخطاب الذي ماكان يحتاج الى ان يخرج البرهان على التلفزيون فقط ليحدث شعبه عن إنسحابهم من الآلية الثلاثية ، فالمجلس العسكري عبر مكتبه الإعلامي كان يصدر بياناً للناس يقول فيه انه انسحب من الآلية الثلاثية. ويواصل البرهان إسلوب المراوغة ويتحدث عن أنه وبعد تشكيل الحكومة التنفيذية سيتم حل مجلس السيادة ، وتشكيل مجلس أعلى للقوات المسلحة من القوات المسلحة والدعم السريع يتولى القيادة العليا للقوات النظامية ويكون مسئولاً عن مهام الأمن والدفاع وما يتعلق بها من مسئوليات تستكمــــل مهامــــــــه بالإتفـــــــاق مـــــــــع الحكومــــــة التــــي يتـــــم تشكيلهــا، وهذا ماحذرنا منه بالأمس القريب انه وحتى لو قام البرهان بتسليم الحكومة للمدنيين ، يجب ان نكون أكثر حذراً مما يسمى باللجان والمجالس العليا للامن والدفاع او مشابه ذلك ، فالبرهان وبعد ان يتم تشكيل حكومة تنفيذية (سيطل عليكم) من نافذة مجلس الأمن والدفاع ويتشاور مع الحكومة التنفيذية ويتفق معها. لكن الأهم من ذلك بكثير من الذي سيشكل هذه الحكومة التنفيذية هل هي قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي، ام قحت مجموعة الميثاق الوطني ، ام لجان المقاومة التي بدأت في تكوين مجلس ثوري ، ام ان البرهان يقصد حزب المؤتمر الوطني، فالمدنيون (خشم بيوت) ، فالفريق تعمد تجاوز القوى الثورية والسياسية الداعية للتغيير ورمى بالحديث ليلائم كل المكونات السياسية بما فيها الفلول. ويواصل: (تشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلة تتولى إكمال مطلوبات الفترة الإنتقالية وعليه آمل أن تُنخرط هذه القوى في حوار فوري و جاد يمُكن من إبعاد شبح المهددات الوجودية للدولة السودانية ويعيد الجميع إلى مسـار التحول والإنتقال الديمقراطـي وهنا يفوت على البرهان او انه يدرك انه أكبر شبح وجودي يهدد عملية التحول الديمقراطي. لذلك ان خطاب الأمس جاء بديلاً لخطاب التنحي الذي كان يجب ان يقدمه البرهان ، وكتب بحبر خارجي خضع فيه الجنرال لتأثيرات وضغوط خارجية، وان جهات بعينها حالت دون الخطاب الأصل، سيما ان الفريق البرهان هو الرجل المفضل لعدد من الدول التي يحقق وجوده على سدة الحكم لها الكثير من المصالح او ( كل المصالح). وذكرنا بالأمس نصاً (أن الأبواب المغلقة الآن التي تدرس خيار الرحيل او الرحيل ، يجب ان لاتخدعنا بحفنة من الأمنيات وتهبنا أنصاف الحلول). وخرج البرهان ومنحنا خدعة كاملة وزيرو من الحلول ، فالمكر السياسي بلسان عسكري لا حدود له. لكن ما يهم القارئ الكريم أن الخطاب افضل مافيه أن الجنرال أقر واعترف وبرهن ان ثورة ديسمبر المجيدة ضيقت عليه الخناق وان مواكب ٣٠ يونيو نجحت نجاحاً باهراً، بإعتراف المؤسسة العسكرية التي أكدت انها الآن تبحث عن مخرج، حتى وان لم تنجح في اختيار البوابات المخصصة للخروج ، فقائد الجيش بالأمس في اول ظهور له بعد مجزرة الثلاثين من يونيو ، كشف عن ما يعانيه من ضغوط وأزمات مستعصية، لخصها كلها في هذا الخطاب ( اللقيط) فالرجل يريد الانسحاب من المشهد السياسي ولا يعلن الانسحاب ويريد المشاركة في الحكم ويعلن انسحابه من الآلية، يقتل الثوار من قبل شرطته وجهاز أمنه ويعلن عن لجنة تحقيق لتقديم الجناة لمحكمة عادلة، يقول انه يسعى لحماية التحول الديمقراطي ومكتسبات الثورة ولا يقدم تنازلاً لأجل ذلك، كل مافي الأمر أن البرهان الآن يعيش حالة إضطراب وتوتر سياسي، قد تجعله يخرج في ظهور آخر ينسف هذا الخطاب المشوه او يعود للآلية في اول إجتماع !! . طيف أخير الاعتصام الطريق الأقصر لتحقيق الأهداف.. أسود البراري تتأهب

صحيفة الجريدة