مقالات متنوعة

صبري محمد علي (العيكورة) يكتب: هذه صفات (سمسار الخرفان)

عزيزي المُضحي تقبل الله منا ومنكم قربتكم الى الله وانتم تؤدون هذه الشعيرة العظيمة (الاضحية) وكمتلازمة (ما حلوة) من متلازمات الشخصية السودانية

والمؤسفة هى ظهور (السماسرة) هذه الأيام وأعتقد اننى سأكون مجافياً للحقيقة إن قلت لك إن ثلثى السودانيين يمتهنون السمسرة وبدرجات متفاوتة وحسب الموسم يتغير نشاط السمسار !

قول ليّ كيف ؟

هل حصل ان اشتريت عربة او قطعة ارض او مزرعة او حتى عفش مستعمل بلا (سمسار) ؟ ومن المبكيات ان المشترى هو من يبحث عن (السيد السمسار) بحكم قناعة متوارثة انه صاحب خبرة و (بفهم في الحاجة دى) أي أننا نشجعها من حيث لا ندري.

و(طبعاً) كل سماسرة في مجال عملهم لهم (عدة شغل) حا تقول لى عدة شنو ؟ أقول ليك أنا

العدة يا صاحبى غير اللسان الحلو لها ما يكملها كنوع الجلاليب (الما خمج) والشالات والطواقي المطرزة و (العجب) كان جابت ليها شوية (إنقليزي) .ولهم من المبالغات ما يجعلك تشكك في علماء صناعة السيارات بكوريا واليابان وممكن بكل بساطة (يطلعوهم ليك أغبياء) لانهم وضعوا (رولمان بلي) في غير مكانه وزد على ذلك من حكاية الوضوء من عادم السيارة والفرملة (أبو الشهيق) .

أما سماسرة الأراضي فهؤلاء في الغالب (متخصصين) مغتربين ويطرقون بشدة على مسألة الأمان والتخويف بقصص اللصوص والسرقات ونقص الخدمات الاساسية حتى يستدرجوا ضحيتهم لشراء ما يريدون باعتبار ان المغترب ( زول كيشة و ما عارف حاجة) !

(واحدين كده) من السماسرة بتاعين كلو تجدهم داخل برندات الدكاكين وعيونهم جاحظة البريق ديل الواحد ما بكون عارف ذاتو طلع لشنو المهم طالع السوق وخلاس . فهؤلاء يسألون كل رائح او غادٍ عن ضالته وبين هذا المسكين وصاحب البضاعة يتطفلون على جيوب المساكين ولن يستنكف ان يرمي لك يمين الطلاق المغلظة بأنه لو لا مجهوده لما ابتاعك لك الرجل بضاعته .

إذاً نحن بالسودان (نهوى اوطانّا) ولكننا لا نحسن المحافظة على هذا الهوى ونعشق (بعزقة الفلوس) تحت ذريعة (ريح راسك) وشوف ليك واحد ارقعه ! قال لى ابني ان اسمها اصبح (الكسرة) بفتح جميع الحروف . (لا حول ولا قوه إلا بالله) يعنى فتح جميع الحروف افهم منه ان الدفع قد يكون بلا حدود .

(لا وكمان) في واحدين معاشيين او من ذوي الحظوة الاسرية مع مسؤول (ابجيقة كده) النوع البعاين ليك من أعلى النظارة داك . فهؤلاء تجدهم يتحاومون خارج مجمعات خدمات الجمهور او ترخيص المركبات والفحص الآلي أو مصلحة الاراضى او الكهرباء او المياه و (النوع ده في الغالب) يكون وجيهاً يرتدى السفاري والنظارة وعادة بعمل فيها ما شايفك و (مشغوول) ف (برسل ليك واحد تاني) يسألك عن غرضك ثم يشير لك ناحية بتاع (السفاري) باصبعه قائلاً شفتا الزول داااك ؟ بشتغل ليك الشغلة دي وحقها كدا في اللحظة دي بتاع السفاري بعمل فيها ما شايفكم (خااالس) وقد يتظاهر بالرد على (الموبايل) وكده .

(طيب) نجي لحبايبنا الحلوين سماسرة الخرفان اولاً هم متواضعو التعليم عادة ويمتازون بالبساطة والطيبة الزائدة فهؤلاء ليس لديهم من علم (الاوتوكيت) والهندام نصيب . فمجرد وقوفك امام (دكة) الخراف (بجي منقطع بيناتكم تووش) ويبدأ يلاقف الكلام بينك وبين البائع و(اللى هو) في الغالب أحد أقاربه والشبه ظاااهر (وركزوا لى) في الحتة بتاعت الشنب والصديري وتقاطيع الوجه فاول سؤال يبتدرك به (قال لك بى كم)؟ . فالناس ديل ما تزعل منهم براااحة كده انسحب وقل للبائع (خليت الخروف) فسيسعى بنفسه يسترضيك للعودة .

لكن برضو فى بعض السماسرة من الذين دخلوا (البندر) منذ فترة سواء أكان لديهم محل ملابس في السوق الشعبي او بقالة داخل حى ! فهؤلاء شوية كده اتعلموا الظرافة ! قول ليّ كيف ؟

فمجرد تمسك خروف وتبدأ في (جس) ضهرو و اللا ضنبو طوالى يبدأ يمتدح في ذوقك وخيارك ويثمن عالياً (خبرتك الخرفانية) لممن تصدق ! ياخ ده لو لسانو حلو شوية بطلعك زى (البروف) محمد عبد الله الريح فالحذر الحذر من مثل هذا (طوااالى) اترك الشراء وشوف ليك واحد تاني .

(طيب) نجي لموضوع عربة وهندام المشتري ! دي برضو عندها فهم عند سمسار الغنم ! فحاول ان تدخل السوق راجلاً حافياً أغبشاً بقدر الإمكان فالمليس هنا سيكلفك (بالميييت كده) عشرين باكو زيادة .

عزيزي المضحى عزيزي صاحب الخراف لا تدعوا للسمسار فرجة بينكم واستووا في بيعكم وشرائكم وحاربوا هذه الطبقة الطفيلية التي لا دم لها ولا إحساس ولو أن الامر بيدى لحرمته بالقانون !

قبل ما أنسى : ـــ

اناشد السلطات المختصة بكل ولايات السودان والخرطوم والجزيرة بصفة خاصة ان ينتبهوا لظاهرة (الاختفاء المفاجئ) للخراف قبل ساعات من العيد ونقلها خارج أماكن تجمعها المعروفة لتباع بأضعاف مضاعفة .

والنداء نخص به حماية المستهلك والامن الاقتصادي بجهاز المخابرات الوطني والشرطة وكل الجهات ذات العلاقة .

ولتعلم أنت عزيزي المضحي أن امامكم ثلاثة أيام بعد يوم العيد بإمكانكم الاضحية خلالها .

صحيفة الانتباهة