مقالات متنوعة

يوسف السندي يكتب.. خطاب البرهان


خطاب البرهان بالأمس لم يضف اي شيء جديد، بل أكد مجددا لكل عاقل وحصيف ان المجلس العسكري الانقلابي باق وأن الانقلاب باق ويتمدد.

الخطاب يوضح ان هذا الرجل في وادي والثوار في وادي اخر تماما، وأن ارتقاء اكثر من مئة شهيد والاف المعتقلين وتعطل حياة الناس والنهب والسلب الذي يجري في البلاد لم يزده الا اصرارا على مواصلة التحكم في السلطة رغما عن أنف الشعب.

الثوار يقولون للبرهان وقالوها من قبل للبشير والنميري وعبود ( تسقط بس) فيرد عليهم البرهان بقرارت إلتفافية مثل رد سابقيه من الطغاة وكان الثورة لم تندلع!!!

يصر البرهان على إقحام الجيش في السياسة وعلى سيطرة المؤسسة العسكرية على الحكم والوصاية على الشعب، وهذا وضع لن يقود البلاد إلى أي تقدم، بل سيحط من قيمة السودان ومن تطوره، يكفي ان البلاد حكمت عسكريا لمدة ٥٥ سنة من عمر السودان المستقل البالغ ٦٦ سنة فاوردته الهلاك، فلماذا تصر المؤسسة العسكرية على حكم هذا البلد إلى الابد؟!!!

الاجيال الجديدة تريد حكم مدني، من أراد من العسكر إن يشارك في السلطة فليخلع بزته العسكرية، غير ذلك لا قانون القوات المسلحة يجيز للجيش وافراده العمل السياسي، لا الفطرة والمنطق والعقل السليم.

الطريق الصحيح لحل ازمة السودان هو خروج الجيش تماما من السياسة، واكتفاءه بدوره الوظيفي المعروف في حماية البلاد، وعلى المدنيين ان يشكلوا حكومتهم المدنية الانتقالية وبنهايتها قيام الانتخابات الحرة.

كيف يشكل المدنيون حكومتهم الانتقالية؟ تختار لجان المقاومة كفاءة وطنية لشغل منصب رئيس الوزراء ثم عليه اختيار كفاءات وطنية مستقلة لشغل بقية مناصب الوزراء بالتشاور مع اللجان، على ان تتفرغ الاحزاب السياسية للاستعداد للانتخابات، مع مشاركتها بنسب محدودة في المجلس التشريعي الذي يصير قوامه من شباب لجان المقاومة والمراة والمهنيين من مختلف أنحاء السودان.

فلنترك الحكم للشباب هذه المرة، فقد قدموا ما يكفي من التضحيات من أجل حلم السلطة الذي يحلمون به، ولتتأخر الاحزاب والجيش ويتقدم الشباب، على ان لا تزيد الفترة الانتقالية عن سنتين في نهايتها الانتخابات العامة التي يجب ان تقتصر على الاحزاب السياسية واستبعاد المستقلين.

صحيفة التحرير