هنادي الصديق تكتب: الشعب في مواجهة العسكر
ما زالت المطالبات مستمرة بتوحيد قوى الثورة تمهيدا لإسقاط انقلاب ٢٥ أكتوبر وإنهاء حالة الفوضى التي تشهدها الساحة السياسية والشارع السوداني ككل. المعسكر الانقلابي تجاوز قوى الثورة بخطوة، بل بخطوات، رسم خطته ويسعى في تنفيذها ما امكنه ذلك رغم الحصار المحلي والدولي الذي يضيق عليه يوما بعد يوم. تأخر إعلان الوحدة بين قوى الثورة، المستفيد الوحيد منه هو المعسكر الانقلابي الذي يتمدد قمعا وتقتيلا رغم الحصار، المجتمع الدولي يتعامل مع الازمة السودانية ببطء شديد، لم يتجاوز مرحلة التلويح و(الورورة) ولم يتقدم بخطوة ملموسة باتجاه الشارع رغم قرار الكونغرس الأمريكي يوم أمس الأول والذي أدان فيه الانقلاب العسكري وطالب العسكر بإنهائه بذات اللهجة والمفردات التي أعلنها قبل ٨ أشهر ولكنه لم يتقدم بالخطة الاقوى والأكثر تأثيرا في الشارع السوداني والقاضية بفرض العقوبات الفردية على قادة الانقلاب. قوى الثورة ليس أمامها حل آخر، والفرص متاحة أمامها اكثر من اي وقت آخر. فالقرار الأمريكي اربك حسابات الانقلابيين وأتباعهم من كيزان وحركات متمردة كما أسماها الاتحاد الأوربي، وقبله اشتد ضغط الشارع خاصة في مليونية ٣٠ يونيو التي كانت علامة فارقة في ثورة ديسمبر المجيدة، الأمر الذي جعل قادة الانقلاب ومؤيديه يهرولون الواحد تلو الاخر ناحية قبائلهم وقواتهم متحسسين اسلحتهم الخفيفة والثقيلة، ومنهم من أراد التقرب لعشيرته التي لفظته، فأطلق من هناك حمما بركانية من مفردات أراد بها كسب ودهم فارتدت عليه وبالا لتضاعف عليه لعنات الشعب وغضب حلفائه من الحركات المتمردة، ولم يستثنى من ذلك نائبه حمدان دقلو الذي يجري في مشروع استكمال مملكته الخالية من أبناء الشمال النيلي على قدم وساق. عدم استعجال قوى الثورة للوحدة وقطع الطريق أمام اطماع آل دقلو المبنية على اطماع قبلية عنصرية وكذا الحال بالنسبة لحركات التمرد المختلفة، مؤكد سيكون له مردود سيئ على البلاد بشكل عام، وسيفتح الباب واسعا للمزيد من التشظي و التحشيد القبلي والعنصري الذي انتظم السودان شمالا وشرقا وغربا، مع انطلاق دعوات خبيثة داعية إلى التسلح دفاعا عن النفس، وهي في مجملها تنفيذا لمخطط خارجي مدعوم بسند محلي، مخطط مدروس بعناية، بدا تنفيذه في اتفاقية جوبا للسلام (القشة التي قصمت ظهر بعير الفترة الانتقالية).. رغم اني إلى حد ما اتفق مع الكاتب الذي يرى انه بعد أن فشل قادة الانقلاب في إستمالة معظم الشعب بتركيبته الاجتماعية المتعددة، وبعد أن أيقن كل طرف منهم أن شريكه في الحكم ربما يغدر به علي حين غرة، توجه كل واحد منهم الي أهله ليس ليحتمي بهم ولكن لكي برسل رسالة لشركائه أنه مسنودا قبليا أو مناطقيا. لذا فكل الشواهد تحتم على الجميع التنازل عن رغبات النفس والانتصار إلى الذات وتغليب مصلحة الوطن، فلا صوت يعلو على صوت الوطن، وقطار الثورة يسع الجميع، كل الفئات العمرية لها مطلوبات وادوار تقوم بها وواجبات لا تقوم بها فئة عمرية تانية، والحديث عن إفراغ المجال وإبعاد الكل لصالح البعض والعكس لن يكون مجديا،، ولن يخدم القضية لإنجاز مهمة الجميع بإسقاط الانقلاب تماما. البلد محكومة الان بمن لا سقف أخلاقي ولا قيمي لهم، بلد تحتاج للتحرر الكامل من أعلى المؤسسات لاصغرها من فرض سيطرة قلة تحتكم للسلاح والعنف مقابل سلاح السلمية الذي يرفعه الشارع شعارا، والقلة تغلب الكثرة، فلا مجال لأي تشرذم او تناطح فيما بين مكونات الثورة، والثورة الشعبية الكاملة هي الوحيدة القادرة على مواجهة الترسانات العسكرية وهزيمة من يحتمون بها واقتلاعهم اقتلاعا من الكراسي التي يرفضون فراقها ولو أدى بقائهم بها لبحيرات من الدماء. الوحدة فقط هي التي ستنهي حالة اللا دولة الماثلة الان. # السلطة – سلطة شعب # العسكر – للثكنات # الجنجويد – ينحل
صحيفة الجريدة