محمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب: العسكر لم ينجحوا بعد انقلاب 25 أكتوبر

(1)

 كان عسكر الحكومة الانتقالية في فترة رئاسة الدكتور عبدالله حمدوك لمجلس الوزراء يتحدثون عن (فشل) الحكومة – ينتقدونها ويعارضونها ويهاجمونها .. وهم كانوا الجزء الاساسي فيها.

 سبوا (المدنيين) في كل خطاباتهم تمهيداً ليوم 25 اكتوبر.

 كانوا يتحدثون عن فشل حكومة يمسكون بكل ملفاتها ومفاتيحها ويسيطرون على كل شيء فيها.

 لقد فشلت حكومة حمدوك بسببكم.

 تحدثوا عن (الغلاء) وارتفاع الدولار وقطوعات الكهرباء ورداءة خدمة الاتصالات وسعر رطل اللبن وثمن الرغيفة.

 تحدثوا عن (التشاكس) وتهافت المدنيين على المناصب… وبرأوا انفسهم رغم انهم وصلوا الى مناصبهم بعد ارتكاب مجزرة محيط القيادة العامة التى يشرفون عليها.

 لم يجدوا حرجاً في ان يتهموا شركاء لهم في السلطة بالفساد والخيانة والتخابر لصالح دول اجنبية، فعلوا ذلك رغم الزيارات السرية والمتبادلة بينهم وبين العدو الاسرائيلي وصولاً الى مرحلة (التطبيع) التام مع اسرائيل.

 حتى (الملف الامني) الذي كانوا يشرفون عليه كلياً ويمسكون بكل صغيرة وكبيرة ردوا فشلهم فيه الى (المكون المدني) الذي يشاركوه في السلطة.

 اوهموا الشعب ان كل الازمات وكل المشاكل التى تعيش فيها البلاد السبب فيها حمدوك وحكومته.

(2)

 بعد الانقلاب على حكومة حمدوك توقفت الحياة وترست الطرق وسدت الجسور بالحاويات من قبل السلطة.

 توقف كل شيء.

 توسعت دائرة الغلاء وارتفعت وتيرة قطوعات الكهرباء وتضاعفت (المعاناة) بشكل مخيف.

 رطل اللبن اصبح بـ (250) جنيه بعد ان كانوا يتحدثون عن (50) جنيهاً سعر رطل اللبن.

 الغريب ان التفلتات الامنية والنزاعات القبلية زادت بصورة مخيفة عندما انفرد (العسكر) بالسلطة.

 حتى الملف الذي يقع تحت اشرافهم المباشر فشلوا فيه .. هل يمكن ان ينجح بعد ذلك محمد حمدان حميدتي في اللجنة الاقتصادية ؟ وهل يمكن ان يستطيعوا التغلب على الدولار وهم الملف (الامني) فشلوا فيه؟

 ماذا ننتظر منهم بعد فشلهم في ملفات اقتصادية ونظريات اكاديمية يعنى بها فقط اهل الاختصاص؟

 في بلد يوجد فيها اكثر من عشرة جيوش قالت وزارة الصحة بالنيل الازرق في اخر تقاريرها (65) قتيلاً و(192) جريحاً جرّاء الاشتباكات القبلية بالإقليم.

 ماذا تفعل الحركات المسلحة في الخرطوم وولاية النيل الازرق تنزف دماً ويصبح النيل (احمر)؟

 القيادات العسكرية مهمومون بمناصبهم وكراسيهم يخشون عليها في حال مغادرة الخرطوم.

 حكومة يحدث في عهدها كل هذا القتل والموت والتفلتات الامنية غير جديرة بالبقاء ، خاصة اذا كانت هذه الحكومة تراهن وتلعب على (الاستقرار).

 لا يوجد (فوضى) اكثر من الفوضى التى تشهدها البلاد الآن – لا شيء يمكن ان نفقده او نخشاه بعد ذلك.

 وجودكم في السلطة يمثل قمة الفوضى ويعرض استقرار البلاد الى الزوال.

 ادركوا هذه البلاد.. لو كنتم تملكون (ذرة) من الخوف على هذه البلاد لما وصلت الامور بنا الى هذا الحد.

(3)

 يبقى العشم في ان نجد عندكم شيئاً من الحس الوطني ولو كان لا يرى بالعين المجردة.

 ننتظر ذلك الوهم.

 لا نظن انكم تفتقدون الوطنية الى هذه الدرجة التى تجعلكم تضحون بالوطن كله بعد ان ضحيتم بشعبه.

 الشعب السوداني ضحى بكل شيء بما في ذلك تضحيته باستقراره .. بماذا ضحى العسكر؟

 قدم شباب السودان ارواحهم ارتالاً من الشهداء ، لم يستبقوا شيئاً من اجل الوصول للحرية والسلام والعدالة والمدنية المنتظرة.

 ماذا نطلب منهم اكثر من ذلك؟

 لا يمكن ان نطلب منهم الانكسار والتراجع والانهزام من اجل مبادئ وقيم يرفعوها من اجل الوطن.

 العسكر هم الذين يجب ان يتنازلوا ويتراجعوا ويتخلوا عن احلامهم الشخصية في سبيل احلام شعب.

 لا نطلب منكم اكثر من ان تتخلوا عن هذه (الكراسي) وتتنازلوا عنها وهي اصلاً ليس من حقكم.

 لقد تخلى الشهداء عن ارواحهم وضحى الاباء والامهات بابنائهم.

 ماذا يفعلون اكثر من ذلك؟

 ضحوا انتم بـ (الكراسي) من اجل هذا الوطن.

(4)

 بغم /

 لا شيء اقسى على الوطن من ان يفقد ابناءه بهذه الصورة المحزنة والدامية.

 سوف يسألكم الله عن هذه الدماء.

 ان كنتم لا تخافون الشعب هل انتم لا تخافون الله؟

 وكل الطرق تؤدي الى المدنية.

صحيفة الانتباهة