مقالات متنوعة

بخاري بشير يكتب: المليونيات.. وما أدراك!

كالعادة وفي أي مليونية يتم اعلانها عبر لجان المقاومة وشباب الثورة.. تقوم السلطات ممثلة في (اللجنة الأمنية) باغلاق بعض الكباري والطرق الرئيسية بالولاية.. تحسباً لانفراط الأمن أو دخول الثوار الى داخل الـ (داون تاون).. وكالعادة ايضاً يجد المواطن العادي (عنتاً ومشقة) في التنقل لا مثيل لهما؛ ولا يصيب صاحب الحاجة حاجته؛ أما المريض ربما وافاه أجله قبل أن ييسر له الله طريقاً الى المشفى أو الطبيب.. ونعلم عدداً من الحالات توفى أصحابها بسبب اغلاق الطرق.

اغلاق الطرق من المحرمات؛ حتى في الدين ؛ وأن (الطريق) للعامة لا يحق لجهة أياً كانت أن تغلقه؛ ولو كان لغرض اقامة الصلاة.. وهناك عدد كبير من السودانيين تجدهم في زحمات السير والطرقات يعانون ويسبون ويلعنون في الجميع؛ حكومة ولجان مقاومة وشرطة؛ اذ لا فرق .. فجميعهم تسبب في (اغلاق الطرق) ووقف معاش الناس وحياتهم؛ بل تعدى الأمر للتأثير السالب على (الأرزاق).. فأنت عندما تمنعني من الوصول الى مكان كتب الله لي فيه رزقاً؛ أو عندما اصل مكاني ولا أجد (زبوناً) أتعامل معه بالبيع والشراء وتبادل الخدمات.. تكون قد (قطعت رزقي).

العيب ليس في الثوار وحدهم؛ فالعيب في الحكومة كذلك؛ لأنها الجهة التي بيدها القلم؛ وهي التي تقرر غلق طريق من فتحه؛ وقفل كبري وتتريسه بالحاويات ؛ فيا لجنة الأمن بولاية الخرطوم؛ فكروا في حلول أخرى تجنبكم (فوضى المليونيات) من غير أن تشقوا على الناس بقفل الطرقات والكباري.

بالله عليكم يا (لجنة أمن الخرطوم)؛ لماذا اغلاق (شارع المطار)؟؟.. الداخل الى المطار وقلب الخرطوم من لفة الجريف؟.. لماذا تغلقون هذا الطريق (الحيوي)؛ الذي يعتبر أكبر الطرق الداخلة الى الخرطوم؟؟ واذا سألوكم ما هي الفائدة التي تجنوها من الاغلاق؛ ما ردكم؛ غير (التضييق) على الناس واتعابهم واصابتهم برهق لا حول لهم فيه ولا قوة..

كنت أقود سيارتي وانا اهم بدخول هذا الشارع منتصف نهار البارحة.. فاذا بالسيارات تتكدس عند مدخل لفة الجريف وتتجه صوب طريقين لا ثالث لهما اما يميناً الى شرق المطار وشارع عبيد ختم.. وتلك معاناة أخرى؛ أو العودة يساراً الى داخل العمارات.. وما أصعب هذا الطريق؛ حيث تكدست فيه السيارات بالطرق الفرعية والرئيسية وصولاً الى الشارع المار أمام السفارة السعودية؛ هناك عانى الناس معاناة وزحاماً.. من الذي يقف خلف هذه القرارات غير الصائبة وما الفائدة منها؟؟

المواطنون المتضررون من الاغلاق بالتضييق في الرزق؛ أو مجابهة (الموت) للمرضى .. كيف لهم أن يستعيدوا حقهم المضاع؟؟ وهل الذي مات وقضى نحبه بالمرض لأنه وجد الشارع (مغلقاً) ليس له حق في الحياة؟؟ ومن الذي يعوضه؟.. ان حقوق هؤلاء الناس التي يفتقدونها جراء هذا (التصرف الأرعن) للجنة أمن الولاية.. أو بالتصرف الطائش من شباب المقاومة والثوار عند الاغلاق بالمتاريس واللساتك المحروقة.. هذه الحقوق وتلك الأرواح في رقابكم يوم القيامة .. وهي حقوق لن تسقط.

أخطأت اللجنة الأمنية .. وأخطأ الثوار.. حيث أغلقت الأولى الطرق والكباري بالحاويات والاسلاك الشائكة والمدرعات؛ وارهبت المارة.. والثوار أغلقوها بأمر الثورة والمتاريس والمجد للساتك.. وكلهم عنها مسؤول يوم القيامة.. لأنه أهدر حقوق آخرين هم ليسوا موافقين على هذه الاجراءات.. بل إن بعضهم فقد حياته بسبب (توقف قلبه) أو حاجته لجرعة أوكسجين لم يجدها في حينه.

وأخيراً .. هل هناك فرق بين الذي تصعد روحه لأنه لم يجد العلاج اللازم؟ وبين الآخر الذي تصعد روحه بطلق ناري أو اشتباك (ضحى أو مليونية)؟؟ .. ولماذا الأخير (شهيد)؛ والذي فاضت روحه في عربة اسعاف مجرد مريض توفاه الله .. فيا هؤلاء ارحموا الشعب السوداني.. الذي هو (مظلوم) ويدعو عليكم ليل نهار.. ولن يغفر لكم ..بل ينتظركم عند الله حيث تجتمع الخصوم.

صحيفة الانتباهة