هاجر سليمان تكتب: التالي بعد النيل الأزرق
ماحدث بولاية النيل الازرق ليس حدثا مفاجئا بل كان امرا متوقعا في ظل ضعف اداء الحكومة الانتقالية وإهمالها وتهميشها للقرى والولايات الطرفية وعدم اهتمامها بالظواهر التي تبدأ صغيرة ثم ما تلبث ان تكبر سريعا فتتسبب في النزاعات الكارثية، وذلك الضعف متعمدا من قبل المجلس السيادي الذي ينحصر جل هم اعضائه على القضايا الانصرافية التي لا تهم الوطن ثم ان رئيسه السيد الفريق اول عبدالفتاح البرهان لايكترث كثيرا لأمر الوطن وهمه الاول هو الحفاظ على السلطة بشتى الطرق ولكن لا ضامن لذلك الكرسي الا استتباب الامن بالمناطق الطرفية ولاحظنا التقاعس في كل الأحداث التي شهدتها الولايات المختلفة، اذ لا تسعى حكومة المركز للتدخل إلا بعد ان يسقط الفأس على الرأس .
ما يحدث يعبر بوضوح عن مخطط ضخم لتقسيم السودان الى دويلات ونخشى ان تكون الحكومة الانتقالية جزءا من ذلك المخطط بطريقة او بأخرى من خلال عدم اهتمامها لما يحدث بأقاليم السودان وعدم التدخل الا بعد حلول الكارثة وإزهاق أرواح العشرات واصابة المئات منهم وتهجير الاسر من منازلها وبدء عمليات النزوح القسري بأمر الأحداث، ما يحدث بأقاليم السودان يعتبر جريمة انسانية مكتملة الأركان تفتح الباب للتدخل والعمل على تشريحها وحلها والتوصل للأسباب الحقيقية واتخاذ تحوطات لبقية الأقاليم حتى لا تحدث عدوى انتقال النزاعات لبقية الأقاليم .
ماحدث بالنيل الأزرق وقبلها اقاليم دارفور وشرق السودان سينتقل الى ولايات الوسط وسيتمدد الى الولايات الاخرى وهذا ليس تكهنا بل حقيقة ماثلة فكل قبائل السودان لديها ارتباطات بالأقاليم المختلفة وماحدث بين قبائل مجتمع النيل الأزرق سيتمدد الى سنار او الى الجزيرة او حتى القضارف وربما الخرطوم وستعم الفوضى ووقتها سيتدخل المجتمع الدولي رغما عن أنوفكم بحجة حل النزاع والسيطرة على الاوضاع وفي حقيقة الامر سيكون تدخلهم لمزيد من توسيع رقعة الصراع مثلما فعل فولكر والذي منذ ان ادخل قدمه في السودان ظل يمارس سياسة التفتيت وحشر الأنف واستخدام سياسة الجزرة والعصا ونشر الأكاذيب ورفع التقارير المفبركة التي اعتمد في إعدادها على بعض النكرات والرويبضة والتي مازالت افرازاتها تظهر رويدا رويدا.
المصيبة انه حتى بعض المسئولين الآن هم جزء من ذلك الصراع يثيرون الفتن ويطلقون شرارتها الاولى ويجلسون بهدوء ينتظرون نتائج ما اقترفت أيديهم لتحقيق مكاسب شخصية بغيضة ومحاولات بائسة للتشبث بالسلطة الزائفة .
المجلس السيادي ينظر للأمر بعين الاستصغار واللامبالاة ولايتحرك الا بعد وقوع المصائب ويتم تشكيل مجالس تحقيق تدخل بـ(حمد) وتمرق بـ(زيد) ولا جديد، فكم من مجالس تحقيق شكلت لأحداث دارفور الجنينة ونيالا وغرب كردفان وبورتسودان وحتى الآن لا نتائج ولا محاكمات ولا سيطرة ولا ولا ..
ان النهج الذي تنتهجه الحكومة الانتقالية في ادارة البلاد نهج خاطئ سيعجل بدمار الوطن وتفكيكه بسرعة غير متوقعه فالحكومة الانتقالية في كل البلدان دائما ما تكون حكومة قوية تحاسب الفاسدين وتوقف القرارات الخاطئة وتسعى لخلق نسيج مجتمعي متماسك وتعزل المسئولين المفسدين وتعين آخرين أقوياء اشداء وهذا عكس ما يحدث تماما بالحكومة الانتقالية الصفوية السودانية، ودونكم تجارب كثيرة للحكومات الانتقالية في العالم كان بالإمكان الاستفادة منها ، إلا أنكم آثرتم السقوط في مصيدة الحكم الانتقالي .
صحيفة الانتباهة