بخاري بشير يكتب: فتنة الشرق.. وتقاعس المركز!
تتسارع الأحداث.. متأثرة بما جرى في النيل الأزرق واندلاع نار الفوضى؛ الفوضى التي تريدها بعض الجهات للسودان ليسهل لهم (التدخل) ومن ثم (التقسيم).. التقسيم الذي وضعوه للسودان منذ سنوات؛ وبدأ في العام 2011 بانفصال الجنوب.. لقد تحقق المخطط في (خطوته الأولى) بانقسام وانفصال الجنوب؛ ولا زال الحبل على الجرار.. لن يهدأ بالهم الا بعد تقسيم السودان (أعظم) دولة في أفريقيا الى خمس دويلات.
فشلوا في احداث هذا الأمر بحكومات العملاء وربائب السفارات؛ فاتجهوا الى (الخطة ب)؛ وهي خلق (الفوضى) واشعال (عود الثقاب) ؛ ومن ثم زراعة الفتنة بين مكونات الشعب السوداني؛ استخدموا في ذلك (ذراع) الادارات الأهلية وغذوها بخطاب الكراهية.. وأوقدوا (الشرارة).. وها هي الآن أثرها يتمدد في كسلا والقضارف ومدني وكوستي؛ وربما غداً في أماكن أخرى.
أغرب ما في الأمر (رد فعل) حكومة المركز مع الأحداث المتسارعة في شرق السودان.. والتي لن تنتظر أحداً؛ فقد توسعت (دائرة النار)؛ وحكومة المركز نائمة؛ وربما لا تزال تتثاءب بعد اجازة عيد الأضحى المبارك.
كنت أتوقع أن يهب الفريق أول البرهان- والفريق أول حميدتي الى مواقع الأحداث.. يطفئون نيرانها من أرض الواقع؛ بايقاف نزف الدم ومسح الدموع وتثبيت الفارين.. لكن هذا لم يحدث.. ولا زالت قيادة الدولة تتابع الاحداث من مكاتبها في الخرطوم؛ أو تعقد اجتماعات مجلس الأمن والدفاع؛ والذي اقصى ما قام به توجيه للنائب العام بتشكيل لجنة تقصي حقائق.
كيف تتقصى الحقائق ولا زالت الدماء تسيل؟ وآلاف الأسر فرت من قسوة العنف؟ في هذا الجو المشحون السلطات تشكل لجنة لتقصي الحقائق؛ والساعات في الدمازين والروصيرص ومقنص تعيد تأريخ رواندا؛ وتحيي أكبر مجزرة عرقية يشهدها السودان.
كنت أتخيل أن يصدر البرهان قرارات فورية تتجاوز حاكم اقليم النيل الأزرق.. اذا لم يكن هو نفسه محل القرار.. توقعت ان تطال قرارات (الاقالة) رؤوساً كثيرة أسهمت في الفتنة.. أو وقفت أمامها عاجزة ؛ لأن هذه الرؤوس غير جديرة بالاستمرار.. لأنها تعايشت مع الفتنة.
توقعت أن تصدر قرارات مركزية باعلان الطوارئ .. اذا لم يكن في كل ولايات السودان.. يكون ذلك في (الاقليم المنكوب)؛ وكل هذا لم يحدث.
قال البعض إن ما حدث في الدمازين تديره رؤوس في الخرطوم.. وقال قادة (قوى التغيير) إن الانقلاب العسكري هو الذي تسبب في الأحداث.. مساكين هؤلاء ..فهم بعد ان رجع البرهان ورهطه لثكناتهم.. لا زالوا يرونهم في المنام .. أفكارهم الصدئة تقول لهم إن الأحداث وراءها الانقلاب ؛ ووراءها (النظام القديم).. وغداً سنسمع غير ذلك المثير.
لم يعجبني رد فعل حكومة المركز مع الأحداث.. لأنها لم ترتق لفداحة الجريمة؛ وعظم الفتنة الماثلة اليوم في ولايات السودان الشرقية.. واذا لم تولها الاهتمام اللازم سيتسع لهيبها في مقبل الأيام ويمتد لمناطق أخرى.
ابحثوا عن من يقف وراء اشعال (عود ثقاب) الفتنة.. اذا دققتم النظر سترونه؛ وهو ليس ببعيد.
صحيفة الانتباهة