هاجر سليمان تكتب: معاناة الحجاج
درج المسئولون سنويا عن الإعلان باكتمال التجهيزات للحجيج وعلى أكمل وجه وانهم جاهزون وذلك اعتمادا على تقارير جاهزة عن سير الاداء والمهام والتجهيزات والكثير من تلك التقارير البراقة كاذب ومبني على فرضيات لا اساس لها من الواقع بل لا تمثل الحقائق نهائيا وطبعا كثير من المسئولين السودانيين يتسمون بالكسل وقلما تجد مسئولا هميما يسعى لمعرفة الحقائق بنفسه والوقوف على التجهيزات بذاته دون الاعتماد على تقارير مفبركة مغلوطة لا اساس لها من الصحة ترد من صغار موظفين ينحصر جل همهم على (كسير التلج) والاستماع للثناء المستطاب غير المستحق في حقهم او من اجل حوافز مالية لا تسمن ولا تغني من جوع وذات الموظف ان كان جزءا من الحجيج فلن يكون راضيا عن الخدمة المقدمة اليه فما بالكم بالحجاج .
وردتني عدد من الشكاوى وكنت أتغاضى الى ان وصلتني آخر شكوى امس عن معاناة الحجاج وخاصة بعثة جنوب دارفور معاناة في رداءة الاكل المقدم والتنظيم ابتداء من مشعر منى وعرفات وحتى السكن في المدينة المنورة وهذه تحديدا كانت القشة التي قصمت ظهر البعير .
فهل يعقل ان توضع اربع نسوة في غرفة صغيرة جدا بجانب العفش ويتعذر عليهن النوم بارتياح وكل ذلك بسبب سوء التدبير وسوء التجهيزات اضف الى ذلك معاناة الرجال وخاصة كبار السن، ثم انهم حينما صعب عليهم الامر ذهبوا للبحث عن المسئول عن توفير احتياجات البعثة فلم يجدوه، تخيلوا أغراب كبار سن يعانون ويختفي الشخص المسئول عنهم ثم انهم مازالوا في تلك الورطة يبحثون عمن يجد حلا لمشكلتهم .
اولئك النسوة وكبار السن في بعثة جنوب دارفور ليسوا وحدهم من الولاية بل هنالك بينهم حجاج من الخرطوم ومن كل ولايات السودان نسبة لارتفاع كلفة الحج تبقت فرص كثيرة منحت لحجاج ولايات اخرى علما بان العدد الكلي لهذه البعثة كبير وكان يتطلب إعدادا جيدا الا ان سوء الاعداد جعل اولئك الحجاج يعانون .
حتى قاعة الطعام مختلطة نساء ورجالا هنالك الكثيرات ممن لم يألفن تناول الطعام مع الرجال من الاسرة فما بالكم بالرجال الغرباء، الامر غاية في الصعوبة، وما لاتعلمونه فان الذين تعلوا أصواتهم بالتهديدات يتم ارضاؤهم بسكن جيد وخدمة أفضل يعني حتى في الحج هنالك خيار وفقوس وضحك على الدقون وممارسة العادة السودانية القبيحة في ترضية ذوي الأصوات العالية وتجاهل وتهميش المساكين والبسطاء .
الحكومة كالعادة تمارس الصمت، كما درجت سنويا وهذا هو حال الحجيج السوداني معاناة وألما وجهجهة وعذاب الى ان يعودوا الى الديار فالى متى سيستمر الحال علما بان الحكومة تفرض اموالا طائلة على هذه الشعيرة وتستولي عليها دون تقديم الخدمات الجيدة المطلوبة، وهذا لايحدث مع حجاج جميع بعثات الدول يحدث فقط مع حجاج السودان الذبن لا حول لهم ولا قوة .
بما ان الحجيج يعاني سنويا من مثل هذه البلاوي فمن باب اولى ان يقال الكفوات الذين يتولون امر هذه الادارة والإدارات ذات الصلة بها ويجب محاسبة المقصرين وذلك المسئول الأعوج عن بعثة جنوب دارفور يجب ان يحظر نهائيا من ممارسة هكذا نشاط لانه غير جدير بالثقة .
عذرا .. سادتي الحجاج .. أديتم فرضكم وصبرتم على البلاء نسأل الله أن تعودوا بخير.ٍٍٍٍٍ
صحيفة الانتباهة