بخاري بشير يكتب: لا يحدث إلا في السودان!
تكرار سرقة (القضبان الحديدية) الخاصة بالقطارات؛ لأكثر من مرة.. وسفر القطارات وهي تحمل المواطنين دون مراجعة؛ ثم تنحرف عن مسارها مسببة (الأذى- أو الموت) لركابها.. ثم تصدر نشرة صحفية تقول: إن قطاراً انحرف عن مساره ونجاة جميع الركاب؛ أو حادثة مؤسفة يتعرض لها قطار الركاب الفلاني.
هذا الأمر حدث أمس الأول لقطار نهر النيل المتجه الى عطبرة؛ وهو يحمل في جوفه عدداً مهولاً من الركاب المسافرين.. ولولا عناية الله لفقدنا عدداً كبيراً من هؤلاء الركاب؛ فالحمد لله على كل حال.. لكن المطلوب اقالة مدير قطارات السودان فوراً؛ وهو لا يدري وادارته لا تدري؛ أن السكك الحديدية غير صالحة للاستخدام بسبب (سرقة الفلكنات/ الخشبية أو الحديدية).
2
يتقاتل شخصان لسبب ما؛ في أي من ولايات السودان.. ثم يستقوي أحدهما بأهله؛ وتأتي القبيلة؛ ويدور قتال سجال؛ يقضي على الأخضر واليابس.. وبالعودة الى أسباب النزاع الذي اقتتلت فيه القبيلتان؛ أو استنصرتا بموالين آخرين.. نجد السبب (تافهاً) لا يستحق أن تزهق فيه (روح واحدة).
هذا أمر مؤسف لا يحدث الا في السودان.. والأكثر (أسفاً) أن تجلس السلطات في الولايات المنكوبة ؛ لتعدد حالات الوفاة وحالات الاصابة؛ أو تطلق البيانات بأن مستشفياتها لا تسع هذا العدد الكبير من المصابين؛ وتطالب بنقلهم الفوري الى العاصمة لتلقي العلاج.. تقول سلطة الولاية هذا ولا يطرف لها جفن.. ولا تحدثها نفسها باستقالة.
ومن عجب أن (السلطة المركزية)؛ تعقد اجتماعاتها واحداً تلو الآخر؛ واقصى ما تستطيعه هو تشكيل لجان تحقيق؛ ولا تصدر قرار اقالة لأدنى موظف في الولاية المنكوبة.. ثم بعد يوم من الأحداث الجسام؛ ترسل قافلة دعم واسناد من المواد التموينية والايوائية لمقابلة احتياجات النازحين؛ الذين تسببت هي في نزوحهم بعدم قدرتها على ضبط الامور.
3
مجموعة من الجيوش توقع على اتفاق سلام مع السلطة المركزية؛ وتملأ فرحة التوقيع لهذا الاتفاق شاشات الفضائيات.. ثم يشارك الموقعون في السلطة ويقتسمونها فيما بينهم؛ ثم يرفضون مجرد فكرة (الانضمام) الى الجيش الرسمي.. وتمضي الاتفاقية الموقعة في بند ترتيباتها الأمنية بسرعة السلحفاة.
4
أي مجموعة من المعارضين للسلطة القائمة؛ يسيرون مسيرة أو موكباً؛ ويغلقون الطرق على المواطنين؛ الذين بينهم المريض وصاحب الحاجة.. وفي رواية ثانية تقوم السلطات نفسها باغلاق الكباري والجسور بالحاويات؛ وتصبح البلد كلها تحت أمر (الاغلاق). وربما قام البعض؛ وحدثتهم أنفسهم باغلاق (الميناء نفسه) بسب مطالب سياسية أو خدمية؛ ولا أحد يستطيع أن يلومهم.. وينطلق آخرون لاغلاق طرق قومية هي أشبه بـ (شريان اقتصادي) لكل البلد؛ وبذلك يساهم أهل البلد انفسهم في تجويعها وقطع الامداد عنها.
5
يستمر مسلسل قطع التيار الكهربائي؛ وأيضاً الامداد المائي بجميع أطراف البلاد؛ على الرغم من وجود عشرات الأنهار تجري بين يدي السودانيين.. ولا يحدث هذا الا في السودان.
6
كل ما تشرق شمس يوم جديد.. نجد (الجنيه السوداني) يفقد جزءاً عزيزاً من قيمته؛ حتى تلاشت (الفئات الدنيا) من العملة الوطنية السودانية.. بل لجأت السلطة لطباعة فئة الـ (1000).. وتتصاعد الأسعار في كل يوم جديد.. ولا يحدث هذا الا في السودان.
صحيفة النتباهة