محمد عبد الماجد يكتب: (الحرية والتغيير) غابت عن (الشارع) وغابت عن (القصر)
(1)
لا ادري الى متى تنتظر (الحرية والتغيير) والأحزاب السياسية والمكونات المدنية بصورة عامة حتى تستلم السلطة؟ هل تنتظر (الحرية والتغيير) ان يقول البرهان وحميدتي (الرووب)؟
لقد قالوها لو كانوا يفهمون!!
اخشى ان تكون (الحرية والتغيير) ليس لها القدرة ولا الامكانيات لاستلام السلطة ولحكم السودان ولو كان ذلك عن طريق (المشاركة) بدلاً من الجلوس في مقاعد المتفجرين.
هل تخشى (الحرية والتغيير) من الفشل لذلك فضلت ان تكون بعيدة عن السلطة ؟ ام ان الصراعات والخلافات يمكن ان تشتعل اذا وصلت (الحرية والتغيير) الى السلطة؟
لا تداروا فشلكم بالمعارضة!!
الواضح انهم في (الحرية والتغيير) يمكن ان يتفقوا اذا كانوا في (المعارضة) وخارج محيط السلطة ، اما اذا كانوا في (القصر) فلن يصلوا الى اتفاق لذلك يهربون من مواجهة بعضهم بعضاً بالمعارضة.
انظروا الى (العسكر) هناك اكثر من عشرة جيوش في الخرطوم اتفقت رغم اختلافاتها الايدولوجية عندما اصبحت في السلطة – رغم ان هذه الجيوش في (الغابة) لم تعرف ان تتفق واتفقت الآن عندما اصبحت في (القصر). اصبح حميدتي وعقار ومناوي يتحدثون في السياسة ويحترفون (الدبلوماسية) بعد ان كانوا من المقاتلين الاقوياء.
لقد جمعت بينهم (المصلحة) فسكتوا عن خلافاتهم.
حتى الحرية والتغيير (المجموعة الانتهازية) او ما يطلق عليها المجموعة (التوافقية) ركبت في (الموجة) واستغلت الموقف لتتقدم اكثر في السلطة وتتحكم في مصير البلد ، وهم اضعف من قدم لثورة ديسمبر المجيدة.
(2)
على الحرية والتغيير ان تتحمل مسؤوليتها وان تستلم السلطة بعد خطاب البرهان في 4 يوليو وبيان حميدتي الاخير .. ماذا تنتظرون بعد ذلك؟
لم يعد في الوقت متسع للجدال والاختلاف – امنحوا ما تبقى من وقتكم وعمركم للسودان.
لا اعتقد ان السودان يمكن ان يحتمل صبراً اكثر من ذلك.
سعدت بالتحركات التى حدثت بين الصحفيين لاستلام اتحاد الصحفيين الذي تم استلامه بمجموعة تمهيدية قادوها باقتدار الزميل عبدالمنعم ابو ادريس والزميل عثمان شبونة مع افاضل اخرين ووصلوا في النهاية الى تكوين لجنة لانتخاب اتحاد الصحفيين.
هكذا يجب ان يكون العمل.
استلموا السلطة وفكروا وخططوا واعملوا بعد استلامها – الجدل والاختلاف الذي يحدث الآن في (الحرية والتغيير) يمنح العسكر المزيد من الفرص.
الحرية والتغيير فقدت مكانها في (الشارع) – عليها ان لا تفقد مكانها في (القصر).
مطلوب من (الحرية والتغيير) ان تمنحنا النموذج الرشيد والصالح للحكم لتعود من جديد وتسيطر على الشارع بعد ان فقدت السيطرة عليه.
الحكومة الآن بدون قيادة – الاخطر من ذلك ان الشارع ايضاً اصبح بدون قيادة.
هذا التخبط الذي يحدث في الحكومة وفي المعارضة يدفع ثمنه الوطن.
انتبهوا الى (السودان) حتى لا نفقد اخر ما تبقى لنا في هذا الوطن الجميل.
(3)
سوف نتحدث لاحقاً بشيء من التفصيل عن بيان حميدتي الذي يعتبر تراجعاً كبيراً من جانب العسكر وانتصاراً للمدنيين لو كانوا يعلمون – على المكون المدني ان يستغل ذلك.
الحرية والتغيير الآن في محك حقيقي – نريد منهم ان يتقفوا على شيء – اتفقوا على (الوطن) الذي لا يختلف عليه احد.
المرحلة القادمة مرحلة التنازلات – مرحلة التضحيات .. لا مكان لأحد يريد ان يتكسّب من الوطن.
قدموا شيئاً للوطن بعد ان اخذتهم منه كل شيء.
المرحلة مرحلة (عطاء) وليس مرحلة (اخذ).
(4)
بغم /
في كل تصريح يطلقه حميدتي يخرج مبارك الفاضل وهو يحمل (طارته) ليدقها طرباً بتصريح حميدتي.
حدّثوا مبارك الفاضل وكلموه ان يثبت ويركز او يستحي بعض الشيء.
مبارك الفاضل وصل الى مرحلة الزوال فالرجل الذي كان ينتقد ويهاجم الامام الصادق المهدي يدافع ويتغزل الآن في محمد حمدان دقلو.
وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).
صحيفة الانتباهة