مقالات متنوعة

احمد يوسف التاي: صحفيين ولا سواقين لودرات..!!

(1)

في مواسم الإنتخابات كان إتحاد الصحافيين يجعل أبوابه مشرعة ليضم في عضويته الموظفين في المؤسسات الحكومية، واجهزة الدولة الأمنية، والشرطية وموظفي العلاقات العامة في الشركات، والهيئات الحكومية، على نحو اغرى حتى الخفراء وسائقي اللودرات والقندرانات في مؤسسات الحكومة، اغراهم بالدخول إلى دار الاتحاد ونيل بطاقة العضوية وذلك بهدف ترجيح كفة الحكومة في انتخابات النقابة، وفي مقابل ذلك حصل الداخلين على (بيوت) الصحافيين، وسيارات الصحافيين، بجانب الحصول على كل الخدمات التي يقدمها الاتحاد لعضويته..
(2)
وبسبب الأبواب المشرعة للعضوية لحسم معركة الانتخابات، نال (الكل) عضوية الاتحاد إلا من أبى، وحصل البعض على القيد الصحفي، للدرجة التي جعلت نيل عضوية الاتحاد ايسر من الدخول إلى تكية الشيخ البرعي في الزريبة، فرأينا ثلة المقاولين، واللاهثين خلف النجومية، والباحثين عن الشهرة واموال السحت، وأشياء أخرى،..
(3)
ممايروى في اوساط الصحافيين أن الاستاذ عادل الباز ذات مرة ذهب إلى مغلق لشراء بعض مواد البناء فتعرف عليه صاحب المغلق، وقدم له نفسه على انه زميل صحافي حاصل على بطاقة عضوية الاتحاد…
أما القصة الأكثر انتشاراً، تلك التي يحكيها الزميل على البصير عن زبونه صاحب الكارو بائع اللبن في الحي، إذ اخرج له ذات يوم بطاقة عضوية الاتحاد وهو يقول:(بالمناسبة انا زميلكم يا البصير وهادي بطاقتي، وايام الانتخابات بمشي بصوت عادي)..!!..
والنموذج الاول والتاني لم يمارسوا الصحافة ولكنهم مارسوا (التصويت)..
هذا طبعا مع احترامنا للمهنتين..
(4)
أمس الأول انهت اللجنة التمهيدية لنقابة الصحافيين إجازة النظام الاساسي، وميثاق الشرف الصحفي، واختارت لجنةً للإشراف على الإنتخابات المقبلة..
وأود هنا أن اتوقف فقط في ميثاق الشرف الصحفي، الذي يجب أن نعطيه حقه ومستحقه.. ففي كل مرة تُكتب لوحة جميلة من الصور الوردية تسمى ميثاق الشرف الصحفي، وأخلاقيات المهنة وتبدو في كل مرة مثالية جداً إذا ماقورنت بالواقع..
والسؤال الجوهري الذي يثور بقوة،كيف بالله أن يلتزم بأخلاق المهنة وضوابطها من كان دخوله إليها بتلك الطريقة الانتهازية الارتزاقية التي سبقت الإشارة اليها.
(5)
في دورات سابقة للاتحاد، كان ميثاق الشرف الصحفي ، وأخلاقيات المهنة تتناقضان بشكل حاد مع الممارسات والشروط الواجب توفرها في الصحافي المحترف..
الشروط الواجب توفرها لممارسة العمل الصحفي كانت مثل (إله العجوى) يلتهمونه متى سمعوا صرير أمعاءهم في مواسم الإنتخابات..
والاتحاد كان أول من يخرق تلك القواعد، والميثاق، والاخلاقيات، ويجلب العضوية كما يفعل المزارعين في مواسم حصاد السمسم وهم يجلبون العمال ويدللونهم لحسم معركة الحصاد، و(عشان السمسم ما يَشُقْ ويتدفق على الأرض)…
الى اللجنة التمهيدية، والاتحاد القادم…ضعوا هذا في حساباتكم… اللهم هذا قسمي فيما أملك…. نبضة أخيرة: ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.

صحيفة الصيحة