بخاري بشير يكتب: (استهبال الشيوعيين)!
بالأمس تحدثت عن تصريحات (كمال كرار) الذي افترض في نفسه الذكاء وأنه (فاهم) والآخرين لا يفهمون؛ أو هكذا خيل اليه.. عندما تجد أحد الشيوعيين يتحدث تكتشف أنه يفترض الذكاء في شخصه؛ وأن المستمعين له مجرد (أغبياء) يستطيع أن يقودهم؛ ويدس لهم السم في الدسم.. وكذلك تجد كل تصريحاتهم.
الشيوعيون أصبحوا لا يستطيعون الصبر على (كلام واحد) لمدة اسبوع؛ فهم في أقل من أيام تجد لهم حديثاً هنا وآخر هناك؛ وكأن الحديثين لم يخرجا من (حزب واحد)؛ اليوم اريد أن أعلق على بعض مما جاء في المؤتمر الصحفي الذي عقده الأمين العام محمد مختار الخطيب؛ وبعض المعلومات التي طرحت في المؤتمر.
أبرز ما تناوله الخطيب؛ هو الاتجاه لتكوين أو الشروع في تكوين؛ تحالف جديد بمسمى جديد هو (تحالف قوى التغيير الجذري).. ولا أدري الى ماذا يريد الشيوعيون أن يغيرونا جذرياً؛ هل أصبح حال السودانيين وأفكارهم لا تعجبهم لدرجة (التغيير الجذري) أم هم مولعون بالتسميات؟.. وهل نضب معين المسميات ليختاروا هذا المسمى الغريب والعجيب؟
واذا سلمنا انهم بصدد تكوين هذا التحالف باسمه هذا؛ وانه سيضم عدداً كبيراً من (الكيانات) النقابية والأجسام الأخرى.. فقبل أيام تحدث الحزب الشيوعي عن تحالف أسماه (تحالف الأقوياء).. وتقارب فيه مع حركتي الحلو وعبد الواحد .. وقال ان هدف التحالف هو تغيير الحكومة واسقاط الانقلاب.
وقبل أن يعرف الناس نهاية (تحالف الأقوياء)- يخرج الحزب باسم جديد هو تحالف التغيير الجذري ؛ وللحزب العجوز عشق سرمدي للأسماء وللكيانات والأجسام. حيث برع في هذا الضرب.. ففي كل مرحلة يظهر بواجهة جديدة؛ ثم اثنتين ؛ وثلاث.. حتى صارت أي واجهة أو جسم جديد يدخل مجال السياسة نجد للحزب الشيوعي فيه نصيب.
استطاع الحزب أن يسيطر على (تجمع المهنيين) في بدايات الثورة؛ ثم بعد ان اختلف مع الجسم الرئيس في تحالف الحرية والتغيير.. جاء باسم (لجان المقاومة) التي تعتبر ابناً بالتبني أو الميلاد للحزب؛ ومسميات وواجهات عديدة ليس أولها (ملوك الاشتباك)- وليس آخرها (غاضبون) كلها تتسيد الموقف ومن ورائها الحزب الشيوعي.
ثم وصل أخيراً لجسمين يسعى لأن يتسيد بهما الموقف الراهن؛ وهما تحالف (الأقوياء- والتغيير الجذري).. فهل يا ترى سيستمر الحزب في ممارسة السياسة فقط باطلاق (أسماء وأجسام وكيانات.. وواجهات).. أم يتسطيع أن يخرج للناس ويطرح برنامجاً سياسياً باسمه الشرعي والمعروف)؟.ام يا ترى هو يعلم ان درجة القبول بالاسم المعروف وسط السودانيين لا تصنع قواعد؟..
ما حدث في مسيرة الأمس (السودان الوطن الواحد).. كان (فضيحة) بكل المقاييس؛ لأنه كشف المخبوء بين (الشيوعي ومركزي الحرية والتغيير).. وأوضح ان بينهم ما فعل الحداد هذا اذا سلمنا أن لجان المقاومة وشباب الثوار بينهم شيوعيون.. فهل يملك الشيوعي الشجاعة ليعترف بأنه من قاد (العراك)؟.
هذه القيادات الباحثة عن (الخلاف) لا تشرف السودان؛ وستقود البلاد الى الهاوية في حال تسلمت أو تسنمت المشهد من جديد.. ولكن (السواقة بالخلا) لن تنطلي على السودانيين ولا على شباب الثورة الحقيقيين الذي ناهضوا (الانقاذ) واقتلعوها بثورة ديسمبر المخطوفة.
صحيفة الانتباهة