مقالات متنوعة

هيثم كابو يكتب لها رسالة مُحتشدة بحروف الحب عزيزتي منى مجدي: خلخلتِ أوتاد ثبات المفاهيم البالية، وقدمتِ (نيولوك) بديع للتعايش مع المتغيرات الشكلية!!

(1)

شكراً نبيلاً لدعمكِ النفسي لمجتمعنا الذي كان يحتاج لوعكتكِ الصحية حتى يتعافى من بعض علله التي يصعب علاجها، فأنتِ الآن من يرفع معنويات الناس قبل أن يسعوا هم للتخفيف عليك بكلمة أو عبارة، فالصورة معكوسة تماماً، وإليك البراهين:

أولاً: أقصى ما يمكن أن نحققه من عبارات المؤازرة والدعم النفسي أن ندفعك لتجاوز الآلام وانتزاع ابتسامة لحظية عابرة قد تأتي على مضض بعد طول مجاملة، ولكنك تدعمين مجتمعًا بأكمله وابتسامة باذخة الجمال تزين وجهك ساخرة من كل الألم الذي يجتاحك، ورافعة راية التحدي والأمل، لتقدمي درساً بليغاً لكل من يظن أنه في محنة، فما أن تصافح ملامحك عينيه حتى يشعر بالخجل من نفسه، فإن لم تهن عليه مصيبته، فإنه سيلملم بقايا قوته على حياء ويشعر بضآلة ما رآه أمراً جللاً لا يفوقه وجع أو ألم و(منك حتماً سيتعلم).

(2)

ثانياً: ما هذا الجمال غير المسبوق الذي يؤسس لرؤية جديدة لكيفية التصالح مع النفس حد إبهار المجتمع من حولكِ و(جعله يتمنى لو كان بمثل جسارتك، وأنتِ من الناحية النظرية في موقف ضعف لا قوة)، فإن كان هوس كثير من الفنانين ونجوم المجتمع (الرجال قبل النساء) يتمثل في (الصورة) التي يظهرون بها، والشكل الذي ينبغي أن يكون محفوراً في الأذهان عنهم، فإنك خلخلتِ أوتاد ثبات المفاهيم البالية، وقدمتِ (نيولوك) بديع للتعايش مع المتغيرات الشكلية الخارجة عن الإرادة، بطريقة متصالحة جعلت هذا التعايش الفريد يمثل حالة دهشة جديرة بالاحتفاء والتقدير، و(ترند) إنساني عفوي لم تمتد له يد الصنعة في زمن تصدرته أدوات الفبركة، وتجليات المساحيق والبحث بشتى الوسائل عن لفت النظر والتواجد في ظل اختلال الثوابت وانعدام المعايير.

(3)

ثالثاً: هذه الطريقة العفوية التي تعاملتِ بها مع المرض، والجسارة التي ظهرت عليك وجعلت ما أصابك حديث الناس، مثلت أفضل حملة توعية ضد هذا المرض اللعين بضرورة (الكشف المبكر)، فلو رصدت برامج التوعية ميزانيات ضخمة لتنبيه النساء لما حققت ربع ما تحقق الآن دون ضجة وترويج وأفكار دعائية وفواصل إعلانية، وحملات مدفوعة القيمة المادية. أخيراً: ألف حمد لله على السلامة.. بك المجتمع بخير و(دمتِ بوافر الصحة وكامل العافية).

صحيفة الصيحة