منوعات

إساءات تصيب الروح وليس الجسد.. كيف؟

ثمة إساءات لا تترك آثارا جسدية بل انفعالية، فتفتح جروحا يصعب التئامها وعلاجها.

وتظهر مثل هذه المواقف تأثير شخص بعينه على آخر، فيكون الازدراء والجهل والنقد عناصر رئيسية للعلاقة بينهما.

وحسب تقرير نشره موقع nospensees المتخصص في التنمية الشخصية، يمكن لمجرد كلمة أو لفتة أو حتى مجرد صمت بسيط أن يوجه ضربة قوية مباشرة إلى قلوبنا.

صحف رياضية: “مثلث برمودا في ريال مدريد”.. “إنجلترا ملكة في بلدها”.. و”أقصى ضغط على دي يونغ”
تتجه إلى لبنان.. أول سفينة حبوب أوكرانية تغادر أوديسا منذ بدء الحرب
والقلب يضعف تدريجياً ويصبح عاجزاً تماماً أمام أي احتمال للتمرد، لأن الخوف والشعور بالذنب استقرا في أعماقه.

إغواء من أجل السيطرة

الإساءة الانفعالية حقيقة واقعة للغاية هذه الأيام، ولا تبالي بالعمر أو الجنس أو الحالة الاجتماعية.

وسواء في العلاقات الزوجية أو العائلة أو العمل، قد نصبح ضحايا لهذا الموقف وفي أي وقت من حياتنا.

الانتهاكات من هذا النوع خطيرة بسبب عواقبها وقدرتها على البقاء في الظل دون أن يلاحظها أحد.

الإساءة الانفعالية والعاطفية عملية صامتة، عندما تظهر تكون قد بدأت منذ فترة طويلة، وقد تكون لها عواقب وخيمة على الضحية.

وفي البداية، تكون الإساءة بطيئة وصامتة، يمارسها شخص ساحر في مظهره بهدف إغواء ضحاياه للإيقاع بهم، خاصة في العلاقات الزوجية.

وبهذه الطريقة فإن الحقيقة التي يُظهرها الشخص المسيء حقيقة مشوهة، مليئة بالوعود والرغبات التي لن تتحقق أبداً.

قوة السجن الذهني

الإساءة الانفعالية والعاطفية سمّ قوي يدمر هوية الشخص ويستنزف قوته الانفعالية، فهي تحدث بشكل غير مباشر عبر شبكات مثقوبة تسمح بمرور تلميحات تسعى لجعل الضحايا يشعرون بالذنب والشك في قدراتهم.

وهكذا، عندما تتلقى الضحية الإساءة يبدأ المسيء في الكشف عن نفسه أمام هذه الضحية من خلال الازدراء أو النقد أو الإهانات أو حتى الصمت.

ولهذا، فإن آثار هذا الإساءة ليست جسدية وليست جروحاً ظاهرة على جسد الضحية، لأن الإساءة الانفعالية تُمارَس بالكلمات أو الصمت أو الإيماءات.

وكل من الأذى الذي تحدِثه هذه المواقف في الضحية وخوفها من التصرف لتحرير نفسها من الإساءة، بمثابة أشياء يراها هذا الشخص في كثير من الأحيان أمرا مستحيلا.

الجروح غير المرئية في الروح

الجروح الناتجة عن الإساءة الانفعالية والعاطفية جروح عميقة تصل إلى الجزء الأكثر حميمية من روح الضحية.

ولا يمكن رؤيتها أو سماعها، لكن يشعر بها الشخص الذي يعاني منها بطريقة رهيبة، فهي جروح مخفية عن الآخرين، لكنها مؤلمة بشدة عند من يعاني منها، إنها الجروح التي تكون قد حدثت بسبب ازدراء وتوبيخ وإنكار وجّهها المُسيء إلى الضحية.

وتظل هذه الجروح غير مرئية ومتأصلة في الخوف والشعور بالذنب والشك، وتزيل أي أمل في العمل للتحرر من الحالة النفسية التي يجد الضحية نفسه فيها.

كيف نُشفي آثار الإساءة الانفعالية في الروح؟

يتمثل العامل الأكثر أهمية في أن يتمكن الضحية من التعرف على الوضع الذي سُجِن فيه، وهو السجن الذي داخله تقع عليه كل المسؤولية والذنب اللذين أثارهما المسيء في نفسه.

لذلك، فإن إدراكنا بأننا في حالة إساءة انفعالية هو الخطوة الأولى التي تمنحنا القدرة على تحرير أنفسنا.

وحين نعرف في ما نحن منغمسون فيه، سيتعين علينا العثور على من نحبهم والاعتماد عليهم لمساعدتنا في إيجاد طريقة للخروج من هذا الموقف، وحتى نتمكن من المضي قدمًا.

وشيئاً فشيئاً، ومن خلال إيماءات الحب والمودة، يمكنهم أن يملؤوا بعض الفراغات التي تشكلت في داخلنا.

كما أن طلب المساعدة من محترف متخصص سيشجعنا على البدء في إعادة بناء هويتنا واحترامنا لذاتنا، لعلاج تلك الجروح الانفعالية والعاطفية غير المرئية التي تعيش بداخلنا.

أخيراً، يجب ألا ننسى أن كل واحد منا قد ينجح في إحداث جروح في أرواح الآخرين عندما نحتقرهم أو نتجاهلهم أو ننتقدهم، حتى دون قصد الإساءة الانفعالية.

إرم نيوز