مقالات متنوعة

محجوب مدني محجوب يكتب: منصب رئاسة الوزراء صلاحيات لا شخصيات

محجوب مدني محجوب

تدور هذه الأيام وسط المكونات السياسية ووسائل التواصل الاجتماعي، وخلال المناسبات والدعوات المختلفة التخمينات عن الشخصية التي يمكن أن تتقلد منصب رئيس الوزراء الذي يعمل على إكمال الفترة الانتقالية لكن يبدو أن المحك ليس اختيار شخصية رئيس الوزراء، وإنما المحك يكمن في الصلاحيات التي يمكن أن ينالها رئيس الوزراء القادم.
هل هي صلاحيات كاملة أم ناقصة أم لا توجد له أي صلاحيات.
تحديد صلاحيات رئيس الوزراء يرتبط ارتباطا وثيقا بالجهة التي سوف تلعب دورا كبيرا في تعيينه.
فإن كانت الجهة التي تلعب دورا في تعيينه هي المكون العسكري بصورة أو بأخرى، فليس هناك أي اعتبار لهذه الشخصية مهما كانت قدراتها وإمكانياتها، فهي سوف تكون في يد العسكر وما يراه العسكر هو ما ينعكس على كل القرارات التي يصدرها رئيس الوزراء.
وذات القول ينطبق لو خرج رئيس الوزراء من عباءة الحرية والتغيير.
وذات القول ينطبق لو خرج رئيس الوزراء من عباءة تضم توليفة من حراك الشارع أو غيرها من المسميات الموجودة بالساحة.
المهم في الأمر أن رئيس الوزراء سوف يكون في يد الجهة التي سوف تلعب دورا في تعيينه.
وبناء على هذه الحقيقة ينبغي التركيز على الجهة التي تختار رئيس الوزراء.
ينبغي التركيز على ألا تحتكر جهة معينة هذا التعيين.
بمعنى بدلا من التركيز على السؤال التالي:
من هو الشخص الذي سوف يتقلد رئاسة الوزراء للفترة الانتقالية القادمة؟
ينبغي أن يتم التركيز على السؤال التالي، وعلى معرفة تفاصيله على وجه الدقة وهو:
من هي الجهة التي سوف تختار الشخصية التي سوف تتقلد رئاسة الوزراء للمرحلة الانتقالية القادمة؟
يعني المحك ما يدور خلف الشخصية وليست الشخصية.
فإن كانت جهة محددة، فهذا يعني أن هذه الجهة المحددة هي رئيس الوزراء وليس الشخص الذي اختارته.
وإن تم التأكيد على أن رئيس الوزراء تم نتيجة لتوافق أجمع عليه العساكر باعتبارهم مسؤولون عن الأمن والدفاع وبالتالي أمنوا على اختياره، وعلى ذات المسافة أمنت القوى الأخرى من حرية وتغيير ولجان مقاومة وغيرها بحيث لم تتقدم جهة من الجهات خطوة واحدة في ترجيح اختيار الشخص المرشح لرئاسة الوزراء عن بقية الجهات، فحينئذ سوف تكون قرارات وصلاحيات رئيس الوزراء موضوعية وذات مغزى وفائدة، وبالتالي سوف يتوفر له المناخ لإكمال الفترة الانتقالية حسب ما خطط لها .
أما إذا تقدمت جهة أكثر من غيرها في اختيار شخصية رئاسة الوزراء سيكون تأثيرها عليه، وعلى قراراته بقدر تقدمها على غيرها من المكونات الأخرى.
ينبغي التركيز على هذه النقطة جيدا، فنحن ما زلنا نمارس السياسة من خلال الشلليات والانتماءات الضيقة ما زلنا بعيدين كل البعد من أن نعتبر منصب رئيس الوزراء عبارة عن منصب لمجلس تنفيذي اسمه مجلس الوزراء.
مازالت هذه الأسماء مجرد واجهات تعرض في الظاهر أما ما يدور خلف الكواليس هو الفرن الذي يخبز فيه القرار، وبالتالي هو من يقوم بتحريك العملية السياسية برمتها.
إن لم يتم السيطرة على هذه النقطة بشكل كامل، فعلى الأقل استيعابها ووضعها في الحسبان سيعمل بدرجة عالية من تخفيف خطرها إن لم يعمل على إزالتها بصورة كاملة.
ركزوا ياجماعة معنا قليلا في فلم تعيين رئيس الوزراء، فالفلم كله ليس في تحديد البطل، وإنما في تحديد المخرج إذ أن هذا المخرج هو الرأس المدبر لكل ما يتم بغض النظر عما يتم سواء كان صحيحا أو خطأ سواء كان في مصلحة البلد أو ليس في مصلحة البلد.
لا يشغلونكم ويلهونكم باختيار شخصية رئيس الوزراء، فهذه الشخصية مجرد (طبق صينية) الكلام كله ما بداخل الطبق ركزوا عليه هو حتى لا تتفاجؤوا بقرارات وتصريحات ما أنزل الله بها من سلطان.

صحيفة الانتباهة