بخاري بشير يكتب: مساعدات مصر.. وكيد الآخرين !!
سارعت الجارة الشقيقة مصر بارسال مساعدات انسانية للسودان لمقابلة الاحتياجات في مناطق النزاع القبلي؛ ونعني به منطقة النيل الأزرق التي شهدت الشهر المنصرم أحداثا مؤسفة خسر فيها السودان أرواح بريئة؛ وعانت فيه آلاف الأسر من فقد الأحباب والمأوى.. طائرة المساعدات المصرية وصلت بالأمس وهي تحمل 174 طنا من الأدوية والأمصال المضادة للجفاف وكميات من الأغذية والخيام.. السفير المصري (حسام عيسى) ذكر أن الطائرة هي الأولى من بين 6 طائرات سيتوالى وصولها على مدى الأسبوعين المقبلين.
هكذا هي مصر الرسمية تبادر الى اغاثة المنكوبين في السودان؛ بهذه المساعدات.. وهي تمارس ذات فضيلة المجتمع السوداني الذي هبً لنجدة المنكوبين في اقليم النيل الأزرق؛ وقد شاهدنا الأيام الماضية عدد من الولايات السودانية تقدمت بقوافل الدعم والاغاثة والاسناد لمجتمع النيل الأزرق؛ للاسهام في نقل الولاية من مظاهر العنف الى رحبة السلام والتعايش الانساني.
مصر الرسمية رأت أن تقف الى جانب المنكوبين بهذه المساعدات الكبيرة؛ والتي بلا شك لها أثر في اعادة حالة الاستقرار للمنطقة؛ وتهيئة مناخ ملائم لعودة الفارين من قراهم وتجهيز بيئة سليمة لهم ولأبنائهم؛ ما قامت به الجارة مصر سبقت به الأبعدين بسبب العلاقة التي تربط البلدين والشعبين؛ فالسوداني لا يشعر بغربة الوطن وهو في الشقيقة مصر؛ بعد ان امتدت العلاقات لتصل روابط الدم المتبادلة.
نتمنى أن تجتهد قيادتي البلدين في تقوية هذه العلاقات بالاعمال المشتركة والمنتظرة؛ ولا زلنا في السودان ننتظر من الشقيقة مصر الكثير؛ فهي رحبت ولا زالت- بلا حدود- بالسودانيين الذين ذهبوا اليها لاسباب متباينة؛ بينهم المرضى ومنهم الطلاب والأسر التي ذهبت للبحث عن حياة هانئة ومستقرة؛ حتي بلغ عدد السودانيين في المدن المصرية أرقاما كبيرة؛ وكلهم فتحت لهم (أم الدنيا) ذراعيها وقدمت لهم الخدمات وغيرها من المنح التي لا يجدها الا السودانيون.
وفي الوقت الذي تدعم فيه القاهرة الخرطوم؛ وتساندها في محنتها؛ تقوم جهات أخرى بالتآمر على هذا البلد والتدخل السافر في شؤونه؛ بغرض نهب ثرواته؛ أو تقسيمه وتفتيته؛ لذلك نشاهد بأم أعيننا في زمان الثورة هذا عدد من الشواهد الدالة على تدويل قضايا السودان والتآمر عليه؛ والكيد له باستغلال أبنائه؛ وزرع بذور الخلاف بينهم؛ ولم نشاهد اهتماما بدعم السودان أومنحه ما يتسحق من الاستقلالية.
في بعض الأحيان تمر العلاقة بين مصر والسودان؛ بحالات (شد وجذب) لأسباب مختلفة؛ وهناك من لا تعجبهم حالة الاستقرار وتطور ونمو العلاقات فيجتهدون في اختلاق الأخبار الكذوب التي سرعان ما تتكسر على صخرة الاخاء والمحبة؛ والجهات التي تسعى لضرب العلاقة بين البلدين دائما يواجهها (حائط صلد) من المصالح المشتركة والتأريخ الواحد وروابط الدم بين المجتمعين السوداني والمصري؛ وغالبا ما ترتد اليها حيلها ومخططاتها.
عندما راجت شائعة أن القنصلية المصرية أوقفت منح السودانين تأشيرة؛ سارعت مصر على لسان قنصلها الهمام أحمد عدلي بنفي الخبر الشائعة؛ وقال قولته المشهورة أن مصر تفتح ذر اعيها وقلبها للسودانيين.. ومصر تتمثل بالآية الكريمة (ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين).
يتطلع الشعبين في مصر والسودان الى اكتمال المشروعات الكبيرة في الامداد الكهربائي؛ واستكمال الأفكار المستقبلية بين البلدين كمشروع السكك الحديدية؛ وغيرها من المشروعات؛ ويتطلع الشعبين لزيادة التبادل التجاري في كافة المجالات ليصل الى مستوى العلاقة الأزلية.. فهل تلبي القيادة الرغبات الشعبية في كلا الطرفين؟
صحيفة الانتباهة