مقالات متنوعة

طه مدثر يكتب: فرعون موسى و حميدتي


(1) ان في قصة فرعون موسى، الذي كان قدوة لبعض الطغاة من الحكام والمستبدين، ومازال، ان في قصته دورس وعبر لمن القى السمع وهو شهيد،وسيدهم فرعون وبعد أن اداركه الغرق، آمن بما آمن به بنو اسرائيل، وادرك أنه كان رباً كاذباً، رباً لا يملك من الربوبية شيئا، وكان اعترافه اعترافاً جميلاً، ولكنه جاء في توقيت سيئ. (2) واليوم كل من لاقيته يشكو لك من سوء الأوضاع وترديها، ثم يقول لك تلك العبارة التي سئمنا من كثرة ترديدها،عبارة (أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي) فماذا يفيد الآن اعتراف النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق اول محمد حمدان دقلو، عندما قال لقناةBBC عربي، ان انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي فشل، (وترك كلمة فشل عامة ولم يحدد مكامن الفشل، والاسباب والمتسببين فيه) فهو اعتراف جميل، ولكنه جاء في توقيت سيئ. (3) الآن ياحميدتي، وقد خرجت بعد انقلابكم الفاشل تحدثنا، بأنكم ستملأون الأرض عدلاً، بعد أن ملأت جورا من بني قحط ومن شايعهم، وانكم ستجلبون للمواطن السوداني المن والسلوى، وانكم خلال أسبوعين ستعلنون عن رئيس الوزراء الجديد وانكم ستشكلون كل المؤسسات العدلية التي فشلت حكومة قحط في تشكيلها، وغيرها من الوعود البراقة المخملية، ولكن وباعترافك رأيت كيف وبسبب هذا الانقلاب ازدادت الأوضاع جميعها سوءاً،وبسبب هذا الانقلاب، قتل اكثر من مائة نفس، وجرح المئات، واعتقل كثيرون، بل نحن مهددون للعودة للعزل الاقتصادي العالمي، وغيره كثير،ولكن مايجعل الضغط يرتفع والسكر ينخفض وتصلب الشرايين يزداد، هو أن يطل علينا إحدى عاهات التحليل السياسي، واحدى العاهات التي يسبق اسمه خبير أمني، وأحدهم يدعي( اللكة)،أطل علينا وحدثنا بأن تصريحات حميدتي أسيئ فهمها، ولم يبق إلا أن يقول إنه تمت ترجمتها خطأ، ومهما كانت اعترافات حميدتي،سواء كانت صحوة ضمير أو كاميرا خفية، او حياة من حيل الثعالب، فان الجميع يعرف حقيقة الانقلاب. (4) الخلاصة تقول الطرفة، ان أحد الوزراء ضل طريقه الى اجتماع مهم، فأوقف سائقه السيارة، وسأل الوزير أحد المارة، أين أنا الآن؟ فقال له: انت في سيارتك، فقال الوزير لسائقه، ان هذا الرجل سياسي محنك، فهو رد علينا بكلمات قليلة وصريحة، ولم يضف شيئا إلى ما كنا نعرفه سابقاً، وسألتك عزيزي بالذي ركز الارض معبد، هل اضاف اعتراف حميدتي بفشل انقلابهم شيئاً إلى ماكنت تعرفه سابقاً؟وتبت يد أعداء الثورة ومن ساعدهم.

صحيفة الجريدة